صحافة دولية

دراسة: المخدرات قد تساعد بترميم دماغ المصابين بالاكتئاب

إندبندنت: دراسة تؤكد أنه بإمكان عقاقير مخدرة علاج خلايا المخ التالفة لدى مرضى الاكتئاب- جيتي
إندبندنت: دراسة تؤكد أنه بإمكان عقاقير مخدرة علاج خلايا المخ التالفة لدى مرضى الاكتئاب- جيتي

نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمحرر الشؤون العلمية والصحية أليكس ماثيو كينغ، يقول فيه إنه يمكن أن تكون المنشطات "الجيل القادم" من العلاجات الأكثر أمانا للصحة العقلية.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، وكان تحت عنوان "دراسة تؤكد أنه بإمكان عقاقير مخدرة علاج خلايا المخ التالفة لدى البشر الذين يعانون من الاكتئاب"، إلى أن دراسة أمريكية كشفت عن أن عقارات قائمة على المخدرات يمكن أن تستخدم في علاج الخلايا التالفة من الدماغ. 

 

ويقول كينغ إن الدراسة أجراها علماء في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، وكشفت عن أن العقاقير المخدرة، مثل "إل إس دي" و"إكستاسي"، تحتوي على مكونات يمكنها تحفيز الخلايا على بناء وصلات عصبية جديدة مع المخ، وهو الأمر الذي يمكنه أن يساعد في علاج حالات الاكتئاب الشديد والإدمان.

 

وتذكر الصحيفة أن هذه الأدوية عادة ما تصنف تحت بند المخدرات، وهي ممنوعة  في عدد من الدول، مشيرة إلى أن الجديد في هذه الدراسة هو الدور الذي يمكن أن تؤديه هذه الأدوية من ناحية تحفيز الخلايا الدماغية، ودفعها لإعادة بناء وصلات عصبية، لربط أجزاء من المخ ببعضها، بشكل يستمر طويلا بعد انتهاء تأثير العقاقير.

 

ويجد التقرير أن هذه الدراسة تفتح الطريق أمام "المخدرات التي تؤثر على الحس" لتكون جيلا جديدا من علاجات أمراض الاضطرابات العقلية، وقد تكون أكثر أمنا وسلامة من الأدوية المتوفرة حاليا لعلاج هذه الأمراض.

 

ويلفت الكاتب إلى أن دراسات سابقة كشفت عن أن جرعة واحدة من مادة ديمثيلتربتامين أو DMT، التي تعد جزءا مهما من الخميرة الطبية "أياهاوسكا" المستخدمة للأمور الطقسية بين القبائل الأمازونية، ساعدت الجرذان على تجاوز مخاوف الصعقات الكهربائية وما يشبه صدمة ما بعد الضربة، مشيرا إلى أن الدراسة الآن تكشف عن أن هذه الجرعات تزيد انتشار أعداد التشعبات الدماغية أو ما يشبه الفروع من الخلايا العصبية في دماغ الجرذ، حيث تنتهي هذه التشعبات في نقاط الاشتباك العصبي التي تعلم نشاط الدماغ، لكنها قد تضم وتتراجع لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحة عقلية.

 

وتنقل الصحيفة عن الدكتور ديفيد أولسون، الذي قاد البحث، قوله: "إحدى العلامات المهمة للكآبة هي أن عملية الإسقاط من الجسم إلى الجبهة الأمامية من الدماغ (نيورايت)، وهي منطقة من الدماغ مسؤولة عن تنظيم المشاعر والقلق والمزاج، عادة ما تذبل". 

 

ويفيد التقرير بأن هذه التغيرات في الدماغ تبدو في حالات القلق والإدمان ومرحلة ما بعد الصدمة، لافتا إلى أن تحفيزها للاتصال من جديد قد يساعد على علاج هذه الظروف.

 

ويذكر كينغ أن هذه الدراسة نشرت في المجلة الطبية "سيل ريبورتس"، وقامت بالبحث في العقاقير في مستويات عدة، بما فيها tryptamines, DMT والفطر السحري و"أمفتامين" وMDMA، و ergolines، وLSD، وفي الفحوصات التي تمت على خلايا دماغ بشر وجرذان وذباب كشف عن أن هذه المواد زادت من عمليات الوصل الدماغية. 

 

وتفيد الصحيفة بأن الدكتور أولسون قارن ذلك الأثر بالأثر الذي تتركه مادة كيتامين، وهي مادة مخدرة تعد واحدة من المخدرات التي تعالج الكآبة، ووجد أن العديد من المنشطات تترك أثرا عظيما، مشيرة إلى أن هناك بخاخا يقوم على مادة الكيتامين ويتم تنشقه أقر للاختبارات السريرية بعدما كشف عن الأثر الذي يتركه في علاج الكآبة والتفكير الدافع للانتحار لدى المرضى الذين لم تنفع معهم عقاقير أخرى. 

 

ويستدرك التقرير بأنه يجب أن يتم قياس استخدام هذا العلاج بضمان عدم إساءة الاستخدام، وقدرته على التسبب بما يطلق عليه منشطات مصدرها الأدوية، حيث قال أولسون إن "السؤال الكبير الذي يحاول الباحثون الإجابة عليه هو ما إن كانت العقاقير الأخرى، أو المكونات فيها، قادرة على إحداث الأثر ذاته الذي تحدثه جرعة الكيتامين"، وأضاف أن "الباحثين افترضوا في الماضي قدرة المنشطات على تغيير بنية الأعصاب، لكن هذه أول دراسة تقوم، ودون غموض، بدعم هذه الفرضية". 

 

ويؤكد الكاتب أن معظم هذه العقاقير تحاول تقليد الأثر الذي تتركه جرعة الكيتامين في فتح المجال أمام تجربة علاجات أخرى لا يمكن إساءة استخدامها. 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن الدكتور أولسون، قوله إن الكيتامين لم يعد الخيار الوحيد، "ودراستنا تظهر أن هناك عدة مواد كيماوية مميزة قادرة على القيام بما يقوم به الكيتامين بشكل يمنح فرصا للصيدليات بتطوير بدائل أكثر سلامة وفعالية". 

 

وينوه التقرير إلى أن الأخبار حول قدرة المواد المخدرة على علاج أمراض خطيرة تؤثر على العقل جاءت في وقت تجادل فيه وزارة الداخلية البريطانية في استخدام الحشيش في علاج الصرع. 

 

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أنه بعد عام من اختفاء نوبات الصرع عن الطفل بيلي كالدويل، البالغ من العمر 12 عاما، فإنه تعرض لنوبة الليلة الماضية عندما صادرت الجمارك الكندية علاجه، وهو الطفل الوحيد الذي حصل على وصفة حشيش من الصحة الوطنية البريطانية لعلاج نوبات الصرع، التي كانت تصيبه 100 مرة في اليوم، إلا أن وزارة الداخلية تدخلت لمنع الأطباء من وصفه.

التعليقات (0)