حول العالم

هل راودك هذا السؤال من قبل: لماذا يعد ماء البحر مالحا؟

من بين العوامل الأساسية لملوحة المياه الصخور الموجودة على سطح الأرض- جيتي
من بين العوامل الأساسية لملوحة المياه الصخور الموجودة على سطح الأرض- جيتي

 نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الأسباب التي تجعل ماء البحر مالحا. ويزخر عالم الأساطير بكم هائل من القصص المرتبطة بعالم البحار والمحيطات، حيث مثل البحر واحدا من بين الألغاز التي حاول أسلافنا الغوص في خباياها وتجلي معانيها.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الكثير من الأدباء على غرار الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس، اعتبروا أن البحر رمز للموت والفناء فضلا عن قوة الطبيعة ومرور الزمن. وقد كرس العلماء في العصر الحالي جهودهم للبحث عن أسباب ملوحة ماء البحر.
 
وأضافت الصحيفة أن مياه المحيطات والبحار تشكل ما لا يقل عن 71 بالمائة من مساحة سطح الأرض، وهو ما يجعلنا نعيد التفكير في حقيقة أن الأرض التي نعيش عليها مجرد جزء ضئيل من مساحة هذا الكون.

 

الجدير بالذكر أن الكوكب الأزرق قد ألهم العديد من المؤلفين لكتابة بعض الكتب والقصائد والأناشيد. في الأثناء، قد تدفعنا السباحة في البحر وتذوق مياهه إلى التساؤل حول أسباب ملوحة الماء
 
وأوردت الصحيفة أن الإجابة حول أسباب ملوحة ماء البحر تبدو جلية للكثير من الناس، لكنها تستحق أن نقف عليها من الجانب العلمي للتأكد من صحتها. ومن بين العوامل الأساسية لملوحة المياه، الصخور الموجودة على سطح الأرض.

 

تعمل مياه المطر، التي تحتوي على ثاني أكسيد الكربون المنحل في الهواء، الذي يعد السبب وراء حمضية مياه الأمطار بسبب حمض الكربونيك، على إذابة كميات من المواد المعدنية في الصخور، التي تنتقل نحو البحار عن طريق الجداول والأنهار لتنتهي في عمق المحيطات.

 
وأردفت الصحيفة أن الكثير من الأيونات الذائبة في البحر تستخدم من قبل الكائنات الحية في المحيطات، علما وأن الكثير من هذه الأيونات لا تستطيع البقاء لمدة طويلة في المياه.

 

وفي هذا الصدد، يعد الصوديوم والكلوريد من أكثر الأيونات الذائبة في المياه بنسبة 90 بالمائة، والمساهمة في ملوحتها. ووفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، يتميز الصوديوم والكلوريد بطعم ملوحة خفيف.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن نسبة وزن الملح المتأتي من الأملاح الذائبة في المياه بلغت حوالي 3.5 بالمائة من وزن المياه ككل.

 

ووفقا لبعض التقديرات، لو أردنا نفرغ الملح من المياه ونوزعه بالتساوي على سطح الأرض، سنحصل على طبقة يصل سمكها إلى 152 مترا، أي ما يعادل مبنى مكونا من 40 طابقا. من جهة أخرى، يحتوي المحيط الهادي على أكبر نسبة أملاح، علما وأنه من أكبر المحيطات وأعمقها وتحده آسيا وأستراليا من الجهة الغربية، والأمريكتين شرقا. ويحتكر هذا التركيز الكبير للمياه أعلى نسبة ملوحة، نظرا لنسبة التبخر العائلة في المحيط، مما يجعل المياه أكثر ملوحة.
 
ونوهت الصحيفة إلى أن التساؤل الذي يتبادر إلى أذهاننا باستمرار يكمن في السبب وراء عدم ملوحة مياه الجداول والأنهار المنبثقة من الجبال، في حال اعتبرنا أن الصخور تمثل السبب الرئيسي في ملوحة المياه. يكمن التفسير وراء ذلك في تأثير المطر، حيث تتجدد مياه الأنهار من خلال المطر بشكل مستمر وهو ما يحول دون أن تصبح مالحة بشكل مبالغ فيه، ويجعل الأملاح تتراكم بشكل أكبر في المحيطات. وحسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، تنقل الأنهار أربعة ملايين طن من الأملاح الذائبة إلى المحيطات.
 
وذكرت الصحيفة أن الفوائد الصحية لماء البحار بالنسبة لجسم الإنسان من المسائل التي أثارت الكثير من التساؤلات.

 

وعموما، يجب تجنب شرب ماء البحر بسبب الملح عالي التركيز وآثاره الضارة للغاية على الجسم. تتمتع خلايا جسم الإنسان بأغشية تمنع دخول الملح، لكنها تفشل في هذه المهمة عندما تزيد نسبة الملح عن حدها وبالتالي يتسرب الماء المالح إلى الخلايا. وتعتبر عواقب دخول جزيئات الماء المالح عبر غشاء نصف نافذ، الأمر الذي يعرف بعملية التناضح، كارثية للغاية.
 
ختاما، أكدت الصحيفة أن الكليتين تعملان على التخلص من الأملاح الزائدة التي تنتج بولا شديد الملوحة. بالتالي، من المستحسن أن ندخل الحمام للتبول عدة مرات في اليوم حتى نصفي أجسامنا من الملح. من جانب آخر، يؤدي شرب كميات كبيرة من المياه المالحة إلى إصابة الجسم بجفاف قاتل، الأمر الذي يفسر سبب إصابة الأشخاص الذين يعيشون تجربة تحطم سفينة في معظم القصص، بالجنون والهلوسة قبل الفرق والموت.
 

التعليقات (0)