سياسة عربية

"السلامة الصحية" بالمغرب تعترف بفساد الأضاحي وتكشف السبب

70 بالمئة من حالات التعفن كانت نتيجة تغذية الخرفان بمخلفات الدواجن - فيسبوك
70 بالمئة من حالات التعفن كانت نتيجة تغذية الخرفان بمخلفات الدواجن - فيسبوك

اعترف مكتب السلامة الصحية بالمغرب، أخيرا، بأن سبب تعفن أضاحي العام الماضي راجع إلى تناولها لفضلات الدجاج، بعد أن كان ينفي ذلك، محملا المستهلكين المسؤولية عن فسادها.

وكان عدد من المغاربة في مدن مختلفة، وجدوا أنفسهم، خلال عيد الأضحى للعام الماضي أمام ظاهرة غريبة، تمثلت في تغير لون لحوم الأضحية وذلك بعد حوالي 24 ساعة على ذبحها، كما انبعثت من تلك الأضاحي روائح كريهة، ما اضطر عددا من المواطنين إلى رمي الأضحية بشكل جزئي أو كامل بعدما وجدوا أن اللحم لم يعد صالحا للأكل، كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وصور تبرز المشكل ذاته.

 

اقرأ أيضاوزير الفلاحة المغربي تحت القصف بعد فساد أضاحي العيد (شاهد)

صحيفة "المساء" المغربية، أفادت في عددها ليوم الخميس، أن رئيس قسم مراقبة المنتوجات الغذائية بالمكتب أقر بأن نتائج تجربة إعادة تعليق وذبح بعض الخرفان أظهرت أن 70 بالمئة من حالات التعفن كانت نتيجة تغذية الخرفان بمخلفات الدواجن، و20 في المئة من التعفنات بسبب تناولها مختلف الأدوية المشار لها بالاستعمال، فيما 10 في المئة كانت بسبب مختلفات.

وأوضحت الجامعة المغربية لحقوق المستهلك أن الأرقام المذكورة تم الكشف عنها خلال لقاء ضم مسؤولين بالجامعة مع مسؤولي مكتب السلامة الصحية من أجل استعراض الخطوات الإجرائية التي يتم العمل بها مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى لتفادي كل ما من شأنه أن يعكر صفو هذه الشعيرة الإسلامية كاخضرار اللحوم الذي اشتكى منه العديد من المغاربة العام الماضي، والذي ألحق الضرر بمصالحهم الاقتصادية والاجتماعية، وبث هلعا واسعا في صفوف المغاربة.

ونقلت الصحيفة تأكيد المدير العام لمكتب السلامة الصحية، خلال اللقاء، على الخطوات الإجرائية الجارية على عدة أصعدة لتفادي تكرار ما حصل، وعلى رأسها اعتماد الإجراءات الاستباقية المتمثلة في التوعية والتحسيس بأهمية العمليات التنظيمية المتعلقة بتسجيل وترقيم المواشي، خاصة الأغنام المعدة للأضحية، لتمكين المستهلك والجهات المعنية كافة من تتبع سلسلة الإنتاج والامتداد من الإسطبل إلى مائدة المستهلك النهائي.

 

وأضاف أنه بالموازاة مع الإجراءات المذكورة تم وضع برنامج رقابي من خلال أخذ عينات من الكلأ والماء الشروب المخصص للماشية، وإخضاعهما للتحاليل المخبرية، ومراقبة الأدوية البيطرية، والتنسيق الدائم مع جميع الأطراف المعنية، من سلطات محلية ودرك وأجهزة أمنية، لتتبع نقل مخلفات ونفايات الدجاج، وفرض رخصة خاصة يتم الإدلاء بها أثناء نقلها وطرحها خارج الأماكن والمطارح الخاضعة للمراقبة.

نفي سابق
وكان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) حمل في بلاغ له، العام الماضي، المواطنين مسؤولية فساد أضاحي العيد، معتبرا أن "الحالات التي تمت إثارتها سببها عدم احترام الشروط الصحية للذبح والسلخ".

 

اقرأ أيضالحم العيد الفاسد بالمغرب.. تحذير من الكارثة والحكومة تراقب

واستبعد المكتب، ضمن بلاغه، "ربط فساد الأضاحي بتناول الأكباش لأعلاف غير صالحة أو بسبب تلقيحها أو معالجتها بأدوية غير مرخصة".

وأكد أنه "فيما يتعلق باخضرار لون السقيطة أو تعفنها، فإن هذه الحالات لها علاقة مباشرة بعدم احترام الشروط الصحية للذبح والسلخ والحفاظ على السقيطة في ظروف جيدة قبل تقطيعها وتخزينها عبر التبريد أو التجميد، ولا علاقة لها بحملات التلقيح التي يستفيد منها قطيع الأغنام عدة شهور قبل يوم العيد".

وسجل أن "سبب ظهور اللون الأخضر في السقيطة يرجع إلى تلوثها ببعض البكتيريا التي تتكاثر بسرعة مع ارتفاع درجة الحرارة كما هو الحال في أغلب مناطق المملكة خلال هذه الأيام".

وأوضح المكتب أن "الظروف التي مر فيها العيد لهذه السنة كانت بمجملها جيدة باستثناء بعض الشكايات التي توصلت بها مصالح المكتب، والتي همت بالخصوص ظهور أعراض التهاب الغدد اللمفاوية وإصابة بعض الأعضاء بالطفيليات الباطنية وتغير لون السقيطة في بعض الحالات".

اقرأ أيضا: المتضررون من تعفن لحوم الأضاحي بالجزائر يطالبون بالتعويض
التعليقات (0)