سياسة دولية

هذا سر قلق إيران من اللقاء المرتقب بين ترامب وبوتين

العلاقات بين موسكو وطهران شهدت تدهورا كبيرا في الفترة الأخيرة بسبب الملف السوري- جيتي
العلاقات بين موسكو وطهران شهدت تدهورا كبيرا في الفترة الأخيرة بسبب الملف السوري- جيتي

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الإعداد للقاء مرتقب سيجمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مع العلم أن هذا اللقاء يعتبر مثيرا للقلق بالنسبة للحكومة الإيرانية.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العلاقات بين موسكو وطهران شهدت تدهورا كبيرا في الفترة الأخيرة بسبب الملف السوري. ووفقا للخبراء الأمريكيين، أصبح الكرملين معارضا لمسألة بقاء القوات الموالية لإيران في سوريا، خاصة في فترة ما بعد الحرب، وهو ما يجعل موقفه أكثر تقاربا مع موقف البيت الأبيض.


وأفادت الصحيفة أنه وفقا لتصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لقناة روسية، فمن المحتمل أن يتم عقد قمة ثنائية بين ترامب وبوتين. كما أشار الرئيس الروسي إلى أن أحد وعود ترامب في الحملة الانتخابية كان العمل على تحسين العلاقات الروسية الأمريكية.


وأكدت الصحيفة أن الاجتماع بين الرئيسين الروسي والأمريكي يلقى دعما كبيرا من قبل عدد من اللاعبين الدوليين الآخرين. تجدر الإشارة إلى أنه في نهاية الأسبوع الماضي، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على ذلك، قائلة: "إذا كان الرئيسان بوتين وترامب سيلتقيان مرة أخرى، فمن المتوقع أن تكون مدة الاجتماع أطول من اجتماع السنة الماضية في هامبورغ في قمة العشرين، وأنا أدعم هذا اللقاء".


وأضافت الصحيفة نقلا عن ميركل في السياق ذاته، أن "روسيا والولايات المتحدة دولتان هامتان. فإذا نظرنا للوضع الإستراتيجي في الشرق الأوسط على سبيل المثال، نجد أن الأمريكيين يقاتلون تنظيم الدولة، فيما تلعب روسيا دورا محوريا في سوريا. لذلك، أرغب في أن يجتمع الرئيسان". وفي هذا الإطار، تتفق القيادة النمساوية مع المستشارة الألمانية، حيث اقترحت أن يكون اللقاء في فيينا.

 

اقرأ أيضا: موقع إيراني: خلاف بين موسكو وطهران بشأن مصير الأسد

وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع في سوريا لا زال بحاجة إلى بذل جهود كبيرة من قبل اللاعبين الدوليين المشاركين في هذا الصراع، على الرغم من انتهاء الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة. علاوة على ذلك، لا تزال مسألة النفوذ الإيراني تمثل قضية رئيسية عند التطرق لمسألة التسوية ما بعد الصراع.


وأوردت الصحيفة أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم إسرائيل، يعارضون تعزيز نفوذ طهران أو حتى مجرد بقاء إيران في سوريا بعد تسوية الأزمة. ووفقا للتصريحات الأخيرة للقيادة الروسية، يبدو أن موسكو، التي كانت شريكا إستراتيجيا لإيران طوال الحملة العسكرية في سوريا، بدأت تميل كفتها لصالح الموقف الأمريكي في هذا الخصوص، أي بشأن التواجد الإيراني في سوريا ما بعد الحرب.


وفي هذا الإطار، أوضح المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، قائلا: "يجب أن تغادر جميع الأطراف الأجنبية الأراضي السورية. ويشمل ذلك الأمريكيين والأتراك وحزب الله، وبالطبع، الإيرانيين". أما طهران، فقد بررت من جهتها تواجدها في سوريا بأنه استجابة لطلب حليفتها دمشق.

 

اقرأ أيضا:  لأول مرة.. موقع مقرب للحرس الثوري يهاجم روسيا بشدة

 

وذكرت الصحيفة أن الحضور الإيراني على الحدود السورية الإسرائيلية يعتبر مثيرا للقلق بالنسبة للقيادة الإسرائيلية، كما أن المعارضة السورية قلقة أيضا بشأن تعزيز القوات الموالية لإيران لنفوذها في المنطقة الحدودية. ووفقا للبيانات، غادرت جماعات شيعية موالية لإيران محافظة القنيطرة ودرعا في البداية، إلا أنهم عادوا في زي الجيش الحكومي السوري.


 وأفادت الصحيفة أن الأمريكيين والروس متفقون بشأن الحضور الإيراني الموسع في سوريا، علما وأن هذا الوجود الإيراني قد يخلق حربا إسرائيلية إيرانية خطيرة. وعلى العموم، عادة ما تجمع المصالح المشتركة بين القوى العظمى، على غرار الولايات المتحدة وروسيا، خلال الصراعات. وقد أكد الدبلوماسيون الروس والأمريكيون على اهتمامهم بالتعاون الثنائي من أجل منع إيران وكوريا الشمالية من الحصول على أسلحة نووية.

وأوردت الصحيفة أنه وفقا للخبيرة باربارا سلافين، وفي إطار التحضير للاجتماع بين بوتين وترامب، يعد انعدام الثقة بين موسكو وطهران في ازدياد. ووفقا لسلافين: "لا يثق الإيرانيون في الروس، كما يخافون من التعرض للخداع من قبلهم سواء الآن أو عندما تتراجع حدة الصراع السوري. لكن، إذا تمكنت روسيا من منع الصراع الإيراني الإسرائيلي في سوريا فذلك أمر جيد".


ونوهت الصحيفة إلى أنه في الوقت ذاته، لطالما جمعت بين إيران وسوريا علاقات وثيقة جدا منذ أربعة عقود، كما تجمعها علاقات قوية مع حزب الله اللبناني. بناء على ذلك، من المتوقع أن تنسحب بعض القوات الإيرانية من سوريا، لكن ليس بشكل كامل، وفقا لما أفادت به الخبيرة.


وأكدت الصحيفة أن المستشارة البارزة في المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، أولغا أوليكر، تتطلع بريبة إلى النتائج المحتملة للاجتماع الذي سيجمع ترامب وبوتين، خاصة وأن روسيا وإيران مازالتا تتعاونان في سوريا، حتى لو لم يتفق الطرفان على بعض القضايا.


وقالت الصحيفة إنه فيما يتعلق برفض روسيا والولايات المتحدة للوجود الإيراني في سوريا، فمن المؤكد أن روسيا ستعارض ذلك بحدة أقل مقارنة بالولايات المتحدة. وفي الوقت ذاته، تواصل روسيا تنسيق أعمالها مع إسرائيل التي تربطها بها علاقات براغماتية للغاية. ونتيجة لذلك، ليس من المحتمل أن تتقرب موسكو من واشنطن بشكل كبير فيما يتعلق بالمسألة الإيرانية في سوريا.

 

التعليقات (0)