ملفات وتقارير

كيف سيتعامل الاحتلال مع سفن كسر الحصار المنطلقة من غزة؟

القافلة البحرية ستنطلق عند العاشرة والنصف من صباح الثلاثاء- جيتي
القافلة البحرية ستنطلق عند العاشرة والنصف من صباح الثلاثاء- جيتي

عند العاشرة والنصف من صباح غد الثلاثاء تنطلق أول قافلة بحرية من ميناء غزة باتجاه العالم الخارجي، أملا في كسر الحصار، وسعيا للفت أنظار العالم إلى وجود نحو مليوني فلسطيني محاصرين في سجن كبير، ولا يسمح لهم بالتنقل والحركة أسوة بشعوب الأرض.


ويطرح التحرك الذي يعد الأول من نوعه أسئلة حول السيناريوهات المحتملة لرد الاحتلال، وكيفية تعامله مع القافلة، ومصير المشاركين فيها، خاصة مع وجود تاريخ دام لدى الاحتلال في التعامل مع سفن كسر الحصار عن غزة التي قدمت لغزة على مدار السنوات الماضية.

عضو اللجنة القانونية لمسيرات العودة وأحد منظمي القافلة البحرية المحامي صلاح عبد العاطي قال إن الرحلة التي ستنطلق صباح يوم غد رمزية، وتهدف إلى لفت أنظار العالم إلى الحصار، وإلى ما يحدث من ظلم في قطاع غزة.


وأشار في حديث لـ"عربي21" إلى أن الرحلة المكونة من عدة مراكب، بمشاركة عشرات الناشطين تعتبر أول رحلة بحرية تنطلق من غزة، وتحمل معها أحلام وتطلعات الفلسطينيين المحاصرين بكل شرائحهم الاجتماعية.


وعددّ عبد العاطي رسائل القافلة البحرية قائلا: "هي رسالة وفاء لشهداء سفينة مرمرة التركية التي اعترضها الاحتلال قبل نحو ثماني سنوات، وهي رسالة انسجام مع المساعي الدولية لكسر الحصار عن غزة، وتأتي أيضا بالتزامن مع إطلاق سفن العودة وكسر الحصار القادمة من القارة الأوربية، إضافة إلى أنها تبعث رسالة إلى الجماهير الفلسطينية بضرورة تعظيم الاشتباك مع الاحتلال، على كافة الأصعدة بما فيها الحق في تعبيد ممر مائي لغزة نحو العالم".


وحذر عبد العاطي الاحتلال من التعرض لهذه السفن والمشاركين فيها، أو استخدام أي أنواع القوة ضدها، خاصة مع وجود سوابق لدى الاحتلال في استهداف سفن كسر الحصار، لافتا إلى أن البحرية الإسرائيلية قصفت خلال الأيام القليلة الماضية سفنا كانت مرابطة في غزة.


وتابع قائلا: "الاحتلال مجرم ولا يتورع عن استهداف المدنيين، ولكن يجب أن نتحدى الاحتلال ولا نسمح له بفرض إرادته، فهذه الرحلة هي تدشين لأول خط بحري من غزة إلى العالم تطبيقا لمعايير حقوق الإنسان التي تكفل السفر والتنقل".


ودعا عبد العاطي الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الأوروبي إلى توفير الحماية لهذه الرحلة، والقيام بواجباتها للضغط على الاحتلال لوقف أي اعتداء على تلك السفن.

من جهته توقع الكاتب والمحلل السياسي يوسف حجازي أن يعمد الاحتلال إلى اعتراض السفينة وقرصنتها قبل بلوغها المياه الإقليمية المحاذية لقطاع غزة.


واستند المحلل السياسي في توقعاته لتجارب سابقة لدى الاحتلال مع العديد من سفن الحصار التي قدمت لغزة، وكانت تحمل على متنها نشطاء دوليين، حيث قام الاحتلال باعتراضها واعتقال من عليها وإرجاعهم من حيث أتوا، فضلا عن إقدامه على قتل بعضهم كما حدث مع سفينة مرمة التركية عام 2010.


وقال حجازي في حديث لـ"عربي21" إن الاحتلال الإسرائيلي يعرف أن المشاركين في سفن الحصار غدا هم نشطاء عزل، لا يحملون سلاحا ولا يشكلون خطرا عليه، وأيضا كان يعرف أن سفن الحصار التي قدمت في السابق لغزة كان على متنها نشطاء عزل يحملون مساعدات غذائية وطبية، وكانت سفنهم تفتش في ميناء لارنكا القبرصي، إلا أن الاحتلال كان يمنعهم من الوصول لغزة، لأنه يريد أن يبقي القطاع في عزله عن العالم.


ويتزامن انطلاق القافلة من ميناء غزة، بانطلاق ثلاث سفن أخرى قبل أيام من موانئ أوربية باتجاه القطاع المحاصر، بتنظيم من تحالف أسطول الحرية الدولي.

وستبحر هذه السفن التي تحمل شعار (الحق في مستقبل عادل لفلسطين) في المحيط الأطلسي ومن ثم عبر البحر المتوسط في رحلة تستغرق شهرين تتوقف خلالها في العديد من الموانئ الأوروبية، حيث تقام الفعاليات التضامنية مع قطاع غزة ومسيرات العودة الكبرى.

 

اقرأ أيضا: الإعلان عن انطلاق أول رحلة بحرية من غزة نحو العالم الثلاثاء

ويتكوّن تحالف أسطول الحرية من عدد من المنظمات التضامنية من أميركا وكندا وجنوب أفريقيا وماليزيا والسويد والنرويج وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا بالإضافة إلى منظمة IHH التركية واللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة التي يغطي نشاطها دول العالم العربي والإسلامي والعديد من دول العالم الغربي.

وتحمل السفن على متنها عدداً من النشطاء الدوليين الذين يسعون إلى كسر الحصار عن قطاع غزة. وتم إطلاق اسم "العودة" على أكبر تلك السفن واسم "الحرية" على السفينة الثانية ، بينما أطلق اسم "فلسطين" و"ماريد" على القاربين الشراعيين اللذان يرافقاهما في جزء كبير من الرحلة.

يذكر أن ثلاث سفن دولية تمكنت من الوصول إلى قطاع غزة منذ فرض الحصار على قطاع غزة، فيما جرى منع العديد منها، ففي الثامن  تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 استطاعت سفينة "الكرامة" المسيّرة من حركة "غزة الحرة" الوصول إلى شواطئ القطاع قادمة من ميناء لارنكا القبرصي، وعلى متنها 22 شخصية برلمانية أوروبية وصحفيون ومتضامنون أجانب.

وفي التاسع من كانون الثاني/ ديسمبر عام 2008 سمحت إسرائيل للسفينة "دينيتي" (Dignity) -التي نظمت رحلتها حركة غزة الحرة"- بالوصول إلى ميناء غزة، وعلى متنها 12 شخصا بينهم أساتذة بريطانيون، وجراح بريطاني، وناشطون حقوقيون وصحفيون.

فيما رست سفينة "الكرامة" القطرية في ميناء غزة يوم 20 كانون الأول/ ديسمبر من العام نفسه، وكانت تحمل على متنها شخصيات تمثل جمعيات خيرية قطرية وعددا من المتضامنين الأجانب والصحفيين، وطنا من الأدوية والمستلزمات الطبية.


ومنعت قوات الاحتلال عديد السفن من بلوغ شواطئ غزة بالقوة، ولعل أكثر عمليات القمع دموية بحق هذه القوافل البحرية ما جرى لسفينة مرمرة التركية، حيث قتل تسعة ناشطين أتراك بعد مهاجمة قوات البحرية الإسرائيلية للسفينة التي سيرتها هيئة الإغاثة الإنسانية التركية باتجاه قطاع غزة نهاية آيار/ مايو عام 2010، وكان على متنها أيضا ناشطون أتراك وعرب وأجانب وتحمل مساعدات إنسانية.

التعليقات (0)