ملفات وتقارير

ابن سلمان ينفذ جولة جديدة من بسط النفوذ.. وهذه تفاصيلها

ابن سلمان- واس
ابن سلمان- واس

بسط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المزيد من نفوذه على مفاصل المملكة عبر جملة القرارات الأخيرة، في الوقت الذي تآكل فيه نفوذ وسلطة أبناء عمومته من آل سعود أو غيرهم من نخبة الدولة السعودية، فيما تمر أغلب القرارات مرور الكرام دون أن يتمكن الكثيرون من فهم مضمونها الحقيقي.


وأصدر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز فجر السبت الماضي جملة "أوامر ملكية" جديدة وخاطفة، وهي أوامر اكتشفت "عربي21" أنها جميعاً تصب في اتجاه مزيد من تكريس السلطة والنفوذ في أيدي الأمير الشاب الذي يتأهب لتولي السلطة خلفاً لوالده البالغ من العمر حالياً 83 عاماً. 

 

أما القرار الأبرز الذي صدر السبت فكان "إنشاء وزارة بمسمى وزارة الثقافة وفصلها عن وزارة الإعلام" وتعيين الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان على رأسها، وهو الأمير السعودي المغمور الذي لم يكن يعرفه أحد في السابق حتى ظهر فجأة في وسائل الإعلام الغربية قبل أسابيع عندما تبين أنه اشترى أغلى لوحة فنية في تاريخ البشرية وذلك بالنيابة عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

 

إقرأ أيضا: نيويورك تايمز تؤكد مجددا: مشتري اللوحة الحقيقي هو ابن سلمان

 

وكانت لوحة "سالفاتور موندي" (المخلص) والتي تتضمن رموزاً مسيحية قد بيعت منتصف تشرين ثاني/ نوفمبر من العام الماضي بسعر قياسي بلغ 450 مليون دولار، لتكشف جريدة "نيويورك تايمز" أن الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود هو المشتري لها، وفي اليوم التالي أكدت جريدة "وول ستريت جورنال" أن الأمير بدر لم يكن سوى وكيل للأمير محمد بن سلمان الذي هو المشتري الحقيقي لهذه اللوحة بهذا المبلغ الفلكي.

 

وأثار شراء الأمير السعودي لوحة فنية بهذا المبلغ الضخم في الوقت الذي يعلن فيه حملة ضد الفساد، ويدعو السعوديين إلى التقشف ويرفع الأسعار، أثار ضجة واسعة داخل المملكة وخارجها، ليتبين لاحقاً أن الأمير بدر لم يكن وكيل الأمير في شراء اللوحة وحسب، وإنما كان ضالعاً أيضاً في شراء يخت فاخر للأمير محمد بن سلمان بلغت قيمته 550 مليون دولار، إضافة الى شراء قصر في فرنسا بقيمة 350 مليون دولار، ما يعني أن الأمير بدر كان وكيلاً لابن سلمان في شراء ثلاثة أشياء تبلغ قيمتها الإجمالية مليار دولار و350 مليونا!

 

إقرأ أيضا: ديلي ميل تؤكد انفراد عربي21 عن لوحة "مخلص العالم".. تفاصيل

 

وتم تعيين الأمير بدر عضوا في "مجلس الشؤون السياسية والأمنية"، ما يعني أنه أصبح أحد صانعي السياسة في السعودية

 

أما الأمر الملكي الآخر الذي بواسطته يبسط محمد بن سلمان مزيداً من الهيمنة والنفوذ على وزارة الداخلية وأجهزة الأمن فهو تعيين الدكتور ناصر بن عبدالعزيز الداود في منصب "نائب وزير الداخلية"، فيما اكتشفت "عربي21" بعد عدة أيام من البحث أن الداود ليس سوى والد زوجة تركي آل الشيخ الذي هو أحد أقرب المقربين من ابن سلمان. 

 

ومن بين الأوامر الملكية التي صدرت أخيراً أيضاً تعيين عبد اللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ وزيرا للشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وهو أيضاً أحد أقارب "تركي آل شيخ" صديق ابن سلمان الأشهر.

 

أما أشهر ما عُرف عن عبد اللطيف آل الشيخ فهو تصريحه في العام 2014 خلال جلسة مع عدد من الدعاة: "لا تسمعوا لمن يدعو للفتنة لإسقاط هذه الدولة؛ لأنها لو سقطت فلن تستطيعوا حماية مؤخراتكم وليس محارمكم".

 

إقرأ أيضا: تصريح آل الشيخ المثير يعود للتداول بعد تعيينه وزيرا (شاهد)

 

وإضافة الى هيمنة ابن سلمان على الداخلية والأوقاف وتعيين صديقه بدر في مجلس الشؤون السياسية ومجلس الوزراء، فإن الأمر الملكي الآخر الأكثر إثارة للجدل هو "هيئة ملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة"، وهي الهيئة التي من خلالها سيكون محمد بن سلمان قد سيطر على الحرمين الشريفين، وجرد أمير منطقة مكة المكرمة، ابن عمه الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز، من صلاحياته، بحسب ما شرح محلل سياسي سعودي لــ"عربي21".

 

ومن خلال الهيئة الجديدة أصبح لدى ابن سلمان صلاحيات واسعة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وقدرة أكبر على التدخل في شؤون الحرمين الشريفين، بما يُحيد ابن عمه خالد الفيصل في مكة، أما في المدينة فيتولاها أصلاً شقيقه الأمير فيصل بن سلمان الذي لا يعصي له أمراً.

 

إقرأ أيضا: "مجتهد" يكشف ما وراء المحميات الملكية ومنع الرد على القصبي

 

وبحسب المحلل السعودي فإن من بين الأوامر المثيرة للجدل إنشاء "مجلس للمحميات الملكية برئاسة ولي العهد"، وهو ما يعني التوسع في ما يُسمى "المناطق المحمية"، بما يمكن أن يعزز الفساد من خلال إنشاء مناطق لا تخضع للقانون العادي على اعتبار أنها "محمية"، على حد تعبيره.

التعليقات (0)