ملفات وتقارير

ما وراء تكهن وزير بريطاني دخول مصر نادي الكبار بعد 33 عاما؟

التقى الوزير البريطاني رئيس الوزراء شريف إسماعيل، ووزير البترول طارق الملا، وأعلن أن بريطانيا هي المستثمر الأجنبي الأول بمصر- جيتي
التقى الوزير البريطاني رئيس الوزراء شريف إسماعيل، ووزير البترول طارق الملا، وأعلن أن بريطانيا هي المستثمر الأجنبي الأول بمصر- جيتي

في تصريح اعتبره أنصار النظام العسكري الحاكم مبشرا بمستقبل واعد لمصر، وصنفه معارضو النظام كإحدى حلقات دعم قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي عالميا؛ توقع وزير الاستثمار البريطاني جراهام ستيوارت أن يكون الاقتصاد المصري بالترتيب الخامس عشر عالميا في 2050.

الوزير البريطاني، الذي أنهى زيارة لمصر على مدار يومين، أثنى على الإصلاحات الاقتصادية بمصر، موضحا أنها جعلتها دولة للفرص على المستوى العالمي، ومؤكدا خلال ندوة الجمعية المصرية البريطانية للأعمال مساء الثلاثاء، حرص بلاده على مضاعفة استثماراتها لتظل أكبر دولة لها استثمارات أجنبية بمصر في ضوء الفرص الضخمة المتاحة للاستثمار فيها وما حققته من مؤشرات اقتصادية إيجابية في العامين الأخيرين.

والتقى الوزير البريطاني رئيس الوزراء شريف إسماعيل، ووزير البترول طارق الملا، وأعلن أن بريطانيا هي المستثمر الأجنبي الأول بمصر، وأن حجم التجارة معها خلال عام بلغ 3 مليارات جنيه إسترليني، كما تم الاتفاق على مشروعات بريطانية بمجال البتروكيماويات بحزمة تمويلية بقيمة (1.6 مليار دولار) لمجمع التحرير للبتروكيماويات.

وفي الوقت الذي أعلن فيه الوزير البريطاني أن مصر دولة للفرص الواعدة اقتصاديا؛ تصر بلاده على استمرار حظر الطيران والسياحة البريطانية لشرم الشيخ، ورغم أنها ألغت حظر السفر إلى تونس منتصف العام الماضي؛ قامت في الوقت نفسه بتجديده لمصر التي كانت تستقبل نحو 5.2 ملايين سائح في العام.

 

اقرا أيضا :  ارتفاع الدولار أمام الجنيه المصري .. وهم الاحتياطي الأجنبي


ورغم حديث ستيورات، المتفائل إلا أن تقرير صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية المنشور 3 آيار/مايو الجاري؛ أكد أن رجال الأعمال ما زالوا يشكون من البيروقراطية الحكومية والمنافسة المحتدمة مع المؤسسة العسكرية التي توسع أنشطتها داخل أروقة الاقتصاد.

بروباجاندا مضرة

وفي تعليقه على تصريح الوزير البريطاني؛ أكد الخبير الاقتصادي، رضا عيسى، أنه ببساطة شديدة عندما يتكلم ضيف بحجم الوزير البريطاني تكون هناك بروباجاندا مقصودة وإشادة بوضع الدولة المضيفة للحصول على أكبر قدر من المكاسب من المسؤولين والدولة بالمشروعات المطروحة.

عيسى، أشار بحديثه لـ"عربي21"، إلى أن أهمية مشروع البتروكيماويات التي تساهم به بريطانيا بنحو 1.6 مليار جنيه استرليني، تكمن في أنه يعتمد بشكل أساسي على الغاز الذي تعاقدت مصر على شرائه مؤخرا من إسرائيل ولمدة 15 عاما.

وأكد أن حديث الوزير عن اقتصاد مصر في 2050، غير قائم على أية أسس علمية أو اقتصادية، متسائلا من أين أتى بهذا الكلام، موضحا أن التقرير الصادر عن مؤسسة "برايس وتر هاووس كوبرز"، أكبر شركات الخدمات المهنية في العالم خلا تماما من الحديث عن صدارة اقتصاد مصر عالميا.

وقال عيسى، إن التقرير تحدث فقط عن أن مصر لديها فرصة لزيادة نسب النمو ولها ترتيب بين الدول الأسرع بالنمو، مشيرا إلى أن المعدل الذي يتوقعونه تحت 5 بالمئة، كدولة من بين الاقتصاديات الناشئة، بينما هذا لا يمنح مصر مكانا بين أقوى 15 اقتصادا في العالم.

وذكر سابقة للدعاية الكاذبة من عهد مبارك عندما هللت الصحافة بأن يوسف بطرس غالي، أفضل وزير مالية في إفريقيا، رغم ما صنعه من كوارث ولم يُعمِل أحد عقله ولم يبحث أحد عن الحقيقة وهي أن وزير مالية أوغندا كان هو الأفضل وقتها.

دعوة للتفاؤل بشروط

وعلى الجانب الآخر، أكد الباحث والمحلل محمد حامد، أن حديث الوزير البريطاني بأن مصر ستصبح الاقتصاد الـ15 الأكبر على مستوى العالم في 2050؛ شيء جيد ويدعو للتفاؤل إذا حصدت الحكومة المصرية نتائج الإصلاح بشكل جيد.

حامد أكد لـ"عربي21"، أن "تنبؤات الوزير الإنجليزي يمكنها أن تتحقق إذا زادت معدلات تدفق الاستثمارات الأجنبية لمصر إلى جانب عودة السياحة لسابق عهدها، عندها كل شيء سيصبح على ما يرام".

واعتبر أن إشادة وزير بدولة من الدول الصناعية الكبرى بالاقتصاد المصري هي دفعة قوية أمام المؤسسات والمستثمرين والدول متوقعا أن يتبعها فتح اقتصادي، وقال إنه "يجب استغلال تلك الشهادة لجذب العيون الأجنبية للإقتصاد المصري".

ويعتقد حامد، أن تلك الإشادة جاءت على خلفية إقرار مصر قانون الاستثمار وما قدمه من دعم لرجال الأعمال والمستثمرين، مؤكدا أن "مصر خطت خطى كبيرة للإصلاح وتتوقع أن يلمسها المواطق قريبا على المدى المتوسط".

تدليس على العامة

وحول مدى صحة حديث الوزير البريطاني من وجهة نظر سياسية، يرى مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير عبدالله الأشعل، أنه مجرد دعم للنظام المصري عالميا، مؤكدا أن "بريطانيا والغرب داعمون لخراب مصر"، وأن هدف الوزير البريطاني من إطلاق هذا التصريح هو "دعم السيسي والتدليس على العامة"، موضحا أن "هذه سياسة حكومته".

أستاذ العلوم السياسية، تساءل في حديثه لـ"عربي21"، هل يمكن أن نصدق ما يدعيه الوزير من وجود ثمار ونتائج للاصلاح الاقتصادي بعد 32 عاما؟ مضيفا: "وهل رأى أحد من المصريين ثمار ما يدعونه بالاصلاح الاقتصادي سوى الفقر والغلاء والديون؟".

وأعلن الأشعل تشككه من قدوم الإشادة من الغرب، معتبرا أن ذلك يوحي بأن هناك شيئا ما خلفها، موضحا أن "الغرب وإسرائيل والسعودية هم من جند المهيب الركن، ما يعني أن إشادة الغرب متوقعة ومقررة"، مؤكدا أننا نجني ثمار المؤامرة وما يثير الحزن وجود "شعب مخدر وخونة يزينون الخراب ويأكلون جثة الوطن".

3
التعليقات (3)
من سدني
الجمعة، 01-06-2018 11:23 ص
دعايه خبيثه من هذا الحمار المستشار لعصابة الانقلاب بمصر وإبرة تخدير للشعب المصري الى حين الانتهاء من اتفاقية تركيب القرون لحكام العرب والى تحقيق أهداف ( اسرائيل ) الكبرى بظل كلاب الصهاينه من حكام العرب
مصري
الجمعة، 01-06-2018 02:52 ص
هذا الوزير الأحمق ذكرني بقصة جحا الذي أخذ حمار السلطان ليعلمة القراءه و الباقية معروفة و القول المأثور أن الكلام ليس عليه جمرك ، و كل اهتمام الغرب القذر هو مساندة خادمهم المطيع السيسي الذي لا يألوا جهدا في تخريب و تدمير مصر بكل إخلاص .
منير
الجمعة، 01-06-2018 01:50 ص
نظام السيسي خرج من رحم نظام مبارك مع ذلك لا توجد مقارنة بين النظامين من حيث النمو الاقتصادي فاذا كان هذا هو الحال فما رأيكم ان الشعب المصري ذاق الامرين في عهد نظام مبارك فيا ترى ما الذي سيأكله الشعب المصري واقتصاده في ظل نظام السيسي الاسوء تاريخيا على مصر ومقدراتها النظام الذي يعيش من جيوب شعبه وعلى موائد الرز لبعض دول الخليج ؟!!!!