رياضة دولية

في سن 33.. كريستيانو رونالدو أفضل من أي وقت مضى

حظى رونالدو حاليا بمعدل تهديفي يبلغ 1.2 هدف في كل مباراة
حظى رونالدو حاليا بمعدل تهديفي يبلغ 1.2 هدف في كل مباراة
نشر موقع "غلوبال إي أس بي أن" الأمريكي تقريرا، تحدث فيه عن سطوة كريستيانو رونالدو على الملاعب الأوروبية وقدرته على التألق، على الرغم من أن سنه قد تجاوز 33، السن التي يبدأ خلالها معظم اللاعبين في التفكير في الاعتزال أو الذهاب إلى الصين أو الولايات المتحدة.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن رونالدو، في إحدى المشاهد البهلوانية الخارقة، ارتقى في الهواء في وضعية صعبة، حيث كان وجهه للسماء وظهره موازيا للأرض، وركل الكرة بقدمه اليمنى، ثم سقط على الأرض في اللحظة التي سكنت فيها الكرة شباك الحارس الإيطالي، جانلويجي بوفون. وتشير بعض الأرقام إلى أن ارتفاع الكرة عن الأرض بلغ 2.40 متر. وقد أدى البرتغالي حركته البهلوانية دون أي جهد يذكر.

وأفاد الموقع أن المدرب الفرنسي، تفاجأ بالهدف وقد بدا ذلك من ردة فعله. كما وصفه مدرب يوفنتوس، ماسيميليانو أليغري، بأنه هدف "استثنائي". ومن جانبها، أفردت صحيفة "ماركا" الإسبانية صفحة كاملة لصورة رونالدو وهو يطير في الهواء في أثناء إحرازه لهذا الهدف، ووضعت الصورة داخل "إطار"، ووصفتها بأنها "عمل فني". لقد كانت لحظة توقف فيها العالم، لحظة تذكرنا بأحد مشاهد فيلم "ماتريكس" الشهير، عندما يقف البطل في الهواء.

انتشرت صورة رونالدو وهو بصدد الطيران في الهواء انتشار النار في الهشيم. ومن المرجح أن 41 ألف متفرج حضروا المباراة من المدرجات سيروُن قصة الهدف، وسيتفاخرون بأنهم شهدوا هذه اللحظة التاريخية. من جانبه، أفاد سيرخيو راموس موجها كلامه لرونالدو: "سيروي الآباء لأبنائهم قصة هذا الهدف". 

وأردف الموقع أن رونالدو جرى كعادته ليقفز في الهواء بحركة دورانية احتفالا بالهدف، إلا أنه تفاجأ بتحية جماهير يوفنتوس له على خلفية هذه التسديدة الرائعة، فوضع رونالدو يده على صدره وانحنى لهم، امتنانا لهم على هذه التحية أو وكأنه يعتذر على احتفاله. وقد صرح رونالدو أنه لم يتوقع ردة فعل الجماهير الإيطالية، وأن ذلك يحدث معه لأول مرة، مؤكدا أنه لطالما تطلع إلى إحراز هدف على هذا النحو.

وأكد الموقع أن تسجيل مثل ذلك الهدف يعد بمنزلة حلم بالنسبة لأي لاعب في تاريخه يرنو إلى تحقيقه، وقد يخطط له طوال مسيرته الكروية، ولكنه قد يفشل في إحرازه. ولكن هدف رونالدو يتسم بشيء مميز، شيء يذكرنا بأبطال القصص المصورة، أو نهايات أفلام هوليوود. في الأثناء، يقترح البعض أن يكون هذا الهدف صورة كريستيانو الظليّة الشبيهة بصورة لاعب السلة الشهير، مايكل جوردن.

وتابع الموقع أن رونالدو اجتهد كثيرا من أجل هذا الهدف، وحاول تنفيذه في عدة مباريات سابقة، ولكن كل محاولاته باءت بالفشل. لكن الأسطورة البرتغالية لم ييأس، وحاول مرارا وتكرارا، ولم يلق بالا لكل الضحكات الساخرة التي كانت تلاحقه في كل مرة يفشل فيها في تنفيذ هدف مماثل. في المقابل، وهذه المرة في تورينو، نجح رونالدو في بلوغ مبتغاه، وأكد أن تلك اللحظة هي أفضل ما حققه في مسيرته. لقد كلل رونالدو كل مجهوداته بنجاح منقطع النظير.

وذكر زميله السابق في الفريق، تشابي ألونسو، أن رونالدو سعى كثيرا حتى وصل إلى مبتغاه في تورينو. لقد أسكت رونالدو بذلك كل الألسنة التي تتهمه بأنه أصبح مؤخرا يسجل فقط من الكرات السهلة وضربات الجزاء. وسيظل منتقدي رونالدو دائما على خطأ، لأنه يعمل بجهد كبير ويتدرب كثيرا. ويعد كل المجهود الذي بذله رونالدو لإحراز الهدف والقسوة التي ظهرت عليه، نتاج سنوات من التدريبات القاسية التي يؤديها والمجهود الذي يبذله منذ أن بدأ لعب كرة القدم.

وأضاف الموقع أن رمزية الهدف، لا تتجلى من خلال توقيته فحسب، وإنما عبر كل اللحظات التي تكبد خلالها رونالدو الكثير من المشقة ليصل إلى تلك اللحظة. استطاع رونالدو أن يصنع نفسه بنفسه، في حين أن ظاهرة رونالدو أعمق بكثير مما نراه أمامنا الآن، فقد بات صانع الحدث في كرة القدم. في هذا الشأن، أورد المدرب المساعد السابق لريال مدريد، بول كليمنت، أنه "عندما كان اللاعبون يتوجهون إلى منازلهم للنوم بعد التدريب، كان رونالدو يقصد حمام الثلج". ويحمل كليمنت في جعبته عددا كبيرا من هذه القصص عن رونالدو، لا يتسع المجال لذكرها. ويبدو أن راموس كان يعني كل حرف من كلامه حين قال، إن "هدف رونالدو يعتبر بمنزلة تكليل لعمل شاق على امتداد سنوات طويلة".

وأبرز الموقع أن رونالدو استطاع التفوق على هوغو سانشيز أفضل مهاجم في تاريخ ريال مدريد، الذي استطاع إحراز هدف مشابه لهدف رونالدو، وكذلك على الأسطورة المجرية، فيرينتس بوشكاش. لقد بلغ رونالدو الثلاثين من عمره قبل ثلاث سنوات، ويعتبر ذلك السن، عادة، بداية النهاية بالنسبة لمسيرة لاعبي كرة القدم، إلا أن رونالدو قرر الاستمرار حتى سن الأربعين. ومن غير المرجح أن يبتعد رونالدو عن التشكيلة الأساسية لفريقه، ليس لأنه يتدرب باستمرار ولا يكل من ذلك، وإنما لأنه أدرك أنه إنسان، والإنسان عليه أن يطور من نفسه.

وأوضح الموقع أن النادي الملكي يعير سن كريستيانو اهتماما كبيرا. وقد اتضح ذلك عندما تعمدوا أن يجعلوه يركن إلى الراحة خلال الموسم الماضي، واستغلاله فقط في المباريات المهمة. ولكن مستوى رونالدو يتطور باستمرار مع تقدمه في السن. في الواقع، كسر رونالدو كل قواعد كرة القدم، مما يجعل منه ظاهرة مثيرة للإعجاب. منذ سنتين، ثار جدل واسع حول تجديد عقد اللاعب، واعتقد البعض أن النادي الملكي عليه أن يعطي رونالدو الضوء الأخضر للرحيل. وفي سن 33، أصبح رونالدو على أعتاب أن يصبح هداف دوري أبطال أوروبا للموسم السادس على التوالي.

وذكر الموقع أن رونالدو حاول التقليص من عدد مبارياته هذا الموسم بنسبة 59 بالمائة عن أول موسم ظهر فيه مع الفريق. ويحظى رونالدو حاليا بمعدل تهديفي يبلغ 1.2 هدف في كل مباراة. في الدوري الإسباني، أحرز رونالدو 22 هدفا من داخل منطقة الجزاء، وفي دوري أبطال أوروبا، أحرز هدفا واحدا من خارج منطقة الجزاء، من أصل 14 هدفا سجلهم في البطولة.

وفي الختام، أكد الموقع أن تركيز رونالدو انصب مؤخرا على إحراز الأهداف فحسب، لدرجة أن 80 بالمائة من أهدافه جاءت من لمسة واحدة. لقد طور رونالدو من نفسه ليصبح قناصا في منطقة الجزاء، وقلل من المجهود الذي يبذله خارج هذه المنطقة.
0
التعليقات (0)