ملفات وتقارير

أبرز ملفات التوتر بين أنقرة وواشنطن.. آخرها القس برانسون

برانسون بعد قرار المحكمة وضعه في تحت الإقامة الجبرية لحين انتهاء محاكمته- جيتي
برانسون بعد قرار المحكمة وضعه في تحت الإقامة الجبرية لحين انتهاء محاكمته- جيتي

عصفت بالعلاقات التركية الأمريكية العديد من الأزمات المتلاحقة، خاصة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كانت تعول أنقرة، على تحسن العلاقات مع واشنطن مع مجيئه.


وعلى عكس المتوقع مع قدوم ترامب للرئاسة، لم تحل الخلافات القديمة بين الجانبين والتي بدأت في عهد أوباما، بل استمرت على حالها وحصلت خلافات وأزمات جديدة، في عدد من الملفات، التي تعتبرها أنقرة جزءا من الأمن القومي لها.

ملف غولن


منذ محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة، في 15 من تموز/يوليو 2016 واتهام أنقرة رسميا لفتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة بالوقوف وراءها، ترفض الولايات المتحدة الطلبات التركية المتكررة لتسلميه إليها لمحاكمته.


وقدم الجانب التركي مرارا مذكرات قضائية إلى وزارتي الخارجية والعدل الأمريكيتين، فضلا عن ملف قضائي كامل يتضمن أدلة على تورط غولن وعناصره في محاولة الانقلاب، إلا أن الجانب الأمريكي رفض التعاطي معها.


وطلبت أنقرة من واشنطن، الاعتقال المؤقت لغولن وعناصره الذين فروا للولايات المتحدة، لكن الطلبات لقيت مصير سابقتها.

الوحدات الكردية


يعد ملف الوحدات الكردية في سوريا المدعومة أمريكيا، أحد ملفات الأزمة الرئيسية مع تركيا، التي تصنفها منظمات إرهابية وشنت عملية عسكرية في عفرين للتخلص من وجودها على حدودها.


وتجاهلت واشنطن طلبات أنقرة المتكررة لوقف الدعم عن هذه الوحدات، وعلاوة على ذلك قام ترامب في أيار/مايو 2017 بالموافقة على تقديم البنتاغون السلاح لوحدات حماية الشعب الكردي.


وعلى الرغم من التطمينات الأمريكية لتركيا بعدم السماح بالمساس بأمنها القومي، إلا أن أنقرة اتهمت واشنطن بإرسال آلاف شحنات الأسلحة، إلى قوات "سوريا الديمقراطية" التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري.


وكشفت أنقرة بعد سيطرتها على عفرين، وطرد الوحدات الكردية منها عن كميات كبيرة من الأسلحة الأمريكية التي قام البنتاغون بتزويدها للأكراد في تلك المنطقة.

صواريخ أس 400


وفجر توجه تركيا للحصول على منظومة صواريخ "أس 400" للدفاع الجوي، من روسيا أزمة مع الولايات المتحدة حليفها في "الناتو".


وصرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن بلاده تعمل على إقناع أنقرة بعدم شراء المنظومة الصاروخية الروسية.


وترفض الولايات المتحدة حصول تركيا على تلك المنظومة، بذريعة انتهاك العقوبات المفروضة على موسكو، وترى في محاولة الحصول عليها ردا إلغاء عقد بشأن تزويد أنقرة بمقاتلات من طراز F-35.

نقل السفارة للقدس

أثار قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها أزمة بين الجانبين.


ووصف أردوغان الخطوة الأمريكية بالخطيرة وقال في حينه إن القدس "خط أحمر"، بالنسبة للمسلمين، وإن "أمريكا شريكة في إراقة الدماء، باعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل".

القس برانسون


تعد أزمة القس أندرو برانسون قديمة جديدة لكنها الأحدث، من جانب عودة التصعيد الأمريكي فيها مع الجانب التركي.


وكانت السلطات التركية اعتقلت القس برانسون عام 2016 عقب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة بشبهة التواصل مع جماعة فتح الله غولن وعناصر كردية.


وعادت قضية القس للواجهة ثانيا بعد تهديد الرئيس الأمريكي ونائبه لتركيا، بفرض عقوبات عليها في حال لم تفرج "فورا" عن برانسون.


ورفضت تركيا على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان، وعدد من مسؤوليها ما وصف بـ"الأوامر" الأمريكية وقال وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو إنه "لا أحد يعطي الأوامر لتركيا".

 

دولة تابع


الكاتب التركي إسماعيل ياشا قال إن الولايات المتحدة تواصل محاولاتها ابتزاز تركيا، في العديد من المناسبات والملفات وتتعامل معها وكأنها دولة تابع.

ولفت ياشا لـ"عربي21" إلى أن الأزمة الجديدة بين الجانبين، ربما أشعل فتيلها التصريحات التركية بشأن العلاقة مع إيران في ظل العقوبات الأمريكية، والتصعيد الأخير المتعلق بتصدير النفط.

وأضاف: "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال قبل مغادرته إلى جنوب إفريقيا، إن إيران شريك استراتيجي، وهو موقف يصدر للمرة الأولى من أنقرة، وهي تصريحات لا تعجب الأمريكان بالمطلق".

وشدد على أن تركيا تبحث عن شركاء استراتيجيين آخرين غير الولايات المتحدة، وهذا لا يرضيها والأزمات المتلاحقة مع واشنطن جزء منها صراع القوى داخل أمريكا.

واعتبر ياشا أن تركيا لديها أوراق كثيرة بعيدا عن الولايات المتحدة، وهناك شراكات مع روسيا والصين لافتا إلى أن أفعال الولايات المتحدة تدفع أنقرة للابتعاد عنها، على الرغم من الأهمية الكبرى التي تمثلها لها بموقعها في المنطقة.

في المقابل أوضح ياشا أن أمريكا لن تذهب في الخلافات مع تركيا، إلى حد التضحية الكاملة بالعلاقة معها، لكنها في المقابل تحاول الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب عبر الضغط في الأزمات المختلفة.

التعليقات (0)

خبر عاجل