ملفات وتقارير

هل تؤخر الخلافات الغربية مع روسيا الحل السياسي في سوريا؟

محللون: لا حل في سوريا دون توافق دولي - جيتي
محللون: لا حل في سوريا دون توافق دولي - جيتي

تتعدى الخلافات بين الدول الكبرى هذه البلدان، وغالبا ما تتأثر بها دول أصغر بحسب الخبراء، وعليه فإن الخلاف الغربي الأخير مع روسيا قد ينذر بتأثر العملية السياسية في سوريا التي تقف في معسكر روسيا.

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن مفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة هي "القاعدة الوحيدة للحل"، فيما تجري مفاوضات موازية في أستانا لكنها لم تتطرق للعملية السياسية وتقتصر على جوانب إنسانية.

وتوسعت الفجوة الموجودة أصلا بين الغرب وروسيا بعد اتهام بريطانيا للأولى بمحاولة اغتيال جاسوس سابق، بغاز أعصاب، على الأراضي البريطانية وعقب ذلك حملة طرد دبلوماسيين شاركت فيها الولايات المتحدة الأمريكية.

وينذر الخلاف الذي وصل أوجه حين نفذت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا ضربة ثلاثية لنظام بشار الأسد، الذي تقف روسيا إلى جانبه في الأزمة السورية، ما اعتبرته الأخيرة إهانة شخصية للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

 

اقرأ أيضا: أبرز محطات الخلاف بين روسيا والغرب.. آخرها الجاسوس الروسي

وتنامت الازمة بعد أن تحللت روسيا من "الالتزام الأخلاقي" بعدم تزويد النظام السوري بمنظومة الدفاع الجوي "أس 300" الروسية، بعد الضربات الأخيرة.

الكاتب والمحلل السياسي، أحمد كامل، قال لـ"عربي21" إن العملية السياسية غير موجودة أصلا في سوريا، وإن كل ما تم سابقا لم ينجح في إدخال رغيف خبز للمحتاجين، إلى جانب استمرار عمليات التغيير الديموغرافي والطائفي.

وتابع كامل الذي حضر بعض لقاءات جنيف بأن العملية السياسية أخرجت من مضمونها، وإن الخلاف الأوروبي الأمريكي مع الروس ربما يكون في مصلحة الشعب السوري إذا ما ازدادت الضغوط الغربية على روسيا والنظام.

وأكد أن الشعب السوري ليس جزءا من المعادلة بالنسبة للروسيين، وعينهم على المجتمع الدولي ومصالحهم الخاصة.

وكانت تركيا طالبت روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بالكف عن "الشجار" لأن المتضرر الوحيد هو المدنيين.

وقال رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، إن الوقت حان لوضع الخلافات جانبا لأنه "وقت تضميد الجراح في المنطقة وتنحية الخلافات جانبا".

أستاذ العلاقات الدولية، حسين كنعان، رأى أن الخلافات الغربية مع الروس لن تكون لصالح العملية السياسية والشعب في سوريا، مؤكدا أنه في صراع الدول الكبرى، تكون الدول الصغيرة أكبر المتأثرين.

ولفت كنعان في حديثه مع "عربي21" إلى أن الصراع في سوريا لم يعد صراعا "سوريا سوريا"، بل أصبح صراعا على سوريا من الدول الكبرى.

ولفت إلى أن العملية السياسية يجب أن يسبقها توافق بين الدول الكبرى، والدول تعمل وفقا لمصالحها لأنها "ليست جمعيات خيرية".

وأشار كنعان إلى التقارب الأمريكي الأخير مع كوريا الشمالية، مؤكدا أن المصالح التقت فغابت المشاكل.

وأكد أنه "عندما تغيب مركزية القرار في العالم تصبح الأمور غير واضحة"، مشيرا إلى أن قرار في العملية السياسية خارج المشاركة الأمريكية، سيكون بلا نتيجة.

التعليقات (0)