سياسة عربية

"القدس" ورفض التدخل الإيراني يتصدران القمة العربية (شاهد)

طالب العاهل السعودي "بموقف أممي حازم تجاه السلوك الإيراني الخطير في المنطقة"- واس
طالب العاهل السعودي "بموقف أممي حازم تجاه السلوك الإيراني الخطير في المنطقة"- واس

انطلقت، الأحد، القمة العربية الـ29 في مدينة الظهران، شرقي السعودية، بحضور ممثلي 21 دولة عربية، بينهم 16 قائدا وزعيما عربيا، حيث تصدرت قضية القدس والتدخل الإيراني، كلمات القادة العرب.


وتسلمت السعودية من الأردن الرئاسة الدورية للجامعة التي تضم 22 عضوا، ولا تؤدي مثل هذه القمم إلى إجراءات عملية، باستثناء ما تم اتخاذه في عام 2011 من تعليق لعضوية سوريا بسبب توجيه المسؤولية إلى الأسد عن الحرب في بلاده.


وأعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، تبرع المملكة بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، إضافة إلى 50 مليونا أخرى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".


وقال الملك سلمان، إن القمة العربية التاسعة والعشرين الحالية ستسمى بقمة القدس، قائلا: "ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين جميعا".


اقرأ أيضا: مواجهة إيران تتصدر قمة الظهران.. ما حصة الأزمات العربية؟

 

وجدد "إدانته الشديدة للأعمال الإرهابية التي تنفذها إيران في المنطقة، ونرفض تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية"، مؤكدا أنه "من أخطر ما يواجه عالمنا اليوم هو تحدي الإرهاب"، بحسب تعبيره.

وطالب العاهل السعودي "بموقف أممي حازم تجاه السلوك الإيراني الخطير في المنطقة"، محملا في الوقت ذاته "المليشيات الحوثية المدعومة من إيران المسؤولية الكاملة عن استمرار المعاناة في اليمن".

وأكد التزام السعودية بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، مضيفا أننا "ندعم حل الأزمة في اليمن بحل سياسي وفق المبادرة الخليجية".

 

من جهته، قال رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي إن "الجرح الفلسطيني النازف والشهداء الذين يسقطون كل يوم، وقضية فلسطين هي قضية العرب المركزية، التي توشك على الضياع بين قرارات دولية غير مُفعلة وصراع الأشقاء أصحاب القضية".


ومضى السيسي قائلا إن انقسام أصحاب القضية الفلسطينية "يستنزف قواهم ومواردهم الضئيلة ويفتح الباب أمام من يريد تكريس واقع الاحتلال (الإسرائيلي) كأمر واقعي، ويسعى لإنهاء حلم الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة".


وتابع: "مصر تعمل مع الأشقاء الفلسطينيين لإنهاء الانقسام (..) آن الأوان لتجاوز المنافسة الحزبية، لإعلاء وحدة الوطن لخوض معركة التفاوض والسلام".


وشدد السيسي على أن "الحق العربي في القدس ثابت وأصيل وغير قابل للمساومة"، محملا المجتمع الدولي المسؤولية حيال مواجهة مخططات مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني.


على صعيد الأزمة السورية، قال إن بلاده تعرب عن قلقها البالغ إزاء التطورات التصعيدية التي شهدتها سوريا، داعيا إلى تحقيق دولي فوري وشفاف حول استخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا.


وندد السيسي بإطلاق جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) صواريخ على السعودية بقوله إن "مصر لن تقبل بقيام عناصر يمنية بقصف السعودية خلال الفترة الماضية".


ومضى قائلا: "نحن بحاجة اليوم إلى إستراتيجية شاملة للأمن القومي العربي لمواجهة التهديدات، وإعادة تأسيس العلاقة مع دول الجوار".


بدوره، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمد عباس إن "اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل خرق صريح للقانون الدولي وانتكاسة كبرى رفضتها غالبية دول العالم".

ودعا محمود عباس الدول العربية للحيلولة ضد مساعي إسرائيل للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن.

وبخصوص المصالحة الفلسطينية، قال عباس: "لم نتوقف عن مساعي المصالحة لكن إما أن نتسلم كل شيء في قطاع غزة وإلا فلا".

إلى ذلك قال أمير الكويت، صباح الأحمد الصباح إن "الضربات في سوريا جاءت نتيجة عجز المجتمع الدولي عن حل الأزمة السورية"، محذرا من أن "خلافات تعصف بعالمنا العربي وتمثل تحديا لنا جميعا من المخاطر الصاعدة".

 

اقرأ أيضا: انطلاق القمة العربية في الظهران و18 بندا على جدول أعمالها

وقبل ذلك، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في كلمته الافتتاحية للقمة العربية المنعقدة في الظهران السعودية، أن "تمسك الفلسطينيين بحل الدولتين، دليل على التزامهم الثابت بالسلام، وواجبنا الوقوف معهم ودعم صمودهم لنيل حقوقهم".

وشدد على "الحق الأبدي الخالد للعرب والمسلمين والمسيحيين في القدس"، معربا عن التزامه بمبدأ "حسن الجوار، عبر التصدي لأي محاولات تدخل في شؤون الدول العربية، وندعم حلا سياسيا للأزمة السورية يشمل كل الأطراف ويضمن عودة اللاجئين".

وكان الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، قد دعا الأحد، إلى ضرورة توافق عربي حيال الأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية والوصول إلى تسوية سياسية بشأنها. 

وقال أبو الغيط إن "الأزمات العربية في سوريا وليبيا واليمن أو في فلسطين تخصم من أمننا القومي الجماعي واستمرارها دون تسوية نهائية يعرقل الجهود المخلصة ويضعفنا".

وحذر من تداعيات غياب التوافق على الأمن القومي العربي، داعيا قادة الدول العربية أن يكونوا "صفًا وصوتًا واحدًا" حيال الأزمات التي تشهدا المنطقة.

ودعا أبو الغيط إلى بذل مزيد من الجهود أمام ما أسماه بـ"مخططات اختزال قضية الفلسطينيين في حفنة من الامتيازات الاقتصادية"، دون تفاصيل أكثر.

وشدّد على أن القضية الفلسطينية تتطلب مزيدا من الدعم السياسي والمادي للوصول إلى حل عادل وشامل. 

وأدان أبو الغيط، الإعلان الأمريكي بخصوص اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، معتبرا أن "الحشد العربي نجح في حشد موقف دولي مناوئ للطرح الأمريكي الذي انحرف عن الحياد".

وفي 5 ديسمبر/كانون أول 2017، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها.

 

اقرأ أيضا: صحيفة سعودية: قمة الظهران.. سلام مع إسرائيل وحرب مع إيران

وأشار أبو الغيط إلى "أهمية ضبط إيقاع التحرك العربي الجماعي إزاء كل التهديدات العربية المختلفة"، قائلا إن "الأوطان المهددة هي الأوطان العربية وغياب التوافق حول مفهوم الأمن القومي العربي يغري الآخرين على التدخل في شؤوننا".

كما أعرب عن أمله في صياغة إستراتيجية مشتركة للدفع بحل سياسي للأزمة السورية، مؤكدا أن اليمن مثال بارز للتدخلات الإيرانية.

وأعرب أبو الغيط، عن تطلعه إلى دعم الجامعة العربية ماليا للتحرك الفعال، مؤكدا أنه "واثق أن القادة العرب لن يسمحوا في انزواء الجامعة أو أن تتأثر بسبب ضغوط العجز المالي".

 

 

التعليقات (0)