ملفات وتقارير

كعك العيد في مصر.. أسعاره تربك حسابات المصريين

وصل حجم استهلاك المصريين من الكعك والبسكويت نحو 70 ألف طن- جيتي
وصل حجم استهلاك المصريين من الكعك والبسكويت نحو 70 ألف طن- جيتي

شهدت أسواق الكعك والبسكويت والحلوى تراجعا كبيرا في مصر؛ بسبب ارتفاع أسعارها المستمر منذ التعويم في 2016، وتضاعفت وفق الأرقام المتاحة إلى نحو 100 بالمئة مقارنة بما قبل عامين ماضيين، وسط عزوف عن الشراء، وكساد في البيع.

ويعد شراء الكعك أو إعداده في المنزل واحدا من أهم مظاهر الفرحة عن المصريين، حيث توجد أنواع عديدة من الكعك والبسكويت بأنواع مختلفة، وطعوم متعددة، ونكهات كثيرة، وحشوات متنوعة، بحسب الحالة الاقتصادية لكل أسرة، لكنها بدأت في الاختفاء في بعض البيوت.

ويصل حجم استهلاك المصريين من الكعك والبسكويت نحو 70 ألف طن، وبلغت فاتورته نحو ملياري جنيه، مقارنة بالأعوام السابقة؛ بسبب قرار التعويم، وارتفاع الدولار أمام الجنيه إلى 18 جنيها، بحسب غرفة القاهرة التجارية العام الماضي.

وقدر تجار وأصحاب محلات، في تصريحات لـ"عربي21"، ارتفاع الأسعار بنحو 25% عن العام الماضي و100 بالمئة عن عام 2016، إذا كانت الأسعار تتراوح للكعك ما بين 80 – و85 جنيها للكيلو مقابل 100 – 120 جنيها العام الحالي، و70 – 80 جنيها لكيلو البسكويت مقابل 90 – 100 جنيه العام الحالي، وسط تململ من ارتفاع الأسعار المستمر دون توقف.

زيادات سنوية


وعزا أصحاب مخابز ومحلات حلوى زيادة أسعار الكعك والبسكويت بمختلف أنواعه إلى ارتفاع أسعار السمن والمكسرات والحليب والبيض والسكر، ورفع الدعم عن الوقود والكهرباء، وارتفاع أجر الأيدي العاملة والماهرة في ذلك المضمار.

وقال رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة الجيزة التجارية، أحمد المغربي، لـ"عربي21" في تصريحات سابقة، إن "هناك جزءا مرتبطا بارتفاع أسعار الجمارك على المكسرات، وجزءا آخر مرتبطا بارتفاع تكلفة الإنتاج؛ نتيجة زيادة أسعار الكهرباء والوقود والنقل، وزيادة أجور العاملين، ما زاد من فاتورة المنتج على المستهلك".

أسعار الكعك والبسكويت


فيما اشتكى جابر الأسيوطي، صاحب مخبز سويت شرق، من ارتفاع الأسعار، وتراجع الإقبال، قائلا: "ارتبط العيد بمظاهر الفرح عن المصريين، ويحرصون على شرائه، والبعض لا يزال يحافظ على صنعه في المنزل، وتسويته هنا في الفرن، لكن حركة البيع والشراء تراجعت كثيرا".

وبشأن أسعار الكعك والبسكويت، قال: "تراوح سعر الكعك في المحلات والمخابز المعروفة 100 جنيه بالمتوسط، و 90 جنيها للبسكويت والبيتي فور في المتوسط، و120 للغريبة بالسمن البلدي في المتوسط، مقارنة بـ60 جنيها للكعك، و50 جنيها للبسكويت، و70 جنيها للغريبة، و50 جنيها للبيتي فور في المخابز والمحلات الشعبية، لكنها لا تقل جودة عن المحلات الأخرى".

بدوره، أكد بائع أحد محلات الحلوى وسط القاهرة، يدعى عسلية، لـ"عربي21": "استمرار حركة البيع والشراء، لكن بوتيرة أقل عن العام الماضي، والناس لا تستغني عن شراء الكعك والبسكويت مهما ارتفعت الأسعار".

ولكنه استدرك قائلا: "بعض الأسر لجأت إلى تقليل الفاتورة من خلال شراء كميات أقل من كل نوع، حتى لا يخلو البيت من الفرح، وكل أسرة تشتري على قدر حالتها المادية، ولجأت بعض المحلات إلى تقليل التكلفة؛ لزيادة المبيعات، هذا هو حال السوق".

صناعة الكعك في البيوت


وبشأن عادة بعض الأسر في إعداد الكعك والبسكويت في المنزل، قالت السيدة أم محمد، لـ"عربي21": "عمل الكعك والبسكويت شيء أساسي في العيد، ولا نحب الشراء من المحلات والمخابز، وكما ترى نأتي بالصواني بالكعك والبسكويت نيا، ونعطيه للمخبز لصنعه بشكل جيد؛ لأن بيوتنا ليس فيها أفران كبيرة أو جيدة، فنحن في المدينة نسكن في شقق صغيرة".

وعن تكلفة صنع الكعك والبسكويت، ضحكت قائلة: "نار الأسعار في زيادة كبيرة جدا، كيلو السمن البلدي يصل إلى 100 جنيه، والزيت إلى 40 جنيه، وكرتونة البيض اشتريتها بـ41 جنيها، والدقيق بـ8 جنيهات، وهناك بـ10 جنيهات، والسكر 9 جنيهات، صنع الكعك مكلف، وليس رخيصا أبدا".

وتابعت: "ولكن لمة الأسرة والجارات على طاولة الكعك والبسكويت تدخل البهجة في نفوس الجميع، وعادة ورثناها من أمهاتنا، على الرغم من أن بعض إخوتي لا يفضلن صنع الكعك والعيد، وإنما الشراء جاهزا؛ لتوفير التعب والجهد، خاصة أننا في أيام حر شديد، وامتحانات ثانوية عامة، لكني أفضل عمل البيت، فهو أكثر نظافة وصحي".

التعليقات (0)