صحافة إسرائيلية

خبراء إسرائيليون يرفضون الهدنة مع حماس، ويشككون بجدواها

زيسر: حماس تسعى من خلال أطروحات الهدنة الحالية لاستمرار الكفاح ضد إسرائيل، وإن لم يكن في الوقت الحالي بالضرورة
زيسر: حماس تسعى من خلال أطروحات الهدنة الحالية لاستمرار الكفاح ضد إسرائيل، وإن لم يكن في الوقت الحالي بالضرورة

في ظل بعض التسريبات الصحفية عن وجود ترتيبات سياسية محلية وإقليمية ودولية للتوصل إلى هدنة طويلة المدى بين حماس وإسرائيل، مقابل تخفيف الأوضاع المعيشية الصعبة في قطاع غزة، خرجت أصوات إسرائيلية تفند هذه الأنباء، وتبدي عدم ثقتها بنجاح مثل هذه التهدئة مع حماس.


فقد ذكر ألون بن دافيد، الخبير العسكري الإسرائيلي في القناة العاشرة، أن "وقف إطلاق النار مع حماس يعني اعترافا إسرائيليا بالكيان المعادي القائم في غزة، مع أن الجهود الحاصلة للتوصل لهذه الهدنة مع حماس تبدو جدية أكثر من أي وقت مضى، وربما تسفر عن وقف لإطلاق النار لمدة طويلة".


وأضاف في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21"، أن "رغبة حماس بوقف إطلاق النار ليست جديدة، فقد سعت منذ حرب غزة 2014 للتوصل لهذه الهدنة لمدة طويلة، واليوم يسعى القطريون والمصريون، كل في مسار منفصل، خلال مباحثاتهم مع حماس وإسرائيل، لتحقيق الهدنة، وشهدت الآونة الأخيرة تقديم عدد من المسودات حول هذه الهدنة، يصعب الحديث عن تفاصيلها، لكن الجديد أن هناك تدخلا أمريكيا في المسألة، باعتبار أن التوصل لهدوء في غزة يخدم تحقيق صفقة الرئيس ترامب الخاصة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي".


وأوضح "أن الجيش الإسرائيلي يحاول منذ فترة إقناع المستوى السياسي بتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، وقد بات يلقي آذانا صاغية لما يطرح من صيغ الهدنة مع حماس، في ظل ما يتردد أن إسرائيل تراجعت عن شرطيها لتحقيق الهدنة: أولها نزع السلاح من قطاع غزة، وثانيها إعادة السلطة الفلسطينية لحكم غزة، وريما يتم الاكتفاء بتوفير هدوء كامل في قطاع غزة، ووقف إطلاق القذائف الصاروخية من غزة باتجاه إسرائيل من كل الفصائل الفلسطينية، ووقف حفر الأنفاق الهجومية، وإعادة العمل في المنطقة الأمنية شرق قطاع غزة، وإيجاد حل لموضوع الأسرى الإسرائيليين في غزة".


وختم بالقول إن "من الأهمية بمكان أن نعرف أننا لسنا أمام اتفاق مباشر بين حماس وإسرائيل، وإنما بين وسطاء، هذا ليس سلاما، ولا اعترافا متبادلا، هذا وقف لإطلاق النار يخدم الجانبين، ولكن في حال تحقق ذلك فإنه يعني اعترافا إسرائيليا بالأمر الواقع القائم المتمثل في الكيان السياسي الحاكم في غزة".


آيال زيسر المستشرق الإسرائيلي قال في صحيفة "إسرائيل اليوم" إن "الحديث عن هدنة مع حماس أشبه ما يكون بحديث الأحلام، فما يصلنا من غزة من أخبار وتقارير لا تشير أبدا لأجواء الهدوء، على العكس من ذلك، فإن التصعيد يتصدر العناوين هناك، سواء بسبب محاولات اقتحام الجدار الحدودي، أو الانهيار الاقتصادي المتوقع".


وأضاف زيسر، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في الجامعات الإسرائيلية، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، أن "ما بين أيدينا من معلومات يفيد بأن حماس تقدمت لإسرائيل بعرض حول إبرام هذه الهدنة قبل أشهر، مقابل رفع الحصار عن غزة، وإدخال الأموال لإعادة ترميم القطاع، لكن إسرائيل تعمدت عدم الرد على هذه العروض، وتسببت بإعاقة إبرام هذه الهدنة".


وأوضح أن "فكرة الهدنة التي تعرضها حماس في هذه الآونة لا تحمل جديدا، فمؤسسها الشيخ أحمد ياسين عرض مثلها مع إسرائيل لمدة عشر سنوات، مقابل انسحابها بصورة كاملة لحدود 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية عليها، دون اعتراف بإسرائيل، ولا التوصل معها لاتفاق سلام، ما يعني أن حماس تسعى من خلال أطروحات الهدنة الحالية لاستمرار الكفاح ضد إسرائيل، وإن لم يكن في الوقت الحالي بالضرورة".


وأشار إلى أن "حماس من الناحية الأيديولوجية ليست مستعدة للتفاوض مع إسرائيل؛ لذلك يصعب أن نراها تعلن مغادرتها لمربع المقاومة ضد إسرائيل، وتنازلها عن مشروعها الصاروخي وقوتها العسكرية المتعاظمة، بل إن الهدنة تعني اعتراف إسرائيل بأن حماس هي الكيان الشرعي الحاكم للقطاع، صاحب السيادة عليه".


وختم بالقول إن "بين إسرائيل وحماس هدنة قائمة بالفعل، لكنها غير معلنة، حيث تمثلت سياسة إسرائيل منذ انتهاء الحرب الأخيرة بالإبقاء على سلطة حماس في غزة شريطة توفر الأمن، دون أن تعطيها هدايا مجانية، ومن الأهمية الاستمرار بهذه السياسة، وتثبيت الهدوء على طول الحدود، مقابل تحسين الأوضاع المعيشية في غزة، ما يجعل من طرح موضوع الهدنة لن يقدم ولن يؤخر شيئا على أرض الواقع".


رافي لاوفرت، الكاتب بموقع "نيوز ون"، قال إن "إسرائيل لا تقيم حوارات مباشرة مع حماس، وهذا منطقي، فليس من سبب لمنح هذه المنظمة شرعية وهي لا تعترف بإسرائيل، بل تعلن أنها تعمل على القضاء عليها".


وأضاف، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، أن "التنازلات التي قد تقدمها حماس في أي مفاوضات حول التهدئة أو وقف إطلاق النار تشبه لعبة "القط والفأر"، لعبة قديمة جديدة، وبذلك فإن الإنجازات العسكرية التي حصلت عليها إسرائيل بالدم والعرق والدموع، ستقوم حماس بشطبها وتجاوزها، ونعود للنقطة ذاتها التي كانت عشية المواجهة بين الطرفين".


وختم بالقول إن "إسرائيل لم تقدم جوابا واضحا على عروض الهدنة مع حماس التي أتتها عبر وسطاء إقليميين ودوليين، لأنها تدرك أن الحركة تريد من الهدنة تثبيت وجودها في غزة، وتقوية نفوذها، والسيطرة على كل مفاصل الحياة المدنية في القطاع، ويصبح من غير الممكن القضاء عليها واستئصالها من داخل القطاع، وطالما أن إسرائيل تنعم بدعم أمريكي كامل إزاء أي عملية ضد حماس، فلماذا العجلة بإعطائها هذه الهدنة؟". 

0
التعليقات (0)