سياسة عربية

غضب بالسعودية من ظاهرة "المواطن المخبر" عبر تويتر

ناشطون: يقوم مجموعة من المغردين بالتحريض على آخرين وتخوينهم لمجرد الاختلاف بوجهات النظام- جيتي
ناشطون: يقوم مجموعة من المغردين بالتحريض على آخرين وتخوينهم لمجرد الاختلاف بوجهات النظام- جيتي

أبدى كتاب ومغردون سعوديون امتعاضهم وغضبهم الشديد تجاه انتشار ظاهرة التحريض، والتبليغ على حسابات عبر "تويتر"، مع إلحاق تهم التخوين بها.

 

وبحسب كتاب ومغردون فإن ظاهرة "المواطن المخبر" أو "الوطنجية"، تضر بالجو العام في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ويقوم مغردون سعوديون بعضهم من المشاهير، بالتحريض على أشخاص وشركات وجمعيات، ووضع إشارة لحساب "كلنا أمن" وحساب وزارة الداخلية، للتبليغ عنهم.

 

وقال مغردون إن التحريض على الآخرين بحجة "الوطنية"، وأن الطرف الآخر مضر بالأمن، أصبح مبتذلا، إذ قام مغردون بالتحريض على مطاعم لمجرد أنها تحتوي على أسماء مدن غير سعودية، مثل المطاعم اليمنية والسورية.

 

واعتبر مغردون أن "مشكلة الوطنجية الجدد تنحصر مع كل ما له علاقة بتركيا والدول المجاورة، في حين لا يجدون حرجا من الغزو الثقافي الأمريكي والأوروبي".

 

وأوضح مغردون أن "الوطنجية الجدد"، يعتبرون أي شخص "يفكّر بعقله" وينتقد، تابع لما يطلق عليه "خلايا عزمي"، في إشارة إلى عزمي بشارة، ويتهمونهم بالعمالة لإيران وقطر.

 

وقال رسام الكاريكاتير الشهير عبد الله جابر في تعليقه على هذه الظاهرة: "تم التبليغ.. منشن كلنا أمن.. يجب محاسبته.. يجب إيقافه.. باسم الوطنية يرددونها وغيرها من جمل التشبيح الإلكتروني والترهيب لكل من يختلفون معه".

 

وتابع: "جو بوليسي قذر منتعش له فترة .. أنعشوه الوطنجية الجدد".

 

فيما نشر الكاتب الساخر عبد الله المزهر مقالا في صحيفة "مكة" تحت عنوان "كلنا أمن، وكلنا مشبوهون"، قال فيه ساخرا: "الآن بمجرد (الشك) في أن أحدهم تسول له نفسه الغش في البلوت أو ممارسة أي أمر مستفز آخر فإن الأمر لا يتطلب أكثر من وجود جوال ثم التبليغ عن جريمته عن طريق تطبيق (كلنا أمن)".

 

واستدرك بحقيقة واقعية بوجهة نظره بأن "المشكلة أن أحاديثنا أيضا أصبحت رسمية ومتكلفة وتشعر بأننا ضيوف في برنامج حواري في القناة الأولى، فلا أحد يضمن متى سيستخدم صديق غاضب هذا التطبيق الرائع".

 

وختم قائلا: "بما أن الكل يشتكي الكل ويبلغ عن الكل فلعلها مناسبة أن أشارك أنا أيضا وأقدم بلاغا لتطبيق كلنا أمن، أقول فيه: إني (أشك) ـ وهذا من حقي كمواطن ـ أن هذا الامتهان والإسراف في استخدام التطبيق ربما كانت له أهداف خبيثة، وأنه بهذه الطريقة وبدلا من أن يكون أداة فعالة للتبليغ عن الجرائم الحقيقية سيصبح مرتعا للبلاغات التافهة حتى يصبح تطبيقا عديم الفائدة وتتلاشى الجدية في التعامل معه".

 

وخلال الفترة الماضية دأبت حسابات مؤيدة للسلطات السعودية على تهديد مغردين، والطلب منهم أن يحذفوا تغريدات قديمة، قبل أن يوصلوها إلى "كلنا أمن" والجهات المختصة الأخرى.

 

ويقول مغردون سعوديون إن اعتقال بعض المشايخ والكتاب وغيرهم تم بتحريض من مغردين عبر "تويتر"، قاموا بدور "المخابرات" ونجحوا في شيطنة بعض الشخصيات ما أدى إلى اعتقالها.

 

 

التعليقات (1)
غسان غلاينه
الأحد، 22-07-2018 03:44 ص
هذا ليس محض ظاهرة، بل نتيجة السياسات السلولية (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا)، ثم عقب الحق سبحانه و تعالى بأنه من المفسدين. ثم أن جزاء المفسدين معلوم في الشريعة. التقتيل و الصلب.