سياسة عربية

مشاورات بين فصائل إدلب لتشكيل جبهة موحدة

عناصر من حركة أحرار الشام في إدلب - أرشيفية
عناصر من حركة أحرار الشام في إدلب - أرشيفية
كشفت مصادر إعلامية عن مشاورات تقوم بها كبرى فصائل في إدلب للإعلان عن تشكيل جديد، في حين أكد المنسق العام للفصائل، الدكتور عبد المنعم زين الدين، لـ"عربي21"، أن المشاورات لم تتنه بعد، وأنه من غير الواضح بعد ما إذا كان التشكيل الجديد سيكون تحت مظلة "الجبهة الوطنية للتحرير" أم لا.

وفي أواخر الشهر الماضي، أعلن 11 فصيلا عسكريا في إدلب عن اندماجهم تحت مسمى "الجبهة الوطنية للتحرير"، وسط أنباء عن دعم تركي لهذا الإعلان.

وفي تفاصيل المشاورات حول التشكيل الجديد، فإنه من المنتظر أن تعلن "جبهة تحرير سوريا (أحرار الشام، وحركة نور الدين الزنكي)"، و"صقور الشام"، و"جيش الأحرار"، و"جيش العزة"، عن اندماجهم في تشكيل جديد، خلال الأيام القلية المقبلة.

وبحسب المصادر، فإن الجانب التركي لم يبد اعتراضا على التشكيل الجديد.

ضرورة

من جانبه، اعتبر المنسق العام للفصائل، الدكتور عبد المنعم زين الدين، أنه "بعد أن تركزت أغلب الفصائل في الشمال السوري، بات من الضروري -أكثر من أي وقت مضى- توحيدها ضمن جسم واحد، خاصة بعد حالات التراجع والخسارات في الغوطة وغيرها، التي لا يغيب عن أسبابها تفرق الفصائل".

وأضاف أن "الجهود اتجهت خلال الفترة الماضية لإجراء مشاورات موسعة بين الفصائل، للخروج بجسم واحد، أو على الأقل تجميع ما يمكن منها ضمن إطار واحد".

وتابع زين الدين "لقد رأينا ولادة الجبهة الوطنية للتحرير التي ضمت 11 فصيلا، فيما استمرت الجهود لتوحيد الفصائل الأخرى إن لم يكن في الجسم نفسه، في جسم توأم، يقلل من تشتت الفصائل ويختصر مسمياتها".

تشكيل الأمر الواقع

ولم يذهب الكاتب الصحفي خالد الخطيب بعيدا عن قراءة زين الدين، معتقدا أن "التشكيل الجديد صار بحكم الواقع على بقية الفصائل، بعد الإعلان عن الجبهة الوطنية للتحرير المدعومة تركيا".

وأوضح لـ"عربي21"، أن التشكيل الجديد هو "عبارة عن مبادرة لجمع ما تبقى من فصائل خارج الجبهة الوطنية للتحرير، لتقديمها كتكلة للجانب التركي، حتى يسهل التعامل معها".

وفي السياق ذاته، يرى الخطيب أن "الطريق طويل أمام الفصائل لإقناع الأتراك بالتشكيلات الجديدة، خصوصا أن أنقرة تصر على صهر الجميع في تشكيل واحد".

غير مجدية

من جانبه، قلل رئيس "مجلس السوريين الأحرار"، أسامة بشير، من شأن الاندماجات التي يشهدها الشمال السوري، متسائلا عن الأسباب التي منعت الفصائل من الاندماج في حين كان النظام السوري في حال سيئة، وعندما كان على وشك السقوط، وتحديدا قبل سقوط حلب.

وأضاف لـ"عربي21"، أنه "في كل يوم نسمع عن اندماج هنا وهناك، لكنها اندماجات دون معنى، وغير مجدية".

وبحسب بشير، فإن ما يقف وراء هذه الاندماجات، هو الخطر المحدق بالشمال السوري، مبينا أنه "لم يعد هناك من خيار أمام الفصائل سوى التكتل فيما بينها، ولا علاقة لتركيا بما يجري".

لكنه استدرك قائلا: "أما في حال الإعلان عن تغييرات في "هيئة تحرير الشام"، فحينها أستطيع القول أن تركيا تدخلت بقوة، لأن الهيئة هي الكيان العسكري الأكبر في الشمال السوري".
التعليقات (0)