سياسة عربية

قوات التحالف تستعد لاقتحام ميناء الحديدة باليمن

مخاوف شعبية من حرب شوارع في مدينة الحديدة- جيتي
مخاوف شعبية من حرب شوارع في مدينة الحديدة- جيتي

بعد سيطرة القوات الموالية للحكومة اليمنية بمساندة التحالف العسكري الذي تقوده السعودية على مطار الحديدة (غرب اليمن)، تستعد القوات للتقدم نحو ميناء المدينة.  


وقال مسؤول في هذه القوات: "نستقدم حاليا التعزيزات، واستعداداتنا للتقدم باتجاه الميناء باتت في مراحلها الأخيرة".


وبحسب المصدر ذاته، دارت صباح الخميس اشتباكات متقطعة عند الأطراف الشمالية للمطار من جهة المدينة، وقام المتمردون بعمليات قصف بقذائف الهاون على مواقع قوات الحكومة داخل المطار، وقامت القوات الحكومية "بالرد بالمثل". 

وكانت القوات الموالية للحكومة اليمنية دخلت الثلاثاء المطار الواقع في جنوب مدينة الحديدة بعد نحو أسبوع من إطلاق هجوم باتجاه المدينة للسيطرة على مينائها الاستراتيجي. 

 

اقرأ أيضا: الحوثي يعلن استعداده لتسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة

ويبعد المطار نحو 8 كلم عن الميناء الذي تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الذي يعاني من أزمة إنسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه. 

لكن التحالف العسكري الذي يضم الإمارات يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية. ويتهم التحالف إيران بتهريب الأسلحة إلى المتمردين ودعمهم عسكريا، وهو ما تنفيه طهران. 


ويدعو التحالف إلى تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة أو للحكومة المعترف بها دوليا لوقف الهجوم. وتخشى الأمم المتحدة ومنظمات دولية أن تؤدي الحرب في مدينة الحديدة إلى وقف تدفق المساعدات. 


وقال أحد سكان مدينة الحديدة مفضلا عدم الكشف عن اسمه إن "كارثة إنسانية تقترب من المدينة. الوضع خطر جدا، دبابات ومدرعات في الشوارع، وقد تتعرض هذه للقصف في أي وقت ما قد يعرض حياة المدنيين للخطر". 


وتابع: "لا بد من تدخل (...) لمنع حرب شوارع في المدينة". 


ويشهد اليمن منذ العام 2014 حربا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعدما تمكن المتمردون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها العاصمة صنعاء. 


وأدى النزاع منذ التدخل السعودي إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص في ظل أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا. 

 

اقرأ أيضا: الجيش والتحالف يسيطران على مطار الحديدة ومواقع بصعدة

وكانت الإمارات جمعت ثلاث قوى غير متجانسة ضمن قوة واحدة تحت مسمى "المقاومة اليمنية" من أجل شن العملية في الساحل الغربي في اليمن باتجاه مدينة الحديدة. 


وتضم هذه القوة "ألوية العمالقة" التي ينخرط فيها آلاف المقاتلين الجنوبيين الذين كانوا في السابق عناصر في قوة النخبة في الجيش اليمني، و"المقاومة التهامية" التي تضم عسكريين من أبناء الحديدة موالين لسلطة الرئيس هادي.  


وثالث هذه القوى هي "المقاومة الوطنية" التي يقودها طارق محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتل على أيدي الحوثيين، حلفائه السابقين، في كانون الأول/ديسمبر 2017. وطارق صالح لا يعترف بسلطة الرئيس هادي. 


وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، في حال تحققت، أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة المتمردين، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي الحوثيين في 2015.  

التعليقات (0)