صحافة دولية

عبد العزيز زياري: لهذا لا أرفض ترشح بوتفليقة مجددا

حقيق الزياري قال إن دافع دعمه لبوتفليقه هو الاستقرار الاجتماعي والسياسي، والاستثمار بشكل ضخم في البنية التحتية وتخفيض الديون الخارجية- لوبوان
حقيق الزياري قال إن دافع دعمه لبوتفليقه هو الاستقرار الاجتماعي والسياسي، والاستثمار بشكل ضخم في البنية التحتية وتخفيض الديون الخارجية- لوبوان

نشرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية حوارا مع عبد العزيز زياري، الذي تقلد منصب وزير في العديد من المناسبات وترأس المجلس الشعبي الوطني، تطرق فيه إلى الحديث عن أسباب عدم رفضه لإمكانية ترؤس بوتفليقة للجزائر للمرة الخامسة على التوالي.

وقالت الصحيفة، في حوارها الذي ترجمته "عربي21"، إنه أمام انتقادات وتحذيرات المعارضة، يتزايد ظهور مؤيدي عبد العزيز بوتفليقة الإعلامي للدفاع عنه.فقد دعاه بعضهم، على غرار جمال ولد عباس، الأمين العام الحالي لحزب جبهة التحرير الوطني، إلى الترشح لولاية خامسة.

 

ويدافع آخرون عن حصيلة عمله الرئاسي، في حين أنهم على اقتناع تام بأنه "سيتخذ القرار الصحيح" مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي ستعقد في سنة2019 .

وفي سؤال الصحيفة بشأن الرسالة المفتوحة التي بعثت بها 14 شخصية وطنية إلى بوتفليقة لمطالبته بالتخلي عن فكرة الترشح لولاية خامسة على اعتبارها خطوة سياسية، أورد عبد العزيز زياري، أن "هذه المبادرة أشبه لردة فعل عاطفية أكثر من كونها موقفا سياسيا.

 

ففي الواقع، تعكس هذه الرسالة عجزا على تبني الطرق المؤسسية والدستورية لتقديم مقترحات إيجابية تهتم بمستقبل البلاد. ولا يجب أن ننسى أن القرار يعود للشعب الجزائري في نهاية المطاف".

وفي استفسار الصحيفة عن تطرق باعثي هذه الرسالة للحالة الصحية "المأساوية" للرئيس واعتبارهم أن ولاية جديدة لبوتفليقة ستكون "مضنية له وللبلاد أيضا"، قال زياري إنه يتفهم "مخاوفهم التي يبدو أنها ذات طابع إنساني.

 

اقرا أيضا : بوتفليقة يلغي مراسيم بقانون المالية بعد رفض شعبي

 

رغم ذلك، هناك العديد من المؤسسات التي تعمل على فرض الشرعية الدستورية في الجزائر. وفي الوقت المناسب، سيتعين على الرئيس، الذي تولى رئاسته الحالية في ظل ظروف طبيعية، اتخاذ قرار الترشح من عدمه، وفقاً لإمكانياته وقدراته وعقب التشاور مع مسؤولين آخرين مهتمين بمصير بلادهم".

وأفاد عبد العزيز زياري، فيما يتعلق بطبيعة مخاوف هذه الشخصيات، أن "ندائهم يعكس ضعف طبقة سياسية تعمل ضمن المعارضة والفوضى التي تشهدها صفوفهم.

 

ولم تتمكن هذه الطبقة من الوصول إلى الرأي العام والتأثير فيه، لذلك تفكر في تعويض هذا العجز من خلال اللجوء إلى وسائل الإعلام".

وفيما يتعلق بالحالة الصحية لبوتفليقة وترشحه لانتخابات 2019، أوضح زياري أنه "باعتباري أستاذ في الطب، فأنا أعلم جيدا أن الإصابة بهذا المرض تختلف من حالة إلى أخرى. لهذا السبب، يعد الطبيب المعالج للرئيس (فضلا عن المعني بالأمر طبعا) وحده القادر على الإدلاء برأيه بخصوص هذا الموضوع. وسيحدد هذا الأمر ما إذا كان الرئيس سيعيد الترشح أم لا. وأنا شخصياً أثق باتخاذه القرار الصحيح".

وفي استفسار الصحيفة بشأن تقييم النشاط الرئاسي، الذي يشغل كلا من المؤيدين والمعارضين، بين عبد العزيز زياري أنه يعتبر حصيلة عمل بوتفليقة في منصبه الرئاسي جيدة.

 

وأضاف زياري أن "هذا التقييم إيجابي وموضوعي. وتتمثل الخطوط العريضة لنجاحات بوتفليقة في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي، والاستثمار بشكل ضخم في البنية التحتية على كافة المستويات، والتخفيض في الديون الخارجية، إلى درجة أنها باتت غير موجودة تقريبا، وتراجع معدلات البطالة. كما تم تحقيق إنجازات هامة في مجال حقوق المرأة، خاصة على الصعيد السياسي".

 

اقرأ أيضا :  بوتفليقة يأمر بإعفاء 15 عضوا من قيادة الحزب الحاكم بالجزائر


وشدد زياري على أنه "من المهم الاعتراف بالأمازيغية على اعتبارها لغة وطنية ورسمية. وقد مرر بوتفليقة هذا القرار دون صعوبات، رغم معارضة أطراف داخل وخارج النظام.

 

وبالنسبة لسياسة المصالحة الوطنية، فقد تم تطهير كل المناطق الشعبية من الإرهاب، الأمر الذي مكن الجيش الوطني الشعبي والأجهزة الأمنية من العودة إلى مهامهم في الدفاع عن الوطن.

 

أنتم تلاحظون أننا لم نعد نستخدم مصطلح "صناع القرار"، ويعني ذلك أن القرار يعود فقط للشخص الذي يكتسب شرعية دستورية".

وأوردت الصحيفة أن هذا المسؤول السياسي السابق، يدعم بشكل كامل ولاية خامسة لبوتفليقة. وفي هذا الشأن، أوضح زياري أنه يساند "أي موقف سيتخذه الرئيس بشأن الترشح لولاية خامسة.

 

عوضا عن ذلك، ينبغي التساؤل عمن سيخلف بوتفليقة وكيف سيتم تنظيم الترشحات، حيث يرتبط هذا الأمر بمستقبل نظام سياسي واقتصادي سيتم تطبيق إصلاحات عميقة في صلبه".

وأردف زياري "في الماضي، تم القبول بقاعدة الخيار المشترك التقليدي لأنها كانت موجهة لاحتضان قادة وطنيين شاركوا في ثورة التحرير الوطنية. وقد حظيت هذه الخطوة بشرعية تاريخية لا يمكن التشكيك فيها.

 

ولكن، لن يكون هذا هو الحال في الجزائر مستقبلا. فإذا لم يتم إصلاح النظام القائم، فإن خليفة الرئيس، إذا كان صغير السن، سيجلس على كرسي الرئاسة ثلاثين سنة دون أن ينجح في امتلاك قدرات أو شخصية بوتفليقة. لهذا السبب لست متعجلا إزاء مسألة تغيير الرئيس".


وفي الختام، وفي سؤال الصحيفة عن رأيه في تعبير بعض الشخصيات السياسية، على غرار فتيحة بن عبد الله المختصة في الدستور، عن مخاوفها من تدخل الجيش في حالة حصول عجز رئاسي، صرح عبد العزيز زياري أنه "لست على علم ما إذا كانت هذه السيدة تملك معلومات شخصية بخصوص هذا الموضوع، لكنني لا أرى أي داع لخروج الجيش عن الإطار الذي وضعه له الدستور. أعتقد أنه يتعين علينا تجنب تكوين قصص مختلقة بالاستناد على افتراضات إعلامية".


 


 

التعليقات (1)
امازيغي
السبت، 09-06-2018 01:34 ص
ممن استفادوا من الريع