ملفات وتقارير

ما حقيقة انسحاب قوات مدعومة إيرانيا من ريف حماة؟

الأحمد: الانسحابات ما زالت مقتصرة على قرى صغيرة - جيتي
الأحمد: الانسحابات ما زالت مقتصرة على قرى صغيرة - جيتي
يبدو أن اتفاقية خفض التصعيد، ونزع السلاح المقررة بين تركيا وروسيا وإيران بدأت تدخل حيز التنفيذ منذ أيام، فبعد عملية نزع السلاح التي قامت بها الشرطة العسكرية الروسية من قوات النظام السوري وعلى رأسها المخابرات الجوية والوحدات الخاصة ومليشيات الدفاع الوطني، عاد الحديث اليوم عن انسحاب مقرر لمليشيات أجنبية وقوات عسكرية تدعمها إيران من مناطق واسعة في ريف حماة الشمالي والغربي وهو ما بدأ يرجح إنهاء أي دور إيراني في الشمال السوري.

الاجتماع الأخير الذي تم إبرامه في مدينة إسطنبول التركية بين الدول الراعية لأستانا (تركيا - روسيا - إيران)، تم خلاله الاتفاق على وضع نقاط جديدة بما يخص خفض التصعيد في سوريا وخاصة في الشمال السوري وفقاً لمراقبين، حيث بات من المقرر أن يكون الشمال السوري تحت إشراف روسي - تركي فقط مع حصر دور إيران في دمشق والمناطق الشرقية كالبادية ودير الزور وصولاً للحدود مع العراق وهذا ما بدأ منذ الشهر الماضي، بعد سحب إيران لقوى مدعومة من قبلها من عدة مناطق بريف حماة الشرقي وصولاً لريف حلب الجنوبي وخاصة مدينة "الحاضر" التي تعد أكبر قاعدة عسكرية للقوات الإيرانية والقوى الداعمة لها.

يقول القيادي العسكري في قاطع "أحرار الشام" العامل بريف حماة الشمالي وبالتحديد في منطقة "قلعة المضيق" الملقب بـ"محمد حلفايا" في حديث لـ"عربي21": "إنه منذ خمسة أسابيع تقريباً شهدت مناطق سيطرة النظام بريف حماة الشرقي والشمالي انسحاب وحدات عسكرية من قوات النظام والقوات الإيرانية لتحل محلها الشرطة العسكرية الروسية دون معرفة الوجهة التي سلكتها القوات المنسحبة إلا أن الأنباء ذكرت آنذاك أن القوات توجهت إلى حمص بداية ومنها إلى دمشق".

وأشار إلى أن أبرز المناطق التي شهدت انسحابات هي بلدة "أبو دالي" والقرى المحيطة بها وصولاً إلى الشمال الشرقي والحدود الإدارية لمحافظة إدلب من الجهة الجنوبية باتجاه ريف حلب الجنوبي وبلدة "الحاضر"، وأن هذه المنطقة بالكامل ستكون تحت إشراف عسكري روسي مباشر تفرضه الشرطة الروسية التي بدأ توزيعها على النقاط بديلة عن قوات النظام في تلك المناطق.

وأضاف أن "مسألة الانسحاب الكامل للقوات الإيرانية من الشمال السوري تبقى غير محددة بسقف زمني، والأمر سيبدأ تدريجياً لا بشكل مفاجئ ومن المقرر الآن أن تدخل مدن السقيلبية ومحردة وقرى سهل الغاب كاملة لهذه الاتفاقية، ما يعني أن الجيش التركي سينتشر بشكل أوسع في القرى الخاضعة للمعارضة في سهل الغاب".

وأشار إلى أن هذا ما ستفعله الشرطة الروسية في القرى الخاضعة للنظام بنفس المنطقة، كما أنه من المحتمل أن تبقي إيران على بعض المعسكرات والمقرات والقواعد العسكرية التابعة لها في بعض القرى، إلا أن ذلك وبحسب مصادر مطلعة على فحوى الاجتماعات بين الدول الثلاثة سيكون محصوراً في المناطق غير الحيوية كالتلال والجبال أو أطراف القرى مع ضمان إبعادها أيضاً عن طريق دمشق الدولي.

بدوره الناشط الإعلامي عمار الأحمد، اعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أن الحديث عن هذه الانسحابات ما زال مقتصراً على قرى قليلة وصغيرة، ولن يكون ذا فعالية إلا عندما يتم إفراغ مدينة حماة مثالاً أو حمص بالكامل من أي تواجد إيراني، لافتاً إلى أن موضوع الانسحاب سيستغرق وقتاً إلا في حال تسريع عملية انتشار الشرطة الروسية وهو ما لم يحدث سوى في مناطق معينة كالغوطة الشرقية وحلب، إضافة لانشغال موسكو حالياً ببسط النفوذ على مناطق جنوب دمشق وشمال حمص التي تم إخلاؤها بموجب معاهدات واتفاقيات تهجير.
التعليقات (0)