سياسة عربية

روسيا تنصح المعارضة في درعا بعدم الذهاب إلى إدلب.. لماذا؟

روسيا قدمت ضمانات لقادة المعارضة في درعا من أجل تسوية أوضاعهم بدل تهجيرهم- جيتي
روسيا قدمت ضمانات لقادة المعارضة في درعا من أجل تسوية أوضاعهم بدل تهجيرهم- جيتي

ذكرت مصادر إعلامية محلية سورية أن روسيا نصحت قادة فصائل المعارضة السورية المسلحة في درعا في جنوب سوريا، بتسوية أوضاعهم والبقاء في المنطقة، وعدم التوجه إلى محافظة إدلب في الشمال السوري.

وبحسب مصادر عسكرية مطلعة على المفاوضات، فإن الجانب الروسي في المفاوضات نصح وفد التفاوض التابع للمعارضة، بـ"عدم الذهاب إلى إدلب، لأنها ستكون محرقة بكل معنى الكلمة، حيث إنه من المقرر أن يبدأ العمل العسكري عليها في شهر أيلول/ سبتمر المقبل".

وقالت المصادر: "إن هناك تطمينات روسية بعدم ملاحقة أي عنصر من مقاتلي المعارضة، أو التعرض للأهالي الذي يعبرون المناطق أمام قوات النظام".

وأكد الناطق باسم غرفة العمليات المركزية في الجنوب إبراهيم جباوي، أن الروس يقولون هذا علنا "بعد درعا سنذهب إلى إدلب".

 

اقرأ أيضا: بعد درعا.. إلى أين ستتجه الأمور في إدلب؟

من جهته، يرى عضو مجموعة العمل من أجل سوريا، درويش خليفة، أن روسيا عندما قامت بنُصح فصائل المعارضة في درعا بعدم ذهابهم نحو الشمال، كانت تريد أن تنظف سجلها مؤقتا، وهي تشهد حدثا عالميا (كأس العالم)، وبالوقت ذاته تكسب أعدادا وفصائل جديدة تنضم للفيلق الخامس، الذي تتبناه روسيا في محاربة الإرهاب، بحسب زعمهم.

وقال لـ"عربي21": "إن الروس يعلمون أن أي تهجير نحو الشمال قد يزعج تركيا الحليف المرحلي والضامن لفصائل الثوار في الشمال، وهذا قد يودي باتفاق أستانا نحو الهاوية، الذي يتمسك الجميع بذيوله بالرغم من هزالته، وخبث محتواه"، وفق وصفه.

وأوضح خليفة أن "روسيا انتهجت سياسة التهجير في سوريا كخطوة لتفريغ المناطق الثائرة من المناهضين للنظام، وهذا مناف للقانون الدولي، الذي تطالب روسيا بتطبيقه من الدول المتورطة في سوريا".

وأضاف، أن القانون الدولي يعرف التهجير القسري بأنه إخلاء غير قانوني لمجموعة من الأفراد والسكان من الأرض التي يقيمون عليها، وهو يندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.

وتابع بأنه وفقا لما ورد في نظام روما الإنساني للمحكمة الجنائية الدولية، فإن "إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان، متى ما ارتكب في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين فإنه يشكل جريمة ضد الإنسانية".

وأشار خليفة إلى أن المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 حظرت النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص، أو نفيهم من مناطقهم إلى مناطق أخرى، إلا في حال أن يكون هذا في صالحهم بهدف تجنيبهم مخاطر الصراعات المسلحة.

من جهته، اعتبر المحلل السياسي السوري ناصر الحريري، أن نصائح الروس للمعارضة تتماشى مع ما صرح به الأسد أثناء الحملة العسكرية الشرسة على الجنوب، من أن وجهة النظام بعد درعا، ستكون إدلب ومناطق الشمال.

وقال لـ"عربي21" إن هدف الروس من النصيحة بعد أن تمت لهم السيطرة على درعا بواسطة القوة والقهر والدمار الشامل، تقليل أعداد المقاتلين الذين سيواجهونهم في إدلب".

وأضاف أنه "في حال تم نقل المقاتلين إلى الشمال السوري، فسيشكلون مع المعارضة في الشمال من مقاتلين محليين ومهجري المناطق السورية الأخرى، قوة مقاومة عنيفة وشرسة، وقنابل موقوتة تشكل هاجس رعب لقواتهم المهاجمة، تحمل عوامل الثأر والقهر والرغبة العارمة بالانتقام"، وفق رأيه.

 

اقرأ أيضا: بعد درعا.. مستشرق إسرائيلي يعلق على "فشل الثورة السورية"

التعليقات (5)
نهج طالبان
الأحد، 22-07-2018 06:31 ص
إلى السورى .... حرب العصابات التى تنتهجها طالبان منذ الغزو الأمريكى لأفغانستان فى أكتوبر / تشرين أول عام 2001 م و إلى يوم ؛ دفعت الأمريكيين لاستجداء السلام مع طالبان دون جدوى من أجل وقف حرب الاستنزاف التى تفرضها عليهم فى أفغانستان طوال تلك المدة ! مع العلم أن ما لدى فصائل المجاهدين فى سوريا يفوق ما لدى طالبان من عدد و عدة ، لكن تمسك فصائل المجاهدين فى سوريا بالسيطرة على الأرض ، و التأثر بتكتيكات داعش الكارثية فى حرب المدن هو الذى سيضيع ثمرات الجهاد ، و تضحيات المجاهدين و الشهداء فى مواجهة عدو غاشم ينتهج أسلوب (الأرض المحروقة) ، من خلال تفوقه الجوى ، و لكم فى الرقة كل عبرة !
ابو العبد الحلبي
الجمعة، 13-07-2018 05:24 م
لا يمكن القول بأن أمريكا قد أدارت الأمور في سوريا ببراعة بل إنها أدراتها بحمق و سخافة منذ عام 2011 و حتى اليوم . في بداية أحداث درعا ، كان بإمكان السفير "روبرت فورد" الإيعاز لبشار بعزل عاطف نجيب و بإرسال الحوراني فاروق الشرع للاعتذار لأهالي درعا و بتنفيذ بعض الإصلاحات "شوية حرية على شوية كرامة على شوية عدل". لو تمَ ذلك لما حصلت ثورة في سوريا و هذا أكيد. لكن أمريكا ركبت رأسها و معها النصيريون "المستفيدون من استعباد البشر " فكان حلهم أمنياً قمعياً همجياً وحشياً لم يوجد مثله عبر التاريخ. لو كانت بريطانيا مكان أمريكا في إدارة المشهد السوري ، لعزلت بشار خلال سنة أو سنتين و لوضعت مكانه شخص محسوب على المسلمين مثل أحمد الجربا أو خالد المحاميد أو حتى جمال معروف فأي واحد منهم هو بشار رقم 2 . لو كانت فرنسا تدير سوريا بدلاً من أمريكا ، لعزلت بشار و وضعت مكانه صديقه "مناف طلاس". لكن اقتضت حكمة الله أن تتحامق أمريكا و يتمادى عملاؤها و كشفت تقريباً جميع أوراقها . ثورة سوريا المباركة كشفت الكثير الكثير من الأشخاص و الجماعات و الدول و المؤسسات و الهيئات و هذا فيه الخير كل الخير ، إن شاء الله، لمستقبل شام الرسول و لمستقبل الأمة و للعالمين و ما بعد الضيق إلا الفرج و مع كل عسر يوجد يسران .
السوري
الجمعة، 13-07-2018 01:00 م
الى الاسم نهج طالبان ...حرب العصابات هذا احد الحلول الذي فكرت به اميريكا وروسيا قبل ان تحتلان سوريا ...اذن معروف ان الثوار سيلجؤون اليه....ومعروف عندهم ان الاسد النصيري عدو الله وايران ليسوا دائمين بسوريا... لذلك وضعوا مدة ذمنية لسوريا مثلا لنقل 10 سنوات حرب عصابات تكلف مبلغا معينا وعدد من قتلى النظام وبعد عشر سنوات يكونوا اعدوا اشخاصا سنة من سورية درسوا على العمالة للاستعمار ويجلسوهم على طاولة المفاوضات مع النظام على انهم معارضة وهكذا. تكون الثورة تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ماجيتي!! المثل الشعبي السوري اذن لا يوجد نصر بدون توحد والاعتماد على الله والتمسك بالأرض
العقيد ابو شهاب
الجمعة، 13-07-2018 10:52 ص
أمريكا هي القائد الأعلى في سوريا (و في كل الوطن العربي) و هي التي أوكلت للروس المهمة "كما قال لافروف أكثر من مرة" منذ سبتمبر 2015 و هي التي أمرت الإمارات بتمويل الحملة العسكرية. لا يملك الروس القرار فيما يتعلق بمهاجمة محافظة إدلب إلا إذا أرادت أمريكا ذلك فإن قررت أمريكا أن يغزو الروس و الفرس المجوس تلك المنطقة فستكون هنالك أم المعارك الإجرامية التي سيتم فيها أبشع المجازر بحق المدنيين و أكبر تدمير للمدن و البلدات و القرى. صحيح أن أمريكا هي أشد البلدان عداوة للعرب المسلمين ، و لكنها سوف تكون حذرة جداً في اتخاذ القرار النهائي. لقد أجرم الروس و الفرس المجوس بحق أهل حوران علماً بأن الموجود فيها أغلبه فصائل الموك التابعة لأمريكا و التي كانت نائمة 4 سنوات لأن دورها الأساسي كان يقتصر على حراسة العاصمة دمشق و منع سقوط عصابة بشار . لم تكن هنالك ضرورة للمسرحية الإجرامية التي آذت المدنيين فقد كان خالد المحاميد و أحمد العودة و بشار الزعبي و أبو منذر الدهني و أبو سيدرا و أمثالهم كفيلون بتسليم حوران من دون قتال من دون معارضة "الحاضنة الشعبية" و لقد رأينا أن الناس استقبلوا القوات الغازية في عدة أماكن بالهتافات و الدبكات و الراحة و البسكويت و أطعمهم البعض المناسف بلحم الخرفان. نصيحة الروس قادة فصائل الموك بتسوية أوضاعهم والبقاء في المنطقة سببه أن حوران منطقة واسعة المساحة و لا تستطيع عصابة بشار إرسال عناصر نصيرية لإدارتها "حيث أن النصيريين هلك منهم ما يزيد عن 200 ألف عسكري و ربما يصل العدد إلى 260 ألف" أي أن هنالك جفاف في العنصر البشري. إذا قام الفرس بإرسال شيعة من العراق و لبنان فلسوف ينتقم منهم الذين تأذوا من مدنيي حوران ، لذلك الأنسب أن تبقى فصائل الموك و لسوف يكونوا جنوداً مخلصين للنصيريين ضمن الفرقة الخامسة و سيديرون مع بقايا الحوارنة البعثيين شؤون المنطقة كما يريد بشار. قد يقال أن طرحي متشائم يائس . بالعكس ، أنا مسرور جداً على انهيار الفصائل الفارغة التي في حوران و التي كانت في الغوطة "جيش الأفلام" فلقد كانوا مجرد حراسات للعاصمة دمشق بصيغتها النصيرية – الفارسية المجوسية ، و واضح أن أمريكا أمرت بإزالتهم بعد أداء مهمتهم "توجد كلمات نابية لما فعلته أمريكا بهم أترفع عن قولها". الحمد لله على كل حال و أعوذ بالله من حال أهل النار.
نهج طالبان
الجمعة، 13-07-2018 03:05 ص
الحل الأمثل لمواجهة العدوان الروسى المرتقب على إدلب ، هو انسحاب المجاهدين من إدلب نحو الصحراء ، و اعتماد أسلوب حرب العصابات المفتوحة زمانا و مكانا ضد النظام النصيرى و حلفائه ؛ دون أدنى تمسك بالأرض حفاظا على أرواح المجاهدين و عتادهم ، على غرار ما يقوم به مجاهدو طالبان ضد النظام العميل فى كابل ، و انتظار احتدام الصراع بين روسيا و الغرب ، و إيران و إسرائيل ، لتغيير موازين القوى فى الشام بإذن الله !