صحافة دولية

ديلي بيست: لماذا يحقق FBI بقرصنة رسائل برويدي الإلكترونية؟

ديلي بيست: يقوم "أف بي آي" بالتحقيق في عملية القرصنة التي فضحت برويدي- جيتي
ديلي بيست: يقوم "أف بي آي" بالتحقيق في عملية القرصنة التي فضحت برويدي- جيتي

ذكر موقع "ديلي بيست" أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" يقوم بالتحقيق في عملية القرصنة التي فضحت الممول الجمهوري إليوت برويدي

 

وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن ثلاثة مصادر مطلعة على التحقيق, قولها إن "أف بي آي" قام بالتحقيق مع عدد من الشهود حول عملية القرصنة، التي كشفت عن آلاف الرسائل الإلكترونية، التي أدت إلى ظهور عدد من التقارير الصحافية، التي أحرجت برويدي، وعقدت تجارته ومعاملاته المالية.

 

ويشير الموقع إلى أن برويدي كان يعد من أهم الممولين للمرشحين الجمهوريين، حيث كان في أثناء الحملة الانتخابية لعام 2016 نائبا لرئيس اللجنة المشتركة لجمع التبرعات في اللجنة القومية للحزب الجمهوري، وكان سابقا نائب رئيس اللجنة المالية في اللجنة القومية في الحزب الجمهوري.  

 

ويفيد التقرير بأن برويدي لم يكن غريبا على الفضائح، حيث اعترف في عام 2009 بأنه أعطى مليون دولار لمسؤولين في صندوق تقاعدي، مقابل حصول شركته على عقد بـ250 مليون دولار لإدارته، مما ورد بشكل مفصل في تقرير لوكالة أنباء "رويترز"، واعترف بالجنحة ولم يقض وقتا في السجن، وبعد سنوات لاحقا وجد نفسه وسط عناوين الأخبار، وهذه المرة نتيجة رسالة إلكترونية سربت عن سلوكه المثير للتساؤل. 

 

ويقول الموقع إنه كشف عن أن برويدي دفع 1.6 مليون دولار في اتفاق سري إلى شريكة في مجلة "بلاي بوي" شيرا بيتشارد، التي حملت منه بعد علاقة غرامية، مشيرا إلى أنه بحسب الاتفاق فإن بيتشارد منعت من الكشف أبدا عن علاقتها مع برويدي، ودفع لها المبلغ على أربع دفعات خلال عامين.

 

ويورد التقرير نقلا عن برويدي، قوله لصحيفة "وول ستريت جورنال": "أعترف بأنني أقمت علاقة بالتراضي مع الشريكة من (بلاي بوي).. وفي نهاية العلاقة مع هذه المرأة قالت لي إنها حامل، وقررت بنفسها عدم مواصلة الحمل، وعرضت مساعدتها ماليا خلال هذه الفترة الصعبة". 

 

ويقول الموقع إن محامي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشخصي مايكل كوهين هو الذي قام بترتيب العقد للتسوية مع الشريكة، فيما كان المحامي عن الشريكة هو كيث دافيدسون، وهو نفسه الذي أعد الاتفاق السري بين الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز والمرشح في حينه دونالد ترامب، في الأيام الأخيرة من حملة الرئاسة عام 2016. 

 

وينقل التقرير عن "وول ستريت جورنال"، قولها إن المبلغ الذي دفع لستورمي دانيالز ولشيرا بيتشارد تم من خلال شركة كوهين "إيسانشيلز كونسالتنت"، فيما قال متحدث باسم برويدي لشبكة "سي أن بي سي" إن القصة كما يعتقد نشرت بعد عملية قرصنة على رسائل برويدي الإلكترونية وسربت إلى الصحافيين.

 

ويبين الموقع أن وكالة أنباء "أسوشيتد برس" كشفت عن هذه القصة، التي فصلت فيها جهود برويدي للتأثير على إدارة ترامب نيابة عن السعوديين والإماراتيين، حيث عمل برويدي مع رفيق له، وهو جورج نادر، المدان بالتحرش بالأطفال، وهو شاهد يتعاون مع تحقيق روبرت مولر؛ للدفع باتجاه مصالح الدولتين الخليجيتين في واشنطن. 

 

ويلفت التقرير إلى أن الرجلين توقعا مقابل هذه الجهود عقودا دفاعية مربحة، مشيرا إلى أن عمل نادر وبرويدي مع الإماراتيين والسعوديين أصبح معروفا وموثقا. 

 

ويكشف الموقع عن أن صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت في آذار/ مارس ما قاله نادر لبرويدي بشأن عمله نيابة عن قادة السعودية والإمارات، حيث وصف "الدور المحوري السحري الذي لا يعوض والذي يقوم به لمساعدتهما"، أي ولي العهد السعودي وولي عهد أبو ظبي، وأوردت القصة الطريقة التي حاول فيها برويدي ونادر التأثير على البيت الأبيض كي يتخذ مواقف داعمة للسعوديين والإماراتيين ضد القطريين، حيث فرضت السعودية والإمارات صيف العام الماضي حصارا على قطر. 

 

وبحسب التقرير، فإن برويدي قال لنادر في إحدى الرسائل إنه أخبر الرئيس بضرورة عزل وزير الخارجية في حينه ريكس تيلرسون عندما يكون الظرف السياسي مناسبا، ذلك أن تيلرسون لم يكن قويا في أدائه، حيث أدت التسريبات إلى إحراج برويدي، والتأثير على شركاته التجاريين، وأرسلت الصدمة تلو الصدمة في داخل الحزب الجمهوري. 

 

وينوه الموقع إلى أن برويدي اتهم قطر بأنها وراء القرصنة، وورد في الدعوى القضائية: "يقوم برويدي حاليا بتقديم دعوى قضائية ضد قطر، ويزعم بأن دولة قطر هي التي دعمت القراصنة"، ووصفت الدعوى بـ"بالحرب الإلكترونية المتقنة وحملة التجسس والتضليل"، فيما نفت دولة قطر أي علاقة لها بالقرصنة.

 

وينقل التقرير عن برويدي، قوله إن عملية القرصنة بدأت في منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر 2017، وأشار إلى نيكولاس موزين، الموظف السابق لدى السيناتور تيد كروز، الذي يدافع عن قطر، موضحا أن العملية جاءت وسط حرب شراء التأثير بين السعوديين والإماراتيين من جهة، وقطر من جهة أخرى. 

 

ويذكر الموقع أن برويدي عمل مع الإماراتيين والسعوديين, وكان من أشد الناقدين لقطر, لافتا إلى أن برويدي زعم في دعوى قضائية معدلة قدمها في 24 آذار/ مارس، أن القطريين استأجروا عملاء سابقين في "سي آي إيه" والمخابرات البريطانية لـ"تنسيق وتنفيذ حملة القرصنة". 

 

وبحسب التقرير، فإن ما عقد الأمور أكثر هو أنه ذكر تحديدا قطري اسمه أحمد الرميحي، وهذا مرتبط بمايكل كوهين، المحامي الذي ساعده على الخروج من ورطته في العلاقات مع الشريكة من "بلاي بوي"، حيث حمل برويدي الرميحي وآخرين شن حملات قرصنة للانتقام منه؛ بسبب جهوده لتقويض موقف قطر في واشنطن. 

 

ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن الأخبار عن قيام "أف بي آي" بالتحقيق تضيف جانبا جديدا للمعركة القضائية بين برويدي والقطريين، وهذا يعني عملية قرصنة جديدة يتم ضمها للتحقيق الفيدرالي.

التعليقات (0)