سياسة دولية

"على وجه السرعة" مجلس الأمن يتطلع لحكومة وحدة بلبنان

في 24 أيار الماضي، كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، سعد الدين الحريري بتشكيل الحكومة- جيتي
في 24 أيار الماضي، كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، سعد الدين الحريري بتشكيل الحكومة- جيتي

أعرب مجلس الأمن الدولي، الاثنين، عن تطلعه لتشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان على وجه السرعة.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس مجلس الأمن الدولي السفير السويدي "أولوف سكوغ"، بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، عقب جلسة مشاورات مغلقة عقدها المجلس بشأن لبنان.

وأكد المجلس التزامه القوي بمتابعة تنفيذ قراره السابق رقم 1701 والذي أنهى الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" العام 2006، وناقشه مجلس الأمن في جلسة مغلقة، اليوم الإثنين.

 

وفي تقريره الذي ناقشه المجلس خلال جلسة المشاورات المغلقة اليوم، اتهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "حزب الله" اللبناني بـ"تقويض" قدرة حكومة لبنان على ممارسة سيادتها وسلطتها.

وقال: "لا يزال حزب الله يعلن على الملأ بأنه يحتفظ بقدرات عسكرية، كما لم يتم إحراز أي تقدم نحو نزع سلاح الجماعات المسلحة، خارج نطاق سيطرة الدولة، بما يقوض قدرة حكومة لبنان على ممارسة سيادتها وسلطتها على إقليمها بشكل كامل".

وتابع التقرير، الذي حصلت الأناضول على نسخة منه: "لم يجر أيضا أي تقدم في تفكيك القواعد العسكرية التي تحتفظ بها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة وفتح الانتفاضة، والتي ما زالت تنتقص من سيادة لبنان وتعرقل قدرة الدولة على رصد ومراقبة أجزاء من الحدود بفعالية".

ويتضمن التقرير تقييما شاملا لقرار مجلس الأمن رقم 1701 ويغطي الفترة ما بين 1 آذار/مارس 2018 و20 حزيران/يونيو 2018.

وعادة ما يدافع "حزب الله" عن احتفاظه بالسلاح، ويقول إنه يستخدمه لـ"المقاومة" ضد إسرائيل وليس في الشأن الداخلي.

وقال السفير السويدي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن لشهر تموز /يوليو الجاري: "أعرب أعضاء المجلس في جلسة المشاورات عن دعمهم الكامل لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) .. كما أعربوا عن أملهم أن تتشكل حكومة وحدة وطنية على وجه السرعة".

وفي 24 أيار / مايو الماضي، كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، سعد الدين الحريري بتشكيل الحكومة، غير أن مهمة الأخير تواجه عراقيل، على رأسها الصراع بين الكتل السياسية على الحقائب الوزارية.

وتابع سكوغ: "ناقشنا في الجلسة تقرير الأمين العام بشأن تنفيذ القرار 1701 وبالنسبة لتجديد التفويض الخاص بقوة يونيفيل فسوف ننظر في الأمر خلال جلسة المجلس المزمع عقدها في شهر أب المقبل".

وتم نشر قوة "يونيفيل"، للمرة الأولى في لبنان عام 1978، وتم توسيع مهماتها وزيادة عددها تطبيقًا للقرار الدولي 1701.، وحاليا، تقدر أعداد قوات "يونيفيل" بنحو 10 آلاف و500 جندي، من 40 دولة. 

 

اقرا أيضا : المستقبل لـ"عربي21": الحريري مستمر.. وهذه عقبات التأخير

 

وكان القيادي بتيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش شدد على أن الأسباب التي تعرقل تشكيل الحكومة، تتمثل في "عقد ثلاث لم تذلّلها المشاورات، فالقوات اللبنانية تصرّ على حصة أكبر لها على حساب التيار الوطني الحر"، مضيفا: "تبرز أيضا عقدة توزير طلال ارسلان (من الحصة الدرزية)، وتكمن العقدة الأخيرة في مطالبة حزب الله بوزير سني محسوب عليه وهذا ما يرفضه تيار المستقبل".

وكشف علوش في تصريحات سابقة لـ"عربي21" عن "طروحات جديدة لحل عقد التأليف"، لكنه لا يراهن على حتمية نجاحها، قائلا: "الأمر مرتبط بما ستسفر عنه المشاورات ولا يمكن الجزم بإمكانية نجاحها من عدمه باعتبار أن مصير المحادثات مرتبط بإرادة الأطراف المعنية".

وحول أحقيّة النواب السنة العشرة من خارج تيار المستقبل على توزير شخصية منهم، قال: "لا حق لهم في ذلك فهؤلاء النواب ينتمون إلى تيارات سياسية متفرقة، والحديث عن تكتلهم من أجل الحصول على وزارة غير واقعي ولا منطقي"، مشددا على أنّ الهدف من هذا الطرح "زرع حصة سنية في الحكومة للمناكفة والتضييق على رئيسها سعد الحريري".

وعن إمكانية فشل الحريري في تأليف الحكومة وبالتالي تكليف رئيس الجمهورية وبناء على استشارات جديدة لشخصية أخرى لترأس الحكومة، قال علوش: "الرئيس الحريري ماض في مهمة التأليف وليس هناك من نص دستوري يحدّد مهلة التأليف، ولا يمكن بطبيعة الحال التراجع عن التكليف، ويبقى الأمر في عهدة رئيس الحكومة المكلف بأن يعتذر عن التأليف وهذا لن يحصل"، حاسما "تشكيل الحكومة برئاسة الحريري حتى لو طالت مدة مشاورات التأليف".

التعليقات (0)