صحافة إسرائيلية

تعرف على علاقات الرؤساء العرب مع يهود أمريكا

هونلاين يعمل منذ عام 1986 مساعدا لرئيس لجنة الرؤساء للمنظمات اليهودية المركزية في الولايات المتحدة- أرشيفية
هونلاين يعمل منذ عام 1986 مساعدا لرئيس لجنة الرؤساء للمنظمات اليهودية المركزية في الولايات المتحدة- أرشيفية

كشف مالكولم هونلاين، اليهودي الأمريكي صاحب التأثير الكبير على العديد من الرؤساء العرب في المنطقة، عن العلاقات التي تربطه بالعديد من الملوك والرؤساء العرب، وما قدمه من مساعدات للجالية اليهودية المنتشرة في دول الشرق الأوسط.


هونلاين، 74 عاما، من أبرز زعماء اليهود الولايات المتحدة، أجرى معه تسفيكا كلاين الكاتب الإسرائيلي بصحيفة مكور ريشون اليمينية مقابلة تلخص مسيرة حياته السياسية، ترجمتها "عربي21"، تطرق فيها لعلاقاته الوثيقة مع عدد من زعماء الدول العربية المعتدلة منذ زمن طويل، وهي علاقات بالمناسبة ليست سرية، لكنه شعر منها كم أن أولئك الزعماء يدركون مدى التأثير الذي يحوزه اليهود على الأوساط السياسية الأمريكية.

 

الضغط على إيران

 

أضاف هونلاين أن "من بين المحطات الهامة في علاقاته الإقليمية بالشرق الأوسط عام 1999 حين تمت محاكمة 13 يهوديا في مدينة شيراز الإيرانية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وتم إصدار أحكام بالسجن ضدهم لمدد متفاوتة، وقد عملنا في لجنة الرؤساء للمنظمات اليهودية الأمريكية في سبيل التحشيد العالمي لإطلاق سراحهم، وبموجب هذا النشاط وجه عدد من رؤساء الدول العربية والإسلامية خطابات للقيادة الإيرانية، وهدد بعضهم بقطع علاقاتهم مع طهران إن لم يتم الإفراج عن اليهود المعتقلين، وحين قرأت بعض هذه الرسائل لم أتمالك نفسي من الدموع، لأننا نجحنا في الإفراج عنهم بين 2002-2003، وقد علمتنا هذه التجربة مع الإيرانيين كيفية التواصل مع زعماء الدول العربية".

 

هونلاين يعمل منذ عام 1986 مساعدا لرئيس لجنة الرؤساء للمنظمات اليهودية المركزية في الولايات المتحدة، التي تضم رؤساء خمسين منظمة يهودية مركزية في الولايات المتحدة، وهدفها العمل المشترك بين الحكومتين في واشنطن وتل أبيب، باسم الجالية اليهودية، وبات يعدّ من أهم اليهود المؤثرين في الولايات المتحدة، إن لم يكن أكثرهم تأثيرا، فقد كان على اتصال مباشر خلال السنوات الثلاثين الماضية مع جميع الرؤساء الأمريكيين ورؤساء الحكومات الإسرائيلية، والتقى بالعديد من زعماء العالم، لاسيما أولئك الذين لا تقيم دولهم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

 

يذكر هونلاين أن رئيس حكومة اليابان، أخفى هويته، سأله: "كيف يتأتى لليهود كل هذا التأثير حول العالم؟ فأجبته: لأن هذا التأثير يعنيهم، ويحقق لهم مصالحهم، ما يجعلهم يتدخلون في الكثير مما يحدث من تطورات حول العالم، ولذلك فإن العديد من الوزراء الإسرائيليين الذين يلتقون بنا يندهشون من حجم الأعمال التي نقوم بها، ولا تصل إلى الجمهور؛ لأننا لسنا معنيين بالنشر، وتسعون بالمئة من المهام التي نقوم بها في الدول العربية، ومع زعماء العالم وفي إسرائيل، لا تجد طريقها لوسائل الإعلام".

 

لقاءات سرية ومشاعر خاصة

 

وأضاف أن "جميع الرؤساء العرب يعملون معنا لأنهم يعلمون أننا لن نتسبب لهم بإحراجات بين شعوبهم، ولن نقوم بتسريب المعلومات، لديهم ثقة كبيرة بنا، ولذلك استمعت من هؤلاء الرؤساء عن قصص وحكايات خاصة جدا جدا، وعرفت نقاط ضعف كل منهم".

 

هونلاين حاصل على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة بنسلفانيا، وعمل محاضرا فيها، وباحثا زميلا في معهد أبحاث السياسات الخارجية، وحصل في الأسابيع الأخيرة على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة بار إيلان الإسرائيلية، بسبب دوره الكبير خلال العقود الثلاثة في توفير الأمان والحرية ليهود العالم، وإسماع صوتهم في كل حدث سياسي ودبلوماسي.

 

يقول هونلاين أنه "بجانب علاقاتي الحساسة والقوية جدا مع الرؤساء الأمريكيين، فقد أقمت شبكة علاقات قوية مع عدد من زعماء الدول العربية، منذ دراستي بمرحلة الدكتوراه، وعملي بمعهد  FPRI Foreign Policy Research Institute في فيلادلفيا، حيث تكونت لدي علاقات طوال عشرات السنين معهم، معظمها كان من أجل إسرائيل".

 

وأوضح أننا "لا نقدم أنفسنا للزعماء العرب لكوننا مبعوثين لإسرائيل أو الولايات المتحدة، وإنما نمثل الجالية اليهودية الأمريكية، معظم زياراتنا للدول العربية تأخذ طابعا سريا بعيدا عن الإعلام، التقينا قبل سنوات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي نشر صورة عن اللقاء على الفيسبوك، ما شكل لنا مفاجأة لأننا توقعنا ألا يعلن ذلك للإعلام كباقي الرؤساء العرب".

 

وحين سئل هونلاين عن قدرة السيسي على تحقيق الاستقرار في مصر، أجاب: "إنني أقدره على الصعيد الشخصي، أدرك أن لديه مشاكل، وحين يأتي إلى نيويورك يبادر للاتصال بنا لعقد لقاءات مشتركة، وحين أسافر إلى مصر، منفردا أو مع رئيس اللجنة ألتقيه هناك، وفي إحدى المرات وجه دعوة لجميع أعضاء اللجنة من زعماء المنظمات اليهودية الأمريكية".

 

وأضاف أن "لدي اتصالات قوية جدا مع الملك الأردني عبد الله الثاني، لأني عرفت أباه جيدا الملك حسين، ومع ملك المغرب محمد السادس هناك علاقات طيبة، وهو يطالب بلقائنا حين يأتي إلى نيويورك".

 

الأسد والسيسي وعبد الله

 

عند الحديث عن علاقته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إنه "شخص لا يمكن شراؤه، لديه أهداف واضحة، يعمل على تحقيقها، أرى أن الولايات المتحدة مدعوة للقاء معه، حرصا على العلاقات التركية الإسرائيلية التي تشهد صعودا وهبوطا، وهو ما يجب أن يقلقنا جميعاً".

 

في 2011 التقى هونلاين مع الرئيس السوري بشار الأسد، وأرسل له رسالة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وعن هذه الزيارة يقول "إنني قبل قيامي بمثل هذه الزيارات أطلع كبار المسؤولين الأمريكيين، كي نرى كيفية التأثير بالصورة الأفضل، وقد سبق للأسد أن دعاني لزيارة دمشق، أرسل لي مبعوثين، ودبلوماسيين عرب، وكنت أبلغهم: أعرف كم سيربح الأسد من لقائي، لكن سؤالي: كم سأربح أنا من لقائه؟ وقد تركزت بعض لقاءاتي معه حول جلب معلومات عن الجنود الإسرائيليين المفقودين من معركة السلطان يعقوب في لبنان عام 1982، والجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، وبعد أن أنكر مبعوثوه أي معرفة بهذه الموضوعات، عبر الأسد لاحقا عن استعداده لبحث كل القضايا العالقة".

 

ويضيف هونلاين أن "الأسد أبلغه لدى نشوب المعارك الداخلية في مصر وليبيا أوائل 2011، حين اندلعت الثورات العربية، أنه حتى لو وصلت سوريا لهذه الأوضاع فإنه لن يغادر الحكم، لن أكون مثل مبارك والقذافي، لأنني إن غادرت سوريا مع عائلتي، فإنهم سيقضون على كل العلويين، في لقاء آخر التقيت به ثلاث ساعات وخمس دقائق، ثم أنهيت اللقاء على أمل موعد آخر لم يتم، بسبب تعقيد الظروف التي مرت بها سوريا لاحقا، وقد نصحت الرئيس باراك أوباما حين بدأت الاشتباكات المسلحة في سوريا بضرورة البحث عن بديل للأسد، لكنه لم يفعل، والنتيجة ما نشاهده اليوم".

 

زيارة الإمارات

 

يذكر هونلاين أنه "في الآونة الأخيرة قام وفد من لجنة الرؤساء اليهود الأمريكيين بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث حرص مضيفونا الأمراء على أن نتناول اللحوم "الحلال" وفق الشريعة اليهودية، طيلة الأسبوع، أحضروا لهذا الغرض مشرفا على الطعام من جنوب أفريقيا، الذي أشرف بنفسه على تقديم الوجبات لنا من أكبر المطاعم وأغلاها ثمنا في دبي، التقينا بالقيادتين السياسية والدينية".

 

ويضيف أنه "من وراء الكواليس هناك أشياء إيجابية تتغير في الإمارات تجاه إسرائيل، لأن هناك مصالح مشتركة وعدو مشترك هو إيران، بل إن المسؤولين الإماراتيين أبلغوه أن إسرائيل هي المسؤولة عن الاستقرار في الشرق الأوسط، هي أملنا الوحيد لمواجهة أعدائنا، هم يريدون حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لأنه العائق الوحيد أمام إقامة علاقات رسمية بين الإمارات وإسرائيل، وقد أعربوا له عن إحباطهم من القيادة الفلسطينية التي أنفقت الكثير من الأموال دون جدوى".

 

يختم هونلاين مقابلته المطولة بمخاطبة محاوره قائلا: "لاحظ معي: الرئيس دونالد ترامب زار القدس، وضع على رأسه الكيبا القبعة اليهودية، ذهب لحائط البراق، قرأ من التوراة، واعتبر أنه يقف في أقدس مكان لليهود حول العالم، أرى أن هذه الخطوات أكثر أهمية من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومع ذلك فلم تخرج مظاهرة واحدة في العالم العربي!".

 

يرى هونلاين أن "الزعماء العرب في المنطقة والعالم يبدون حرصا على لقائنا، لأنهم يعتقدون أن اليهود الأمريكيين مهمون جدا، حتى لو كان ذلك يؤيد الفرضية السائدة بأن اليهود يتحكمون في العالم".

التعليقات (1)
شعوب مفلسة تقود حروب اقليمية
الأربعاء، 06-06-2018 10:32 م
سوريا اصبحت حقل خلافات قومية بلقانية معادية لتركيا من قوميات عاشت في تركيا وهم يجرون الاكراد للوصول للبحر المتوسط وهم نفسهم صنعوا داعش وادخلوهم لسوريا عن طريق الاكراد والاردن وهم من صنع الخميني باموال سوريا والسعودية وهم من يجر الايرانيين واللبنانيين لقتل السوريين لانهم يمنعون المخطط وهم من درب الاكراد واحضر الشيعة -