صحافة عربية

وثائق إماراتية مسربة: الخرطوم سلاحها معنا وقلبها مع الإخوان

أوضحت الوثائق أن "قرار السعودية والإمارات بفرض المقاطعة على قطر أتاح لنظام البشير، هامشا أوسع للمناورة"- جيتي
أوضحت الوثائق أن "قرار السعودية والإمارات بفرض المقاطعة على قطر أتاح لنظام البشير، هامشا أوسع للمناورة"- جيتي

قالت وثائق مسربة من السفارة الإماراتية بالخرطوم، إن "السودان لا يريح رأس حاكمي الرياض وأبو ظبي، لأنه كلما رأى الرجلان أن الخرطوم تخلت عن ميولها الإخوانية الإيرانية وانضمت إلى حظيرتهما المدعومة أمريكيا، عاد نظام عمر البشير ليفاجئهما بما أسمته تكويعات، كفيلة بخربطة حساباتهما".


جاء ذلك ضمن الملف الخاص الذي نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية بعنوان "الإمارات ليكس" الثلاثاء، الذي يشمل سلسلة تسريبات بدأها بسلطنة عمان، في ظل نشاط محموم للدبلوماسية الإماراتية في الدول العربية.


وبحسب الوثائق، فإن "الأزمة الخليجية جاءت لتشكل علامة فاصلة في مسارها الزمني، وليبدأ الصداع السعودي الإماراتي بشأن تموضع السودان وتحالفاته الإقليمية".


وأوضحت أن "قرار السعودية والإمارات بفرض المقاطعة على قطر أتاح لنظام البشير، هامشا أوسع للمناورة، لمحاولة استغلاله في تحسين أوضاعه الاقتصادية المتردية"، مؤكدة أنه "رغم الطابع المصلحي الذي تتسم به تلك المناورات إلى الآن، إلا أنها قد تفتح الباب من وجهة نظر الرياض وأبو ظبي، على تبدلات استراتيجية، مثل ما حدث في الزيارة التاريخية للرئيس التركي في كانون الأول/ ديسمبر الماضي".


وذكرت الصحيفة أنه "وفق الوثائق فإن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد يريدان تسليما كاملا من الخرطوم للاطمئنان أنها لن تغدرهما"، مبينة أن "الوثائق المذيلة بتوقيع السفير حمد محمد الجنيبي تظهر حجم الهم الذي يركب أبو ظبي والرياض وهما تستشعران أن جهودهما على مر سنوات لجر السودان إلى مربع الاعتدال، باتت مهددة".

 

اقرأ أيضا: وثائق مسربة تكشف جهود الإمارات في إخضاع عُمان.. لماذا؟


وتابعت الوثائق: "صحيح أن التشخيص الإماراتي للقلق السوداني يتركز على محاولة الخرطوم الحصول على المزيد من المكاسب من الأطراف كافة"، مستدركة قولها: "إلا أن حقيقة أن نظام البشير سلاحه معنا وقلبه مع الإخوان، تثير شعورا عميقا بالمرارة، وانزعاجا يستوجب العمل للضغط على حكومة البشير".


وأشارت الوثائق إلى أن "الهم الرئيس المشترك مع السعودية، يتفرع منه هم إماراتي متصل بميناء بورتسودان الذي كانت شركة موانئ دبي العالمية، تتطلع إلى وضع يدها عليها، قبل أن تمنحه الخرطوم للقطرين، وتُكمل المصيبة بمنحها جزيرة سواكن للأتراك أواخر العام الماضي".


وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية نشرت السبت الماضي، الحلقة الأولى من ملفها الخاص، حول الجهود التي يبذلها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، من أجل ما سمّته "إخضاع عُمان"، إلى جانب دور الأخيرة في مساندة قطر.


وقالت الصحيفة في ملفها المطول، إنه "يوما بعد يوم، يتأكد أن السعودية والإمارات أخطأتا في حساباتهما بخصوص منطقة الخليج بعد فرض المقاطعة على قطر"، موضحة أن "الوقائع العملية أثبتت أن الحرب السعودية الإماراتية أسهمت بالدرجة الأولى في إبعاد سلطنة عُمان أكثر فأكثر عن أشقائها، وحفزتها على تعزيز علاقاتها مع مناوئي الرياض وأبو ظبي بما يشكل درعا واقيا لها في مواجهة أي تطورات مستقبلية مضادة لمصالحها".


وكشفت الصحيفة عن وثائق مسربة من السفارة الإماراتية في مسقط، يقول السفير محمد سلطان السويدي في واحدة منها إن "مسقط تستعجل الاصطفاف مع الدوحة برغم إعلانها الحياد في الأزمة الخليجية".

التعليقات (0)

خبر عاجل