كتاب عربي 21

مؤشرات عربية مهمة: إسرائيل وأمريكا تهددان الأمن العربي والأولويات اقتصادية

قاسم قصير
1300x600
1300x600

كشفت النتائج الصادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (مقره الرئيسي في الدوحة)، من خلال دراسة إحصائية خاصة أجراها المركز حول اتجاهات الرأي العام العربي، عن مؤشرات و نتائج مهمة في الوطن العربي في هذه المرحلة حول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية.

فقد أعلن المركز خلال حلقة نقاشية عقدها في مقره في بيروت حول نتائج الإحصاءات التي برزت من خلال دراسة "المؤشر العربي لعامي 2017-2018"، والذي يعده المركز دوريا بإشراف مديره التنفيذي الدكتور محمد المصري؛ الذي حضر خصيصا إلى بيروت للمشاركة في هذه الحلقة التي أعلن فيها نتائج المؤشر العربي المبنية على استطلاعات مسح ميداني واسع وشامل في البلدان العربية، ومستمدة من ذلك النتائج بعد تحليل المعطيات تحليلا علميا.

وقد نفذ "المؤشر العربي في نسخته السادسة ما بين كانون الأول/ يناير 2017 ونيسان/ أبريل 2018 في 11 بلدا عربيا، وهي: السعودية والكويت والعراق والاردن وفلسطين ولبنان ومصر والسودان وتونس والمغرب وموريتانيا، وتم استخدام اسلوب "المعاينة الطبقية العنقودية" متعددة المرحل والمتوازنة تناسبيا مع أحجام هذه البلدان، عبر مقابلات وجاهية على عينة من 18830 مستجيبا ومستجيبة.

 

من أبرز المؤشرات الجديدة في الواقع العربي، أن أولويات المواطنين العرب اليوم اقتصادية


ومن أبرز المؤشرات الجديدة في الواقع العربي، أن أولويات المواطنين العرب اليوم اقتصادية (33 في المئة) ومن ثم أمنية (10 في المئة). وقال 59 في المئة من الذين تم استفتاؤهم إن وضع بلدانهم الاقتصادي سيئ، و55 في المئة إن الوضع السياسي سلبي، و26 في المئة من الراغبين في الهجرة بسبب عدم الاستقرار الأمني والسياسي، وإن 74 في المئة يؤيدون النظام الديمقراطي. ويقبل 57 في المئة وصول حزب سياسي لا يتفقون معه إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، واعتبر 31 في المئة أن دوافع الثورات العربية الوقوف بوجه الظلم والاستبداد، ورأى 45 في المئة أن هذه الثورات تمر اليوم بمرحلة متعثرة ولكنها ستحقق أهدافها في نهاية المطاف، في حين اعتبر 43 في المئة أن الربيع العربي انتهى، وأجمع 90 في المئة على أن إسرائيل تهدد أمن المنطقة العربية واستقرارها، وتوافق 49 في المئة على أن السياسات الأمريكية تهدد أمن المنطقة العربية، و92 في المئة لديهم نظرة سلبية تجاه داعش. واعتبر 13 في المئة أن إيران تهدد الأمن العربي، وإن كان 50 في المئة من السعوديين والكويتيين اعتبروا أن إيران هي التهديد الأمني الأكبر لبلديهم. وتحدث 91 في المئة عن انتشار الفساد في الدول العربية، واعتبر مواطنو لبنان وتونس أنهم من أكثر المواطنين الذين يتحدثون عن أخطاء حكومتيهم.

 

البعض قد ينتقد مثل هذه الدراسات الإحصائية والاستطلاعية غير الشاملة، ويعتبر أنها لا تعبر عن مجمل الرأي العام، لكن ذلك لا يلغي أهمية هذه المؤشرات

هذه بعض المؤشرات المهمة التي تحدثت عنها هذه الدراسة الاستطلاعية الهامة، والتي تقدم للباحثين والمحللين وأصحاب القرار مجموعة معطيات مهمة حول الرأي العام العربي، وإن كان البعض قد ينتقد مثل هذه الدراسات الإحصائية والاستطلاعية غير الشاملة، ويعتبر أنها لا تعبر عن مجمل الرأي العام، لكن ذلك لا يلغي أهمية هذه المؤشرات، والتي تؤكد على وعي المواطن العربي للمخاطر التي يواجهها اليوم، وعلى تطور وعيه السياسي بعد ثماني سنوات على الثورات العربية الشعبية، وما واجهته هذه الثورات من تحديات مختلفة.

 

رغم كل المحاولات لحرف الأنظار عن الخطر الذي يمثله هذا الكيان على العالم العربي، والسياسات الأمريكية الهادفة لتغيير طبيعة المخاطر التي يواجهها العرب اليوم، فإن المواطنين العرب يتحدثون بوضوح عن حقيقة التهديدات الأمريكية والإسرائيلية للأمن العربي

ويتزامن الإعلان عن هذه المؤشرات مع التطورات الجارية في المنطقة في ظل التصعيد الأمريكي ضد إيران والدعم الأمريكي للكيان الصهيوني، من خلال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتقديم كل أشكال الدعم لهذا الكيان في مواجهة الشعب الفلسطيني. ورغم كل المحاولات لحرف الأنظار عن الخطر الذي يمثله هذا الكيان على العالم العربي، والسياسات الأمريكية الهادفة لتغيير طبيعة المخاطر التي يواجهها العرب اليوم، فإن المواطنين العرب يتحدثون بوضوح عن حقيقة التهديدات الأمريكية والإسرائيلية للأمن العربي، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية موقف المواطنين في السعودية والكويت على صعيد تهديد إيران للأمن العربي.

ومن خلال كل ذلك، يمكن للمراقب أن يكون أكثر اطمئنانا من أن محاولة تشويه الوعي العربي لن تتحقق، وأنه رغم كل السنوات العجاف التي مر بها الوطن العربي، فإن الفجر آت، وإن النضال من أجل الحرية والديمقراطية ومقاومة الاحتلال سينتصر في نهاية المطاف.

التعليقات (5)
ناصر الطبطبائي
الجمعة، 01-06-2018 01:45 م
شبكة عنكبوتية تربط الدوحة ببيروت بغرض بناء وعي عربي هجين ، أكاديميون يجتهدون كثيرا في هذا المجال
بيكاسو
الجمعة، 01-06-2018 01:40 م
هل سيصلح الدكتور عزمي بشارة عضو الكنيست الإسرائيلي السابق ، من على منصة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ، أعطاب المنظور العربي ؟
خالد الأصفهاني
الجمعة، 01-06-2018 01:24 م
الوعي العربي من الوعي الإسلامي ، والوعي الإسلامي بالوعي العربي ، أليس كذلك ؟ ماذا إذا كانت إسرائيل قد خطت خطوات عملاقة في التحكم في توجيه حركة الجميع ، خصوصا أن محور الممانعة والمقاومة لم يعد على قدر كاف من القدرة على المناورة الإيجابية ، والقدر المطلوب من التميز الذي تحتاجه مواجهة الباطل ؟ هل من بديل ؟
اينشتاين
الجمعة، 01-06-2018 12:49 م
المواطن العربي من السواحل المطلة على المحيط الأطلنطي إلى غاية السواحل المطلة على المحيط الهندي لم يعد يفهم ما تريده إيران ، خصوصا بعد الغموض الذي صاحب موقفها من استعراض الكيان الصهيوني عضلاته داخل سوريا واستهدف مواقع الإيرانيين على مرأى ومسمع الجميع ، وأكثر من ذلك الإذعان لشروط الصهاينة من خلال الوسيط الروسي ، هل باتت إيران قاب قوسين أو أدنى من الاعتراف بالأمر الواقع ؟ إذا كان السؤال كذلك فماذا يفيد المواطن العربي الذي تأكد من قابلية أنظمته للاستعباد ؟
بيكاسو
الخميس، 31-05-2018 04:54 م
المؤشرات المذكورة مبنية على عملية إحصائية مبرمجة من البداية ومحددة الغايات ، فهي نابعة من اختراق أكاديمي للوعي العربي عن قرب ، الاختراق يراد له أن يمر في صمت من دون ضجيج ، يقف وراءه مختص تدرب كثيرا على يد الموساد ، يحسن عمليات التمرير وتستهويه حاجة أصحاب القرار لكل ما هو منمق ومعلب ومعروض بشكل ملفت ، هذه الشخصية أعدها الكيان الصهيوني خصيصا لغرض تفعيل عملية هدم الوعي العربي عن قرب ، وهي للأسف الشديد متربعة على عرش المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة .

خبر عاجل