حقوق وحريات

"عربي21" تكشف تفاصيل اختفاء فلسطينيين جدد داخل مصر

ارتفاع عدد المختطفين الفلسطينيين أثناء عودتهم ومغادرتهم غزة- عربي21 (أرشيفية)
ارتفاع عدد المختطفين الفلسطينيين أثناء عودتهم ومغادرتهم غزة- عربي21 (أرشيفية)

لم يفق بعد الفلسطينيون بقطاع غزة من صدمة اختطاف أربعة شبان فلسطينيين داخل مصر، في آب/ أغسطس 2015، حتى فجعوا بخبر فقدان العديد والمزيد منهم هناك ، دون أن ترد أية معلومات من السلطات المصرية حول مصيرهم أو عددهم بالضبط.

وأكدت مدلين أبو وطفة "أم مهند"، زوجة المهندس المدني حسام أبو وطفة (36 عاما) من مواليد قطر، أنها فقدت الاتصال بزوجها عندما غادر قطاع غزة عبر معبر رفح البري، صباح يوم 12 نيسان/أبريل الحالي، متجها إلى عائلته في قطر.

ونوهت في حديثها لـ"عربي21"، أنها كانت في هذا اليوم على اتصال مستمر بزوجها، حتى تلقت "آخر اتصال منه في تمام الساعة 19:45 من مساء ذات اليوم، من داخل الصالة المصرية"، مؤكدة أنه "أرسل برسالة نصية على مجموعة واتس آب خاصة بأهله، تفيد بأنه وصل إلى داخل الصالة المصرية بمعبر رفح".

وأضافت: "منذ تلك اللحظة فقدنا الاتصال به"، موضحة أن إحدى النساء الأقارب المسافرات، وصلت الصالة المصرية داخل معبر رفح، "وأكدت لنا أنها شاهدت حسام داخل الصالة وعند الساعة الرابعة فجرا من اليوم التالي، قام أحد الموظفين (يرجح أنه من المخابرات المصرية) في الصالة بالنداء على حسام وشاب فلسطيني آخر (لم تتذكر اسمه)، وعندما همت بالسؤال عن حسام قيل لها من قبل بعض المسافرين أنه ذاهب إلى باص الترحيلات".

وأكدت زوجة حسام، وهي أم لثلاثة اطفال "مهند ومحمد و عائشة"، أنها اتصلت بالسفير الفلسطيني في القاهرة، دياب اللوح أكثر من مرة، وأفادنا "أنه لا معلومات لدى السفارة، ولم نبلغ من احد"، مؤكدة أنها تواصلت مع العديد من الجهات ومنها منظمة الصليب الأحمر، "لكن بلا فائدة ولا جواب".

سجن بالإسماعيلية

 
من جانبه، أوضح الحاج فايز أبو مليحة، والد الأكاديمي الدكتور أيمن مليحة (46 عاما) الذي فقدت آثاره في مصر مؤخرا، أن آخر اتصال كان مع نجله أيمن قبل صعوده الطائرة بتاريخ 15 آب/اغسطس 2017، من العاصمة الماليزية كوالالمبور متجها إلى القاهرة عقب الانتهاء من مناقشة رسالة الدكتوراه.

ونوه في حديثه لـ"عربي21"، أن نجله "أبو أحمد" توجه مباشره إلى القاهرة عقب نزوله ترانزيت في مطار جده، ووصل مطار القاهرة فجر اليوم التالي 16 آب/اغسطس بصحبة العديد من أصدقاءه، وبعد فترة من الانتظار تم ختم جوازات سفرهم جميعا والسماح لهم بدخول مصر ما عدا جواز أيمن.

وأشار الحاج أبو مليحة، أن أصدقاء نجله "انتظروه عدة ساعات داخل المطار، إلا أن الوقت تأخر عليهم وخشية إغلاق معبر رفح، اضطروا للسفر وبقي أيمن في المطار حيث تم اقتياده من قبل الجانب المصري لجهة غير معلومة".


اقرا أيضا : أدلة جديدة تشير إلى تورط سلطات مصر في خطف 4 فلسطينيين


ومع فقدان الاتصال بالأكاديمي الفلسطيني العائد إلى غزة داخل مطار القاهرة الدولي، عمل الأب على توكيل محامية مصرية تقيم في محافظة الإسماعيلية لمتابعة والبحث عن نجله، وبعد فترة من الزمن أكدت المحامية لعائلة أبو مليحة أن "الدكتور أيمن موجود في سجن بالإسماعيلية، دون أن نتمكن من التأكد من ذلك عبر الاتصال به حتى الآن".

وحول دور الحكومة والسفارة الفلسطينية في القاهرة، أكد أبو مليحة، أنه أجرى اتصالات مكثفة مع كل الجهات ذات العلاقة، "اتصلنا عشرات المرات بسفارتنا في القاهرة، التي لم تعترف أو تؤكد لنا أنه وصل القاهرة"، موضحا أن السفارة "لم تقدم لنا أي معلومة تطمئننا بها، حتى أنها لم تبذل أي جهد أو تقدم أي مساعدة في البحث"، وفق قوله.

الصمت عار

 
وذكر أن المحامية المصرية، "أكدت لنا فيما بعد أن السلطات المصرية نقلت أيمن إلى سجن بالعريش كي يغادر إلى غزة، لأنه لا توجد ضده أي اتهامات، ولكننا إلى الآن ومنذ أشهر ونحن ننتظر أن يصل غزة عبر معبر رفح البري".

وبين الحاج، أن نجله أيمن الذي سافر إلى ماليزيا قبل أكثر من أربعة سنوات لاستكمال دراسته الأكاديمية، عاد إلى غزة مرة واحدة في زيارة قصيرة، وسافر بعدها إلى ماليزيا عبر معبر رفح في ذات اليوم الذي فقدت فيه آثار أربعة شبان فلسطينيين عقب خروجهم من معبر رفح البري.

وبشأن عائلته وأبناءه الخمسة، بين الحاج أبو مليحة، أن أحفاده دائمين السؤال عن والدهم، ومع كل فتحة لمعبر رفح ننتظر جميعا عودته بفارغ الصبر، حتى أن أولاده الأطفال ينامون في ممر البيت وهم ينتظرون والدهم يدق علينا جرس الباب.

واختطف الشبان الفلسطينيون الأربعة، وهم: حسين الزبدة وياسر زنون وعبد الله أبو الجبين وعبد الدايم أبو لبدة، بتاريخ 19 آب/أغسطس 2015، خلال سفرهم عبر معبر رفح البري، بعدما اعترض مسلحون الحافلة التي تقلهم فور خروجهم من المعبر.

وخلال تواصل "عربي21" مع عائلات المختطفين السابقين الأربعة، أكد لنا أحد أقاربهم ممن يتابعون قضيتهم (طلب عدم ذكر أسمه)، أنه "لا جديد بشأن أخبارهم، وكل ما يجري وعود كلامية فقط من قبل المخابرات المصرية، ولا جواب شافي عن مصيرهم حتى اللحظة".

كما أكد الناشط الفلسطيني محمد أبو حسنة، في منشور له على "فيسبوك"، أن هناك "سيدة فلسطينية كانت عائدة لغزة من قطر للالتحاق بزوجها وأولادها، مختطفة منذ أكثر من عام" لدى السلطات المصرية، معتبرا أن الصمت على اختطاف الفلسطينيين في مصر "عار".

التعليقات (0)