صحافة دولية

ما هي التنازلات التي ستقدمها موسكو لواشنطن في سوريا؟

الصحيفة توقعت أن يتوصل بوتين وترامب إلى اتفاق بشأن انسحاب القوات الموالية لإيران من سوريا- جيتي
الصحيفة توقعت أن يتوصل بوتين وترامب إلى اتفاق بشأن انسحاب القوات الموالية لإيران من سوريا- جيتي

نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن إمكانية توصل قادة روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، خلال اللقاء المرتقب بينهما، إلى اتفاق بشأن انسحاب القوات الموالية لإيران من سوريا.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهد بالوفاء بمطالب الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين تريدان انسحاب التشكيلات المسلحة الموالية لطهران من جنوب سوريا.

وأوردت الصحيفة أن ترامب يسعى للحصول على ضمانات أمنية لفائدة المعارضة السورية، المدعومة من طرف الولايات المتحدة، لتأمين خروجها من المناطق المراقبة في جنوب غرب سوريا. وحسب قناة "سي إن إن"، يطمح ترامب للحصول على مساعدة من الجانب الروسي للحد من عدد القوات الموالية لإيران المتمركزة في الجنوب السوري. ووفقا لما صرح به وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، من غير المستبعد أن يقدم الكرملين تنازلات فيما يتعلق بالصفقة القادمة حول سوريا.

وبناء على ما صرح به وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، يعتبر ترامب أن عودة موسكو إلى المجتمع الدولي أمر لا مفر منه، لذلك يتعين عليها تقديم بعض التنازلات من أجل الانضمام إلى مجموعة الدول الصناعية السبع.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من أجل السماح لروسيا بالانضمام إلى مجموعة الدول الصناعية السبع، سيحاول البيت الأبيض فرض تسوية سياسية في سوريا. وفي هذا الصدد، يرى الخبراء أن موسكو لن تفوت فرصة تعزيز مواقفها في السياسة الخارجية، الأمر الذي سيدفعها لتقديم بعض التنازلات. وهذا يعني أن اجتماع بوتين وترامب سيتمحور حول تجزئة سوريا وإدخال عملاء أمريكيين إلى القيادة السورية.

يعتقد أستاذ العلوم السياسية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، ميخائيل ألكسندروف، أنه يمكن لترامب وبوتين الموافقة على الاتفاقات المذكورة آنفا، نظرا لغياب التعقيدات.

 

اقرأ أيضا: موسكو: لا يوجد اتفاق مع واشنطن لخروج إيران من سوريا

وبينت الصحيفة أن روسيا تهتم بمسألة انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، لا سيما في ظل سيطرة واشنطن على العديد من الجيوب السورية، بما في ذلك مدينة التنف حيث تقع القاعدة العسكرية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. على خلفية ذلك، اتهمت كل من سوريا وإيران وروسيا، الولايات المتحدة في العديد من المناسبات بتدريب مقاتلي تنظيم الدولة في قاعدة التنف. ومن جهته، نفى البنتاغون وبشكل مستمر هذه الاتهامات.

وأوضحت الصحيفة أنه يمكن حل مشكلة التنف إما عن طريق طرد الأمريكيين باستخدام الوسائل العسكرية، وهذا يعني تصعيد المواجهة، أو عن طريق التوصل إلى اتفاق يضمن مغادرة الأمريكيين للمدينة. وبما أن ترامب يعد طرفا مواليا لإسرائيل، ومصالح تل أبيب تندرج ضمن أولوياته، فإنه من المرجح أن يميل لإجراء بعض المفاوضات.

ونقلت الصحيفة عن ألكسندروف أن روسيا لا تدافع عن المصالح الإيرانية في سوريا، وإنما تسعى لاسترجاع سوريا والحفاظ على استمرار نشاط قواعدها العسكرية في المنطقة. ولدى إيران العديد من المصالح التي تدفعها للبقاء في سوريا، إلا أن بقاء القوات المسلحة الإيرانية على الحدود الإسرائيلية عامل مزعزع للاستقرار في المنطقة.

ونوهت الصحيفة بأنه يمكن للكرملين الاتفاق مع النظام السوري حول ضرورة انسحاب القوات الموالية لإيران من جنوب سوريا. وبناء على ذلك، سيتفاوض النظام مع الإيرانيين للانسحاب من المناطق المجاورة لمرتفعات الجولان على الحدود الإسرائيلية.

ويعتقد ألكسندروف أن هذه الاتفاقيات يمكن أن تضمن انسحاب الولايات المتحدة من قاعدة التنف. وفي هذا الإطار، يمكن لروسيا أن تفرض بعض الشروط على غرار، وقف تقديم المساعدة إلى المعارضة السورية، وإيقاف ضربات التحالف التي تستهدف الأراضي السورية.

 

اقرأ أيضا: لهذا يتخوف حلف الأطلسي من قمة ترامب بوتين

وأفادت الصحيفة بأنه يتعين على الولايات المتحدة الانسحاب تدريجيا من سوريا، وفي البداية يمكن الاتفاق على الانسحاب من الجنوب. ومع ذلك، من غير المعلوم بعد ما إذا كانت إدلب وشمال سوريا، موقع وحدات حماية الشعب وآبار النفط، جزءا من صفقة ترامب وبوتين. ويمكن لروسيا الاتفاق مع الإيرانيين حول الانسحاب من الحدود الإسرائيلية والبقاء في المناطق السورية الأخرى، مقابل مغادرة الأمريكيين لمدينة التنف.

وحيال هذا الشأن، أكد ألكسندروف أن لهذه الصفقة تأثيرا إيجابيا على روسيا، خاصة أن الهدف الرئيسي يتمثل في هزيمة قوات المعارضة، وتحرير المزيد من الأراضي السورية، الأمر الذي يخدم المصالح الروسية.

وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن الجماعات المسلحة الموالية لإيران بما في ذلك حزب الله، كانت الطرف الأكثر تكبدا للخسائر. ولكن روسيا ليست مستعدة لأخذ الأهداف الإيرانية بعين الاعتبار، ذلك أن تدمير إسرائيل لم يكن يوما مدرجا ضمن الخطط الاستراتيجية الروسية.

التعليقات (0)