صحافة دولية

موسكو التي أخافتها تل أبيب تزود دمشق سرا بأنظمة "أس300"

سيساهم امتلاك دمشق لأنظمة إس-300 في الحد من نشاط الجيش الإسرائيلي ضمن السماء السورية- سفابودنايا الروسية
سيساهم امتلاك دمشق لأنظمة إس-300 في الحد من نشاط الجيش الإسرائيلي ضمن السماء السورية- سفابودنايا الروسية

نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن قرار الرئيس الأمريكي ونظرائه الغربيين، القاضي بمعاقبة الأسد نتيجة استخدامه للأسلحة الكيميائية. وقد دفع ذلك موسكو للتحاور مع دمشق حول مد الجيش السوري بأنظمة إس-300 الروسية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا الاتفاق الذي توصلت له موسكو ودمشق يعدّ مفيدا، حيث سيحول دون تمكن الأمريكيين والفرنسيين من استهداف روسيا عن طريق إسقاط القنابل. وتجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الحالي، تفتقر سوريا لمنظومة دفاع جوي فعالة، بعد أن دمرت الحرب كل شيء.

وأفادت الصحيفة بأنه بإمكان روسيا سد هذا النقص على المستوى العسكري بالنسبة لحليفتها سوريا. ومن المثير للاهتمام أنه مباشرة بعد القصف الأمريكي للأراضي السورية، تم الإعلان عن إمكانية التوصل إلى اتفاق حول مد سوريا بأنظمة إس-300 الروسية. ويذكر أن الطرفين اتفقا حول المسألة، وكان التسليم سيتم في غضون فترة قصيرة.

وأكدت الصحيفة أنه بينما كانت الصفقة على وشك الانتهاء، ظهرت عقبة جديدة في الطريق، ما منع من تنفيذها. وهذه المرة لم يكن الأمريكيون هم المعارضون لهذه الصفقة، وإنما الإسرائيليون. ففي الواقع، تعتبر إسرائيل الأنظمة الروسية بين يدي سوريا تهديدا كبيرا لها. وعلى العموم، سيساهم امتلاك دمشق لأنظمة إس-300 الروسية في الحد من نشاط الجيش الإسرائيلي ضمن السماء السورية. ومن المتوقع أن تتخذ تل أبيب موقفا معارضا، وتنتهج سياسة الاحتجاج والتهديد.

وأشارت الصحيفة إلى أنه وقع توجيه تنبيه للكرملين بشأن هذه المسألة. ونتيجة لذلك، ألغيت الصفقة مبدئيا، فيما أعلن الجيش الروسي أنه لم يتم البت في هذا الأمر في الوقت الحالي. لكن، في الآونة الأخيرة، قال الرئيس السوري في مقابلة له إنه سيمتنع هو وروسيا عن كشف أي معلومات تتعلق بإمدادات أنظمة إس-300. وعلى الرغم من أن الأسد لم يؤكد بصفة مباشرة إذا ما كان سيوقع استكمال الصفقة، إلا أنه من الواضح أن أنظمة إس-300 ستصل إلى سوريا.


ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري التركي، كرم يلدريم، أن "مثل هذه النتيجة بشأن الصفقة الروسية السورية كانت متوقعة". ومنذ فترة، باشر الطرفان العمل على هذا المشروع، خاصة أن الأسد لطالما كان حليفا لروسيا. ومن بين جميع المشاركين في الحرب السورية، يعدّ وضع الأسد الأسوأ؛ نظرا لأنه عدو الجميع، ما يجعله يواجه عددا من العقبات باستمرار.

وأضافت الصحيفة أن العامل الرئيسي وراء موقف الأسد المتردي يكمن في عدم قدرته على حماية أراضيه، خاصة على المستوى الجوي. وفي ظل عدم توفر وسائل كافية لحماية الأراضي الشاسعة القابعة تحت سيطرة الأسد، ستظل البلاد في خطر. وفي هذا الصدد، عمدت إسرائيل إلى تنفيذ هجمات جوية مكثفة ضد سوريا. فبينما كانت روسيا والولايات المتحدة تعملان على محاربة تنظيم الدولة، في حين كانت تركيا تحل مشاكلها مع الأكراد، هاجمت إسرائيل الأسد. كما هاجم الجيش الإسرائيلي المواقع والمنشآت الإيرانية.

وأوردت الصحيفة أن روسيا، في الوقت الحالي، تتصرف بحرية في سوريا، في حين تحاول خدمة مصالحها التي تكمن في حماية المناطق الغربية من البلاد، التي تقع تحت سيطرة النظام السوري. وفي البداية، ستعمل موسكو على تدمير الجماعات الإرهابية في إدلب، وفي وقت لاحق، ستتعامل مع المعارضة في محافظة دمشق، ثم يأتي دور درعا والقنيطرة.

وذكرت الصحيفة أن إسرائيل من جهتها تأبى التنازل عن موقفها فيما يخص الملف السوري، وتعتبر وجود عناصر أجنبية، خاصة المليشيات الإيرانية، على أراضي جارتها سوريا مصدرا للخطر. ومن المؤكد أن تل أبيب ستنفذ هجمات ضد إيران في المستقبل.

وتعد روسيا الطرف الوحيد القادر على حل هذه المشكلة، أي مساعدة إسرائيل في التخلص من هذا الخطر القادم من سوريا، وذلك من خلال عدم مد دمشق حليفة طهران بأنظمة إس-300. ولا تعدّ أنظمة إس-300 مثالية، إلا أنها فعالة، وقد تساهم بشكل كبير في صد العديد من الصواريخ الإسرائيلية الموجهة ضد سوريا.

وأوردت الصحيفة أنه بناء على تصريحات الأسد، لا أحد سيتحدث حول هذه المسألة في الوقت الراهن، إلا أنه سيتم تنفيذ الصفقة في كنف السرية. وفي هذا الصدد، أكد الخبير التركي، كرم يلدريم، قائلا: "أنا لا أفهم شيئا، لماذا قد تتخذ روسيا مثل هذه الإجراءات؟ إن هذا الأمر يمثل تهديدا لسلطتها وسمعتها". وأضاف يلدريم، موضحا: "يبدو كما لو أن روسيا خائفة من إسرائيل، لذلك قررت إتمام الصفقة بشكل مختلف. وقد يساهم تنفيذ الصفقة على هذا النحو في وضع روسيا في وضع محرج دوليا، في حين قد يؤدي إلى المساس باحترام بعض الأطراف الدوليين تجاهها".

وأشارت الصحيفة، وفقا للخبيرة الروسية كارين غيفورغيان، إلى أن مسألة منح الأنظمة الروسية لسوريا أبسط مما تبدو عليه. وأوضحت غيفورغيان، أنه "بناء على الوضع العام، سيقرر كل من بوتين والأسد مدى حاجة سوريا لأنظمة إس-300، علما أن هذه الأنظمة موجودة فعلا في سوريا، بغرض حماية المنشآت الروسية، حيث يتم استخدامها من قبل متخصصين روس". 

وفي الختام، نقلت الصحيفة على لسان غيفورغيان أن أحد الأسباب التي تحول دون استكمال روسيا لهذه الصفقة ومد الجيش السوري بأنظمة إس-300، يتمثل في عدم وجود مختصين قادرين على التعامل وصيانة هذه المعدات. بعبارة أخرى، لم يتعلم الجيش السوري بعد سبل استخدام مثل هذه الأنظمة، وبالتالي، سيتعين عليه الخضوع لتدريبات قبل الحصول على هذه الأنظمة.

التعليقات (1)
محمد يعقوب
السبت، 16-06-2018 12:59 ص
إذا أرادت روسيا أن تكون حليفة موثوق بها للنظام السورى، فما عليها إلا إمداده بكل ما يحتاجه من وسائل الدفاع ألتى تقع صواريخ إس300 تحتها. يجب أن تكون روسيا حليفة لسورية كما هي أميركا حليفة لإسرائيل تمدها بأحدث ما لديها من معدات حربية. مرة ثانية إس300 دفاعية وقديمة ويجب تزويد سورية بأحدث ما لديها من وسائل دفاعية. هكذا تنال روسيا ثقة سورية والآخرين.

خبر عاجل