سياسة دولية

ترحيب إسرائيلي.. ردود فعل دولية متباينة على الضربات بسوريا

قال مسؤول إسرائيلي إن "الضربات فرضت خطا أحمر على نظام بشار الأسد"- سانا
قال مسؤول إسرائيلي إن "الضربات فرضت خطا أحمر على نظام بشار الأسد"- سانا

علقت عدد من دول العالم السبت، على الضربات التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة بريطانية وفرنسية ضد عدة أهداف تابعة لنظام بشار الأسد السوري.


ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كافة الدول الأعضاء إلى ضبط النفس في ظروف خطرة، وتجنب كل الأعمال التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد للوضع وتزيد من معاناة الشعب السوري بعد الضربات الغربية في سوريا.


وفي أول تعليق إسرائيلي على الضربات، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي اشترط عدم ذكر اسمه، أن "الضربات التي قادتها الولايات المتحدة فرضت خطا أحمر على بشار الأسد، فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية".

 

ترحيب إسرائيلي وإدانة إيرانية


ورحب المسؤول الإسرائيلي بالضربات، مؤكدا أن "الليلة وبقيادة أمريكية فرضت الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة الخط الأحمر".

 

وأشار إلى أن إسرائيل تلقت إخطارا مسبق بالهجوم، مبينا أن موعد تلقي الإخطار كان قبل 12 إلى 24 ساعة من وقوع الضربات الأمريكية البريطانية الفرنسية.


وقال العضو في مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر يؤاف جلانت، إن الضربات على سوريا بقيادة الولايات المتحدة "إشارة مهمة" لإيران وسوريا وحزب الله اللبناني، مضيفا أن "استخدام الأسلحة الكيميائية يتجاوز خطا أحمر لم يعد من الممكن أن تتسامح معه البشرية".

 

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "دعمه الكامل" للضربات على سوريا.

 

وكان نتنياهو، طالب وزراء حكومته التزام الصمت إزاء الضربة العسكرية الغربية بقيادة واشنطن، والتي استهدفت مواقعا للنظام السوري.


وقالت "القناة العاشرة" الإسرائيلية إن "مكتب نتنياهو أوعز صباح السبت إلى الوزراء، عدم الحديث في وسائل الإعلام أو إجراء مقابلات صحفية حول الأحداث في سوريا".


وجاء إيعاز نتنياهو بعد أن صرح وزير إسرائيلي، بأن الضربات العسكرية بقيادة واشنطن على مواقع سورية، "هي إشارة مهمة لإيران وسوريا ومنظمة حزب الله اللبنانية".

 

بدوره، وصف مرشد الثورة الإيرانية علي الخامنئي، الهجوم الذي شن على سوريا فجر اليوم بالجريمة، معتبرا أن الرئيسين الأميركي والفرنسي ورئيسة وزراء بريطانيا بأنهم "مجرمون وقد ارتكبوا جريمة في سوريا".

 

ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن الرئيس الإيراني حسن روحاني تحذيره السبت من أن الهجوم الصاروخي الذي قادته الولايات المتحدة ضد سوريا سيؤدي إلى مزيد من الدمار في منطقة الشرق الأوسط.


وقال روحاني "مثل هذه الهجمات لن تسفر سوى عن مزيد من الدمار... الأمريكيون يريدون تبرير وجودهم في المنطقة بمثل هذا الهجمات".


وفي الإطار ذاته، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية ما أسمته "العدوان الثلاثي الأمريكي والفرنسي والبريطاني"، على سوريا، معتبرة ذلك خرقا للقوانين الدولية ومحذرة من تبعاته وآثاره الإقليمية والدولية.

 

اقرأ أيضا: ضربات جوية أمريكية بمشاركة بريطانيا وفرنسا على سوريا (شاهد)


واعتبرت الوزارة في بيان نشرته وكالة مهر للأنباء، أن الضربات "هي انتهاك صارخ للقوانين الدولية وتجاهل للسيادة السورية ووحدة أراضيها"، مشددة على أنها خطوة "لتعويض الفشل وهزيمة الإرهابيين وحماتهم في الغوطة الشرقية".


وطالبت بإدانة دولية للضربات الغربية، مؤكدة أن الضربات ستؤدي إلى تقويض فرص السلام والأمن في العالم، وستخلق الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة.


وعلق حزب الله اللبناني على الضربات في تصريحات نشرتها قناة المنار، قائلا: "الحرب الأمريكية على سوريا والمنطقة وحركات المقاومة لن تحقق أهدافها"، مشيدا بالدفاعات الجوية السورية لتصديها لما أسماه "العدوان الثلاثي".

 

وفي تعليق لرئيس اللجنة العليا في اليمن محمد علي الحوثي، قال إن "العدوان يدلل على عدم احترام القانون الدولي ويمثل اختراقا فاضحا له"، معتبرا أن "عدم الالتزام بالقانون الدولي واحترام السيادة، باتت سمة تتعامل بها أمريكا بعنجهية مفرطة".


وأضاف الحوثي أن "أفضل رد على هذا العدوان قصف السعودية الممولة وإسرائيل المشاركة".

 

تأييد الناتو وكندا


وفي سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، تأييده للضربات العسكرية التي تقودها واشنطن ولندن وباريس ضد مواقع أسلحة كيميائية للنظام السوري.


وقال ترودو في بيان عبر صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، إن بلاده تؤيد قرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا باتخاذ إجراءات ضد قدرة نظام الأسد على إطلاق أسلحة كيميائية ضد شعبه، مؤكدا إدانة كندا لاستخدام هذه الأسلحة في هجوم الغوطة الشرقية، ومطالبا بضرورة تقديم المسؤولين عن ذلك إلى العدالة.


وأعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، تأييده للضربات العسكرية، قائلا: "أؤيد الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ضد مرافق الأسلحة الكيميائية للنظام السوري"، معتبرا أن ذلك "سيقلل من قدرة النظام على مهاجمة شعب سوريا بهذه الأسلحة".

 

اقرأ أيضا: هذه المواقع التي استهدفتها الضربات الأمريكية بسوريا

 

من جهتها، أكدت المعارضة الديمقراطية في الكونغرس الأمريكي نانسي بيلوسي أن أي عمل عسكري واسع لاحقا، يتطلب استراتيجية محددة وتصويتا في الكونغرس، داعية الرئيس ترامب إلى تقديم خطة مفصلة إذا كان يريد توسيع عمله العسكري.


وأضافت أنه "على الرئيس الحضور إلى الكونغرس ليطلب موافقة جديدة على استخدام القوة العسكرية، وتقديم مجموعة واضحة من الأهداف، والعمل على أن يحاسب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حمام الدم الذي سمح به".


في المقابل، عبر برلمانيون جمهوريون عن ارتياحهم للضربات، وقال السناتور كوري غاردنر إن هذه العملية "ضرورية" لأن الأمر يتعلق "بمعركة بين الخير والشر، معركة بين الولايات المتحدة والوجه المظلم للبشرية"، بحسب تعبيره.


وفي الموضوع ذاته، طالبت منظمة العفو الدولية بـ"تخفيف الضرر" الذي سببته الضربات للمدنيين السوريين، وقالت في بيان إن "الشعب السوري عانى من نزاع مدمر لست سنوات، ومن هجمات كيميائية التي يعد الكثير منها جرائم حرب".


ودعت إلى ضرورة "اتخاذ كل الاجراءات لتخفيف الأضرار التي تلحق بالمدنيين في الأعمال العسكرية"، مطالبة إدارة ترامب أن تفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين، وعدم إدارة ظهرها لهؤلاء الرجال والنساء والأطفال الذين يعانون الآن من منع اللاجئين من دخول الولايات المتحدة".


وحول موقف الإكوادور من الضربات، قال الرئيس ايفو موراليس إنه "يدين باسم الكرامة والدفاع عن السام وعن شعوب العالم، بشدة الهجوم الجنوني لترامب ضد الشعب السوري الشقيق"، مضيفا أنه "أمس تذرعوا بأسلحة وهمية للدمار الشامل، لغزو العراق واليوم يطلقون صواريخهم تحت الذريعة نفسها".

 

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، أن بلاده تؤيد قرار الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بشن الضربات على سوريا، ردا على هجوم كيميائي قاتل على بلدة قرب دمشق، موضحا أننا "نؤيد تصميم واشنطن ولندن وباريس على عدم السماح للنظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية".


وفي السياق ذاته، شدد وزير الخارجية الياباني تارو كونو في خطاب ألقاه السبت، على أنه يجب معاقبة الدولة وأولئك الذين استخدموا الأسلحة الكيميائية في سوريا.

 

تأييد ألماني أسترالي ورفض صيني

 

وجاء الموقف الصيني رافضا للضربات التي نفذتها دول غربية في بيان لوزارة الخارجية الصينية اليوم السبت.

وقالت الخارجية الصينية إن بكين "تعارض استخدام القوة العسكرية في سوريا".

من جانبها أعربت وزارة الدفاع الأسترالية عن تأييدها للضربات الجوية التي شنتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا على النظام السوري.

وقالت وزيرة الدفاع الأسترالية في بيان لها اليوم إن "استراليا تدعم هذه الضربات التي تظهر استجابة متوازنة ومناسبة وموجهة إنهم يبعثون برسالة لا لبس فيها إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد وداعميه، روسيا وإيران مفادها أنه لن يتم التسامح مع استخدام الأسلحة الكيميائية".

وأضافت أن استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أي شخص وفي أي مكان وتحت أي ظرف من الظروف يعد أمراً غير قانونياً ومستهجنا تماما، مشددة على ضرورة عدم السماح لنظام الأسد بارتكاب مثل هذه الجرائم دون عقاب.

وطالبت مجلس الأمن الدولي بالموافقة على إجراء تحقيق مستقل في الهجوم بالأسلحة الكيميائية الذي ألقت فيه الولايات المتحدة الأمريكية باللائمة على النظام السوري.

وعلى صعيد الموقف الالماني عبرت المستشارة أنغيلا ميركل في بيان رسمي دعم حكومتها للضربات على النظام السوري ووصفتها بأنها "تدخل عسكري ضروري ومناسب".

وكانت ميركل قالت الخميس إن بلادها لن تشارك في أعمال عسكرية في سوريا لكنها قالت اليوم "ندعم تحمل حلفائنا الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين لمسؤولياتهم في سوريا".

 

الاتحاد الأوروبي يؤيد والعمال البريطاني يشكك


وأعرب رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك دعم الضربات الغربية التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد مواقع للنظام السوري.

وقال تاسك في تغريدة نشرها على حسابه بموقع تويتر إن الضربات الثلاثية أظهرت للروس والإيرانيين والنظام السوري أنهم "لن يواصلوا ارتكاب المأساة الإنسانية دون دفع ثمن لذلك".

وأضاف: "الاتحاد الأوروبي يقف مع حلفائه أي مع الحق".

من جانبه شكك جيرمي كوربين زعيم حزب العمال البريطاني بفعالية الضربات في "إنقاذ الأرواح أو جلب السلام" مشيرا إلى أنه عمل "مشكوك فيه قانونيا ويخاطر بمزيد من التصعيد".

وأضاف "يجب على بريطانيا لعب دور قيادي تجاه وقف إطلاق النار وعدم تلقي تعليمات من واشنطن وتعريض حياة أفراد الجيش البريطاني للخطر".

وتابع "كان يجب على تيريزا ماي أن تحصل على موافقة البرلمان وألا تنساق وراء دونالد ترامب".

 

وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي قالت إن "الجيش الفرنسي استهدف السبت، المركز الرئيسي للبحوث الكيميائية في سوريا ومنشأتين أخريين، وإن باريس أخطرت روسيا قبل تنفيذ الضربات".


وكانت الوزيرة تتحدث بعد ساعات من إصدار الرئيس إيمانويل ماكرون أمرا بتدخل عسكري في سوريا مع الولايات المتحدة وبريطانيا في هجوم استهدف ترسانة الأسلحة الكيماوية للنظام السوري.


وقالت بارلي للصحفيين في بيان مقتضب ألقته وإلى جانبها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان "نحن لا نتطلع لمواجهة ونرفض أي منطق للتصعيد، وهذا هو السبب في أننا وحلفاءنا تأكدنا من تنبيه الروس مسبقا".


وقالت بارلي إن الجيش الفرنسي أطلق صواريخ كروز في الهجوم.

 

 

أردوغان يرحب

 

من جانبه، أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالضربات الجوية التي وجهتها القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية ضد سوريا، قائلا إن العملية بعثت برسالة إلى بشار الأسد.


وقال لمؤيدي حزب العدالة والتنمية الحاكم في اجتماع بإسطنبول: "وجهت العملية الأمريكية البريطانية الفرنسية المشتركة اليوم السبت رسالة للنظام السوري مفادها أن المذابح لن تمر دون رد".


وأضاف: "كان يجب الدفاع عن الشعب السوري البريء منذ فترة طويلة".

التعليقات (0)