ملفات وتقارير

بعد اعتزال أوزيل.. هل باتت التعددية مهددة في ألمانيا؟

جاء اعتزال أوزيل اللعب دوليا بعد انتقادت لصورة جمعته بالرئيس التركي- جيتي
جاء اعتزال أوزيل اللعب دوليا بعد انتقادت لصورة جمعته بالرئيس التركي- جيتي

"أنا ألماني عندما نفوز.. ومهاجر عندما نخسر".. لعل هذه الكلمات الأهم في الرسالة التي أراد اللاعب الألماني من أصل تركي مسعود أوزيل أن يجسدها باحتجاجه هذا وإعلانه اعتزال اللعب الدولي على وصفه بـ"العنصرية وقلة الاحترام".


وسلط اعتزال أوزيل اللعب دوليا للمنتخب الألماني الضوء على ظاهرة العنصرية، وهي التي يرى مراقبون أنها آخذة بالتزايد في البلاد، وهو ما يثير مخاوف لدى الألمان المسلمين والمهاجرين من عدم تقبل المجتمع لهم.


ورغم تصريح المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تعقيبا على موقف أوزيل بأن أكثر من ثلاثة ملايين شخص من أصول تركية يعيشون في ألمانيا اندمجوا بشكل جيد، وأن المهاجرين مرحب بهم في ألمانيا، إلا أن رئيس مجلس الجالية التركية في ألمانيا غوكاي صوفو أوغلو حذر من أن "التعددية باتت مهددة بعد أن كانت مثالا يحتذى به".


عنصرية ممنهجة

 

ولا تزال مستويات الجرائم التي تستهدف الأجانب مرتفعة، ويتعرض كثير من الأفراد في ألمانيا للعنصرية في حياتهم اليومية.

 

اقرأ أيضا: أردوغان يعلق على قضية مسعود أوزيل.. ماذا قال؟


وفي هذا الصدد، يقول الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا عبد الصمد اليزيدي: "نلاحظ أنه في ألمانيا أصبحت هناك عنصرية ممنهجة ضد الأجانب والمسلمين تحديداً، وما وقع لمسعود أوزيل هو نموذج من نماذج كثيرة التي تتكرر باستمرار".


وأضاف في حديثه لـ"عربي21": ندق ناقوس الخطر، لأن إقصاء أكثر من خمسة ملايين وإخراجهم من الانتماء لهذا البلد قد تكون له عواقب وخيمة، لأن مثل هذه الحملات المشينة تصعّب من مهمتنا في إقناع أبنائنا بهذه المهمة"، محذراً "من أن العنصرية تغذي وتعزز التطرف في المجتمع من الجانبين".


وتابع: "ندعو دائماً لازدهار أوطاننا سواء هنا أو في بلداننا الأصلية، وكثير من أبنائنا الشباب المسلمين الألمان نجحوا في مسيراتهم المهنية ويعتزون بانتمائهم للبلد، ولكن بعض الجهات سواء رسمية أو سياسية أو إعلامية تحاول إخراجهم من الانتماء لألمانيا، وتصفهم بالمهاجرين رغم نشأة أجيال عديدة هنا".


ازدواجية معايير


من جهته يقول الناشط الألماني من أصل تركي ليفانت أوزكيران إن ما حصل مع مسعود أوزيل "يهمني كثيرا كمسلم في ألمانيا وجذوري تركية، ولم يزعجني كثيراً أن العديد من السياسيين ووسائل الإعلام وحتى اتحاد كرة القدم انتقدوا أوزيل".

 

ويوضح: "لكن ما أزعجني هو ازدواجية المعايير فقد التقط مثلاً اللاعب السابق لوثار ماثيوس صورا مع بوتين، ولم يعتبر ذلك فضيحة في ألمانيا، ولم يتعرض صاحبها للهجوم لعدة أسابيع من قبل السياسيين ووسائل الإعلام، لأنه ليس مسلما كما أوزيل".


وأضاف أوزكيران في حديث لـ"عربي21": ولدت ونشأت في ألمانيا، وأنا حقا أحب هذا البلد، ولكن في الوقت نفسه لا أشعر بشكل جيد هنا بعد الآن، لأنني أيضا مؤمن مسلم".

 

اقرأ أيضا: وزير تركي يهنئ أوزيل على اعتزاله دوليا.. وحكومة ميركل تعلق

 

وتابع: "حصل اعتداء على يهودي ارتدى القبعة، فغضب الجميع في ألمانيا، في حين أن هناك اعتداءات يومية على المسلمين والمسلمات، لاسيما المحجبات، وكذلك على المساجد، لم يغضب ذلك أحداً، حتى قادة المسلمين هنا ألومهم لأنهم يثنون على أوروبا دوماً رغم هذا، وأنا أعتبر أردوغان سياسيا جيدا لأنه يتصدى لهم ويتحدث عن ذلك بصراحة".


جو عنصري ومُسيس

 

أما الناشط السوري المقيم بألمانيا عمار الفحل فيعلق على اعتزال أوزيل بالقول: "تابعت الموضوع منذ بداية الأزمة، واستمعنا إلى مبررات اللاعب الذي عبر فيها عن أنه قام بواجب أدبي تجاه رئيس الدولة التي ينحدر منها أجداده فهو لم يعط تصريحات سياسية، ولم يقم بحملات انتخابية دعماً له، ولم يسئ بالقول إلى ألمانيا".

 

وأضاف لـ"عربي21": "هذا الجو العنصري والمُسيس الذي عُومل به أوزيل جعل غالبية المقيمين واللاجئين ممن اتفقوا مع موقف اوزيل أو اختلفوا يشعرون بالإحباط، ويجدون أنفسهم ضحية تمييز عنصري وطائفي وعرقي في بلد أهم ثوابته التي ينادي بها هي العدالة الاجتماعية وحرية الرأي وكرامة الإنسان".


وعبر الفحل عن مساندته وتأييده للاعب أوزيل، لافتاً إلى أنه "لا يمكن لشخص أن يستمر ويُبدع ويقدم ما لم يحصل على جو يساعده على ذلك، وهذا ما افتقده أوزيل في ظلّ الهجمة الشرسة عليه".

التعليقات (1)
السوري
الأربعاء، 25-07-2018 12:36 م
للأسف اغلب المهاجرين الى اوروبا بشكل عام لا يفهمون لماذا تحب بهم الدول الغربية!!! وخاصة في السنين الاولى عندما يقارن المهاجر او اللاجئ بين وضعه الماساوي مثلا ان بالحرب او بسبب الفقر في بلده و بين وضعه الجديد في الغرب، فهو يكون مسرورا في البداية كيف ان عنده واولاده المنزل والطعام والتعليم كله مجاني !!!! ولا يعرف ان الدولة الغربية تشتريه وأبناءه بهذه النقود!!! لانه سيُصبِح عبدا للدولة التي يسكن بها وخاصة ان قوانين الدول الغربية هي قوانين ليست اسلامية وليست حتى مسيحية!!! فلا سلطة للآباء على اولادهم او تربيتهم تربية اسلامية بعد اليوم!!! فاغلب مناهج التربية والتعليم في الغرب منافية للإسلام ومختلفة عنها!!! والرحلات المدرسية المختلطة وبرامج الجنس المدرسية والمسابح الإجبارية المختلطة كلها بعض من فيض!!! لسلخ الاطفال عن مجتمعهم الاسلامي!! و كم هناك قصص كثيرة تحدث في الغرب عن تنكر الاطفال او الزوجات حتى لدينهم الاسلامي والعياذ بالله وانا لله وانا اليه راجعون .