ملفات وتقارير

صحيفة روسية: هل سينسحب الأسد من حلب ويسلمها لتركيا؟

الصحيفة تحدثت عن عرض تركي لإعمار حلب- جيتي
الصحيفة تحدثت عن عرض تركي لإعمار حلب- جيتي
نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن تخبط سوريا في وضع صعب لم تعهده من قبل، وانقسامها إلى ثلاث أجزاء واقعة تحت سيطرة جهات مختلفة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأسد يسيطر على الجزء الأكبر من الأراضي السورية، بينما تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على الجزء الثاني، أما الجزء الثالث فيقع تحت قبضة تركيا بمساعدة حلفائها داخل سوريا، بما في ذلك الجيش السوري الحر.

وأضافت الصحيفة أن الأسد وجد نفسه أمام خيار جد صعب، يتمثل في ضرورة طرد الأطراف الأجنبية التي أقحمت نفسها في الشؤون السورية. ويعتبر التخلي عن المعركة من طرف الأسد بمثابة اعتراف بعدم جدارته وفشله في انتشال سوريا من أزمتها وتحقيق الاستقرار. ناهيك عن ذلك، سيحرمه إقراره بانهيار الدولة من فرصة استمراره في الحكم ورئاسة سوريا. ومن المرجح أن يهدد ذلك الوحدة الإقليمية لسوريا، ويؤدي لظهور دولة ضعيفة وفقيرة، خاصة في ظل سيطرة الأكراد على أكبر موارد النفط السورية.

وذكرت الصحيفة أن استمرار الأسد في خوض هذه الحرب وعدم التخلي عن السلطة سيؤدي إلى تحويل سوريا إلى أفغانستان ثانية. في الأثناء، يعد الضغط واستعمال القوة ضد الأكراد من أجل الانسحاب من بعض المناطق أمرا محفوفا بالمخاطر، لا سيما أن الولايات المتحدة تعتبر الداعم الرئيسي للجماعات الكردية. وقد اكتسب الأكراد بما في ذلك العراقيون مكانة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، جعلت منهم قوة هائلة في المنطقة.

وبينت الصحيفة أن تواصل الحرب في ظل الظروف الراهنة من ضمن الأمور التي تهدد الأسد وتنذر بهزيمته، علما وأن قوته الرئيسية متأتية من مساعدة روسيا له، بالإضافة إلى مساهمة المستشارين المختصين في تقديم التوجيهات العسكرية والدبلوماسية.

وأوردت الصحيفة أن روسيا قد تنسحب من الحرب التي لا نهاية لها، بينما ولأسباب أمنية ستضطر تركيا للبقاء، نظرا لأن سوريا من البلدان المجاورة لها. وبالتالي، ستؤثر الأحداث الواقعة فيها بشكل كبير على البلاد، الأمر الذي قد يستوجب منها البقاء لسنوات طويلة داخل الأراضي السورية. ووفقا لوسائل الإعلام التركية، لا ينوي الأسد الدخول في مواجهة مع تركيا.

وأوضحت الصحيفة أن الرئيس السوري أشار في وقت سابق إلى أن المبلغ المطلوب لإعادة بناء سوريا يقدر بحوالي 400 مليار دولار. ويعد هذا المبلغ متواضعا جدا مقارنة بحجم الخسائر التي تكبدتها سوريا، حيث تم تدمير أكثر من نصف المباني في البلاد. ومع ذلك، لم يتمكن الأسد من الحصول على المبلغ المطلوب لإعادة البناء، إلى أن تلقى في الآونة الأخيرة عرضا مغريا، يتمثل في إعلان الجانب التركي عن استعداده لإعادة بناء مدينة حلب السورية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل اندلاع الحرب الأهلية، كانت حلب تضم حوالي 11 بالمائة من مجموع سكان سوريا، لتضم اليوم أكثر من نصف مليون نسمة، نتيجة نزوح السكان من المدينة بسبب الحرب ولجوء معظمهم إلى الجارة تركيا. لهذه الأسباب، تهتم تركيا بإعادة بناء المدينة، وتوفير الظروف اللازمة وجعلها مناسبة لعيش ملايين من السوريين. في الأثناء، يستعد الجانب التركي لتخصيص المبلغ المطلوب لإعادة بناء المدينة وتوفير مستلزمات الحياة للساكنين، إلا أن هذه الصفقة لا تحمل أبعادا إنسانية بحتة.

وأفادت الصحيفة أن أنقرة مستعدة لتولي شؤون حلب، لكن شريطة تقديم بعض التنازلات من قبل الجانب السوري على غرار سحب الأسد لجيشه، وسيطرة تركيا وبشكل كامل على المدينة. ووفقا لما تداولته وسائل الإعلام التركية، لن يشارك الأسد في المفاوضات بشأن إعادة بناء حلب، بل سيوكل المهمة إلى موسكو، الأمر الذي قد يؤدي إلى نشوب بعض الخلافات بين الجانب التركي والروسي. وقد شكك الخبير التركي تانر بكسوي، في فرص نجاح هذا الاتفاق، إلا أنه أكد على إمكانية إجراء هذه المفاوضات على أرض الواقع.

وأوضحت الصحيفة أن مسألة إعادة بناء حلب من الأمور المهمة بالنسبة لتركيا، لا سيما في ظل عدم رضا سكان العديد من المدن التركية إزاء تزايد عدد اللاجئين، ما يخلق صعوبات كبيرة. وفي حال نجحت تركيا في إعادة اللاجئين إلى ديارهم، سيكون ذلك بمثابة إنجاز عظيم نجحت السلطات التركية في تحقيقه. لكن من المرجح أن تظهر في إطار تنفيذ هذا المشروع العديد من العقبات، بما في ذلك الاقتصادية وذلك وفقا لما توصل إليه بكسوي.

والجدير بالذكر أن عملية إعادة بناء حلب تتطلب مبالغ طائلة من المال، في حين لن يثمن المجتمع التركي الاستثمارات الضخمة في المدينة السورية، خاصة وأن البلاد تعاني من العديد من المشاكل الاجتماعية، التي لم تحل بعد.

وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أن الأسد لن يوافق على الدخول في مثل هذه الصفقة، كما أن استخدام القوة ضده في مثل هذه الحالة أمر غير ضروري، وذلك حسب الخبير التركي.
التعليقات (2)
ابو العبد الحلبي
الإثنين، 23-07-2018 07:59 م
منذ زمن بعيد و خاصة بعد مجزرة المشارقة في حلب و مجزرة جسر الشغور و مجزرة حماة أيام حافظ الأسد في مطلع الثمانينات من القرن الماضي ، كان أهل حلب يتمنون لو أن خط سايكس- بيكو جرى رسمه جنوب المدينة بحيث أن حلب كانت ضمن تركيا مثل أنطاكية و اسكندرون و أضنا . و مع مرور الوقت، و ازدياد اضطهاد النصيريين و أقليات أخرى و بعض الضفادع لأهل حلب كان هنالك عجائز يتحسرون - للأسف الشديد – على أيام الاستعمار الفرنسي. ما قام به بشار من استيراد المرتزقة من روس ومليشيات الفرس المجوس تمخض عن قتل الآلاف من سكان المدينة و تدمير سائر الأحياء الشرقية فيها بشكل أسوأ مما فعله التتار عند اجتياح حلب. قام قاسم سليماني الفارسي الحاقد على العرب بزيارة حلب بعد سقوطها بقليل و كانت زيارته للمسجد الأموي أو مسجد سيدنا زكريا عليه السلام بمثابة إعلان لنصر الفرس على العرب ، و بدأت حملة لجعل مسلمي حلب يرتدون عن دينهم فيعتنقون الدين الشيعي و تأسست "حسينيات". منذ سقوط حلب نهاية عام 2016 لم تتم أي عملية تعمير أو إعادة مهجرين . روسيا ، المعتادة على أن تأخذ و لا تعطي ، لن تسهم بالتعمير . ما دام بشار في دمشق ، لن يقوم الأوروبيون و أثرياء العرب بالمساهمة بالعمار . الأمريكان ليسو معنيين بتعمير سوريا أو العراق أو غيرهما بعد أن حققوا هدفهم في إعادة بعض بلدان العرب للعصر الحجري. في رأيي أن احتمال إعطاء حلب إلى تركيا هو احتمال ضعيف جداً لأن أمريكا لن توافق على ذلك ، و الدليل على ذلك ألاعيب الأمريكان ضد تركيا بشأن منبج و تل رفعت و غيرها من البلدات الأقل أهمية من حلب.
مصري
الإثنين، 23-07-2018 11:10 ص
عرض تركيا عرض ثمين للغاية في ظل اتخاذ تركيا لكل الضمانات التي تحققكامل سيطرتها علي المدينه بما فيها الضمانات السياسية و العسكرية و الأمنية و لا يحق لأي علماني خائن أن يتقول في ذلك علي تركيا التي تريد أن تُعمر حلب و تسترجع أهلها مرة أخري بدلا من الجاسوس الروسي هذا البشار الخائن و ما أقترفته يده القذرة من قتل و إرهاب و تدمير و تخريب و تهجير قسري لشعبه .