مقالات مختارة

هل يسقطون السلطة الفلسطينية؟

صالح عوض
1300x600
1300x600

من متابعة الأحداث وتطوراتها فيما له علاقة بصفقة القرن التي أعلن عن انطلاقها الرئيس الأمريكي، يبدو واضحا أن هناك إرادة أمريكية تتخذ خطوات عملية نحو رسم خرائط جديدة للمنطقة وترتيبات نهائية للقضية الفلسطينية قد تستدعي إزاحة بعض الكيانات السياسية وإنشاء كيانات سياسية جديدة بمسميات جديدة، كما أن أنظمة المنطقة ستتأثر بها لاسيما في الأردن وسورية وفلسطين.

ومن الواضح للعيان أن السلطة الفلسطينية ممثلة في شخص رئيسها ترفض التعاطي مع صفقة القرن بأي شكل من الأشكال وترفض الالتقاء بالمبعوثين الأمريكان وترى أن الإدارة الأمريكية لم تعد هي المؤتمن على رعاية عملية التسوية وانه لابد من مشاركة دولية موسعة.

قد تعصف صفقة القرن بالسلطة الفلسطينية من خلال تجفيف مصادر المال والتضييق السياسي وربما بوضعها على قائمة التنظيمات الإرهابية، ولقد بدأت العجلة تتحرك سريعا بحجب الأموال عن السلطة التي غدت في الملعب وحيدة في مواجهة أخطبوط الإدارة الأمريكية وعملائها.. ولعله من الواضح أن إصرار الرئيس الأمريكي على السير قدما في الموضوع الفلسطيني بترتيبات غير مألوفة، حيث لم يعد الرئيس الأمريكي مهتما بالاتفاقيات الدولية ولا قرارات الشرعية الدولية ولا التزامات الولايات المتحدة الأمريكية.

تقف السلطة الفلسطينية على حافة الهاوية، والمحيط العربي يمارس تخليا واضحا رغم أن السلطة لا تقول ذلك رغم تأكيدات تطلقها المؤسسة الإعلامية الصهيونية والغربية التي تؤكد أن الدول العربية الفاعلة في المشرق العربي قد أخذت قرارها بالسير قدما في صفقة القرن.

وهنا يرتفع صوت السلطة الفلسطينية تبحث عن نصير يساعدها في التصدي لصفقة القرن التي تريد أن تعصف بكل المسلّمات السياسية، فهل تستطيع أن تنشئ جبهة مضادة للمشروع الأمريكي؟ ليس من السهل القطع بإمكانية ذلك لاسيما بعد أن أفرغت السلطة كل ما لديها في جعبة العملية السلمية.

محاولات ترامب وبعض دول المنطقة تتجه نحو شق نهائي للصف الفلسطيني بتكريس كيان سياسي اجتماعي في غزة بعد أن قهروها وحاصروها وضيقوا عليها، وبعد أن قامت السلطة للأسف بمضايقات على أهل غزة بشكل سافر فتهيأت ظروف الخروج من الوضع الراهن حتى لو كانت النتيجة قريبة من الانفصال، هذا من جهة غزة، ومن جهة أخرى إلقاء الضفة إلى الأردن تلحق به إداريا وسياسيا بعد أن يكون الاستيطان تكرس فيها وسيجد النظام الأردني نفسه محاطا بجملة عناصر الخطر التي تجعله في النهاية جزءا من صفقة القرن.

لقد تم تنفيذ خطوات كبيرة من صفقة القرن.. وتسير العملية بتسارع كبير وتكون نهايتها كما هم يخططون؛ إنهاء السلطة الفلسطينية وإطلاق طلقة الرحمة على المشروع الوطني الفلسطيني في ظل عجز واضح من قبل السلطة الفلسطينية للخروج من المأزق الخطير رغم التصريحات المتعددة التي يطلقها الناطقون الرسميون.. ليبقى الرهان الحقيقي على الشعب الفلسطيني الذي سيقلب الطاولة على الجميع.. ويسألونك متى هو قل إن موعدكم الصبح.

الشروق الجزائرية

0
التعليقات (0)