صحافة دولية

موقع ألماني: الوقت غير مناسب لعودة اللاجئين السوريين لبلدهم

فقد الشعب السوري الثقة في نظام الأسد- دويتشه فيله
فقد الشعب السوري الثقة في نظام الأسد- دويتشه فيله
نشر موقع "دويتشه فيله" الألماني تقريرا، تحدث فيه عن عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم. وعلى الرغم من أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أعطى الضوء الأخضر للاجئين للعودة إلى وطنهم، إلا أن الظروف غير مناسبة لاتخاذ مثل هذا القرار، خاصة أن الوضع في سوريا غير مستقر.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه في الوقت الذي تبذل فيه روسيا جهودا حثيثة لتهيئة الظروف الملائمة لاستقبال اللاجئين، عاد الإرهاب ليضرب بقوة في الأراضي السورية. ففي صباح يوم الأربعاء الماضي، جدت عمليات انتحارية في قرية السويدة وفي مناطق أخرى من سوريا. كما هاجم تنظيم الدولة البيوت، وأطلق النار على الأهالي. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أسفرت هذه العمليات عن مقتل حوالي 246 شخصا.

وأكد الموقع أنه يوم الأحد الماضي أجرى وزير الخارجية الروسي لافروف مكالمة هاتفية مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، تحدثا فيها عن قضية عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم. ويوم الثلاثاء، جمع لقاء بين كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزير خارجيتها هايكو ماس، ولافروف، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف؛ للتباحث حول المسألة ذاتها.

ونقل الموقع عن أحد مؤسسي منظمة "تبنى ثورة" الإغاثية الألمانية، إلياس بيرابو، أن "الوقت غير مناسب لدعوة اللاجئين السوريين للعودة إلى ديارهم". وأضاف بيرابو أنه "منذ ثلاثة أشهر، فر حوالي 150 ألف شخص من ضواحي دمشق إلى مناطق أخرى في سوريا. بالإضافة إلى ذلك، بقي أكثر من خمسة ملايين شخص في سوريا لاجئين داخليين. وعموما، تجعل كل هذه العوائق التفكير في العودة إلى سوريا أمرا صعبا".

وأوضح الموقع أن نظام الأسد يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن الوضع الراهن. فقبل أسابيع، شنت قوات النظام السوري هجوما عنيفا على مدينة درعا. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فر قرابة 50 ألف شخص من أهالي هذه المدينة إلى الحدود الأردنية والإسرائيلية خلال أيام الهجوم.

وأورد الموقع أن السلطات الأردنية والإسرائيلية رفضت استقبال هؤلاء اللاجئين. في المقابل، فتحت إسرائيل أبوابها أمام 400 فرد من أعوان منظمة الخوذ البيضاء وأسرهم، ليتم نقلهم إلى الأردن في وقت لاحق. وفي الخريف المقبل، من المنتظر أن يتحول هؤلاء للعيش في بعض الدول الأوروبية، على غرار ألمانيا. وحيال هذا الشأن، أفاد الباحث في العلوم السياسية بيرابو بأنه "على الرغم من أن الحرب السورية تقترب من النهاية، إلا أن سوريا ما زالت تفتقر لأسس دولة القانون".

كما أضاف بيرابو أن "النظام السوري لا يضمن لأي فرد أي حقوق أو حريات، حيث يتعرض السوريون للملاحقة كالمعتاد، فيما لا يزال الكثير منهم مختفين داخل مراكز الاعتقال، بينما يقبع آخرون وراء القضبان، ولن يُطلق سراحهم. في ظل هذه الأوضاع، فقد الشعب السوري الثقة في نظام الأسد".

وأفاد الموقع بأن القانون العاشر المتعلق بمصادرة ممتلكات اللاجئين يعدّ خير دليل على طريقة تعامل الأسد مع معارضيه. وبموجب هذا القانون، يمكن أن تصادر الحكومة السورية عقارات أي شخص لا يستظهر بما يثبت ملكيته لهذه العقارات.

وحيال هذا الشأن، صرح الباحث في العلوم السياسية بيرابو بأن "هذا القانون أغلق أبواب العودة في وجوه اللاجئين السوريين؛ لأنه في حال عاد اللاجئ إلى سوريا للاستظهار بما يثبت ملكيته لعقاراته، سيجد نفسه رهن الاعتقال. فقد أراد النظام السوري من خلال هذا القانون توجيه رسالة مفادها أن اللاجئين السوريين أصبحوا أشخاصا غير مرغوب فيهم في وطنهم".

واستشهد الموقع بتصريح للناشط الحقوقي السوري عدنان الناشي، الذي قال إنه "على ضوء هذه المعطيات، يبدو أن دعوة لافروف اللاجئين السوريين للعودة إلى وطنهم تحمل خلفية دعائية، فهو يريد أن يثبت للولايات المتحدة والدول الأوروبية أن التدخل العسكري في سوريا مثمر". ولكن الحقيقة مغايرة تماما، ذلك أن روسيا غير قادرة على ضمان الاستقرار في سوريا، حتى وإن بقي نظام الأسد.

وفي الختام، ذكر الموقع أنه على الرغم من أن روسيا أرسلت فرق عمل إلى كل من الأردن ولبنان وتركيا للسهر على تأمين عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، إلا أن عددا محدودا من اللاجئين قرروا الاستجابة للدعوة الروسية، بينما يرفض البقية العودة إلى ديارهم؛ خشية بطش النظام السوري.
0
التعليقات (0)