سياسة عربية

ما هي فرص وصول سيف القذافي للحكم بعد غياب حفتر؟

درمبة: البرنامج الانتخابي لسيف القذافي سيتم توزيعه قريبا في دول المغرب العربي- جيتي
درمبة: البرنامج الانتخابي لسيف القذافي سيتم توزيعه قريبا في دول المغرب العربي- جيتي

بدأت حملة دعاية سيف القذافي لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في ليبيا، من قبل مؤيديه المتواجدين حاليا في دولة تونس، وسط تساؤلات عن دلالة توقيت ومكان انطلاقها.


وأصدر أتباع نجل القذافي مجلة بالخصوص، لتوزيعها على أغلب مدن تونس التي تنتشر فيها الجالية الليبية بكثافة، ثم تنتقل المجلة إلى دول أخرى.


وأطلقت المجلة على "سيف" اسم "مانديلا ليبيا"، في إشارة إلى الزعيم الجنوب إفريقي، نيلسون مانديلا، دون تقديم مبررات لهذا اللقب.


وأكد مدير حملة "سيف" الانتخابية في تونس، عبد المنعم درمبة، أن "البرنامج الانتخابي لسيف القذافي سيتم توزيعه قريبا في دول المغرب العربي، ولاحقاً بدول الاتحاد الأوروبي، في أماكن انتشار الجاليات الليبية بكثافة".


وأشار درومبة إلى أن "الحملة تهدف إلى حث الليبيين على المشاركة بكثافة في الانتخابات القادمة، وأن "المجلة" هي مساحة لشرح البرنامج الانتخابي لسيف بالتفصيل، من دون تحديد دورية صدورها"، وفق تصريحات لوكالة الأناضول.

 

اقرأ أيضا: ماذا قال محامي سيف القذافي عن ترشحه لانتخابات الرئاسة؟

دلالة التوقيت


وفي الشهر الماضي، أعلن أيمن بوراس، المتحدث باسم سيف، ترشح الأخير رسميا للانتخابات الرئاسية في ليبيا والمزمع عقدها أواخر العام الجاري، موضحا بعض ملامح برنامج "سيف" الانتخابي حول دولة مدنية وتفعيل المصالحة.


في المقابل، نقلت كتيبة "أبو بكر الصديق"، التي كانت مسؤولة عن اعتقال سيف القذافي في مدينة الزنتان، نفي نجل القذافي تفويضه لأي شخصية أن تتكلم باسمه، وأن موضوع الترشح لم يحسم بعد.


لكن حملة الدعاية الرسمية والتي انطلقت في تونس، طرحت تساؤلات، حول دلالة توقيتها في ظل غياب اللواء الليبي خليفة حفتر المصاب بجلطة دماغية قد تحول بينه وبين الترشح أو العودة للمشهد من جديد؟ فهل سيستغل نجل القذافي هذا الغياب؟


"كذب وتدليس"


من جهته، قال رئيس حزب الجبهة الوطنية الليبي، عبدالله الرفادي، إن "مثل هذه الحملات ليس لها دلالة عندي إلا "الكذب والتدليس" وهذا ما جرى عليه والده "القذافي" ونظامه طيلة العقود الأربعة التي حكموا فيها ليبيا بالحديد والنار والسجن".


وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أنه "لا يستقيم بأي حال من الأحوال أن يبدأ مرشح رئاسي من خارج بلاده أولا، ثانيا: زمن القذافي وأولاده انتهى وشعبنا الذي دفع المهج في سبيل الخلاص منه ذاكرته ليست ضعيفة"، حسب تعبيره.


وبخصوص استغلال "سيف" غياب "حفتر"، قال الرفادي: "ليس هناك مرشح قوي في ليبيا ولن يكون، فالخارطة السياسية موزعة سواء جغرافيا أو فكريا أو وطنيا وستكون الانتخابات الرئاسية صعبة على الجميع وسيكون التنافس قويا ولن يكون ابن القذافي أحد المتنافسين"، كما قال.

 

اقرأ أيضا: سيف القذافي يروج لنفسه.. ويترشح لانتخابات الرئاسة الليبية


غموض


وأشار الأكاديمي الليبي، محمود منصور، إلى أن "موضوع "سيف" برمته لا يزال غامضا في ظل قناعة البعض بموته وتحدي من يسجنه بإخراج دليل على حياته وبين آخرين يريدون استثمار شخصية سيف والتجمع من خلالها والدخول إلى المعترك السياسي.


وأضاف لـ"عربي21": "حتى الموجدون على الساحة الآن لا يريدون عودته خوفا من منافسته لهم، بالرغم من كونه مطلوبا لدى محكمة الجنايات الدولية، لكن أتباع النظام السابق يحاولون صناعة شخص والدخول من خلاله للانتخابات حال حدوثها"، وفق قوله.


لكن الناشط السياسي الليبي، تميم بوشيحة، رأى أن "شعار الحملة هدفه استقطاب أكبر عدد من الأصوات، مضيفا لـ"عربي21": ""سيف" لن يحكم ليبيا مجددا في ظل هذه الظروف سواء بوجود "حفتر" أو حتى موته، كونه مطلوب دوليا ولقة مناصريه قياسا على ثوار فبراير"، وفق رأيه.


استغلال فشل الثورة


من جانبه أكد الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي أن "سيف القذافي سيمضي في طموحه لخوض الانتخابات المزمع إجراؤها مستغلا في ذلك فشل "الفبراريين" (ثوار فبراير) في إدارة أزمة الوطن الذي مزقته الخلافات السياسية".


 وكشف في تعليقه لـ"عربي21"، أن "هناك قطاعا ليس بالقليل يؤيد نجل القذافي في غرب البلاد وشرقها وجنوبها، وهذا ما جعل "شهية" سيف تزداد في خوض ماراثون الانتخابات بغض النظر عن أهليته في حل مشكلات الوطن من عدمها"، حسب كلامه.


انتخابات مجهولة


وقال المدون الليبي، فرج كريكش، إن "سيف الإسلام في وادٍ ومطلقو هذه الحملات في واد آخر، والذي أعرفه أن "سيف" إن كان حيّا فهو في أسوأ ظروفه مسجونا، وربما معزولا عن أخبار العالم لتجنب المطالبات الدولية له"، وفق قوله لـ"عربي21".


وتابع: "وبخصوص هذه الدعاية فهي تهدف ربما لسوق "مزايدات" في انتخابات مجهولة لصالح رموز أخرى تريد من تواجد خيال "سيف" إضعاف خصومها الأكثر حظا حسب تصورهم"، كما قال.

التعليقات (0)