ملفات وتقارير

ياسر مرتجى.. "الحالم" عاشق الكاميرا وشهيد مسيرة العودة

شييع آلاف الفلسطينيين الصحفي ياسر مرتجى بعد استشهاده برصاص الاحتلال- جيتي
شييع آلاف الفلسطينيين الصحفي ياسر مرتجى بعد استشهاده برصاص الاحتلال- جيتي

تمنى ياسر مرتجى أن يحلق في السماء ليلتقط من عدسته صورة لغزة، أراد أن يرسم من خلالها لوحة جوية عبر طائرة مغادرة من القطاع، في ظل حصار خانق، لم يكن ياسر بمنأى عنه، إلا أن رصاصات الاحتلال الإسرائيلي حالت بينه وبين رغبته بالسفر.

وكتب ياسر على صفحته على الفيسبوك قبل استشهاده بلغة الحالم الذي تمنى أن يرى العالم كيف يبدو من أعلى: "نفسي يجي اليوم اللي اخد هاي اللقطة وأنا بالجو مش على الأرض".

 



من ياسر مرتجى؟

ولد ياسر في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 1987 في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وهو متزوج ولديه طفل واحد يدعى "عبد الرحمن"، الذي يظهر معه في فيديو يداعبه على بحر غزة.



ونقلت أسرة ياسر عنه في حديثها لصحف محلية، "عشقه للكاميرا"، ووصفته بأنه كان "صاحب لقطات إنسانية". 

وبحسب المعلومات التي جمعتها عنه "عربي21"، يعد ياسر أحد مؤسسي شركة "عين ميديا" التي عمل فيها مصورا، وكان من الصحفيين الذين يسارعون إلى توثيق ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

والمتصفح في حساب ياسر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يرى أنها مليئة بصور تظهر فيها ابتسامته وأخرى يحاول أن يوثق فيها الأوضاع الإنسانية في القطاع، وأخرى تظهره محبا للأطفال والحيوانات. 

الحلم بالسفر
 
ولم يكن ياسر يخفي حلمه بالسفر، ولكنه عانى كما باقي الفلسطينيين في القطاع من إغلاق المعابر والحصار المطبق.


وعلمت "عربي21" أن ياسر استطاع اختراق بوابة المعبر السوداء ليبقى ليلته ملتحفا في الصالة المصرية، وقبل خطوة أخيرة لتحقيق حلمه بالسفر، تم إرجاعه مع مئات المسافرين إلى قطاع غزة.

 

 

 

بالرغم من انتظار ياسر فتح معبر رفح البري، إلا أنه واصل ممارسة مهنته في التصوير يحاول أن يقتنص بكاميرته انتهاكات الاحتلال ضد الفلسطينيين العزّل. 

ورصد في مسيرات العودة في الجمعة الماضي صورا عدة لقمع الاحتلال للفلسطينيين وإطلاقه الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين. 

وكان مشهد آخر يبث بعد لحظات من استشهاده، بدأت العدسات تتناقله، وتظهر فيه صورة ياسر، وهو ملقى على الأرض، بدمائه بعد أن أصابه رصاص قناصة الاحتلال الإسرائيلي في بطنه، رغم أنه كان يرتدي بزة يظهر عليها بوضوح أنه صحفي. 

ويتهم الاحتلال الإسرائيلي بأنه تعمد استهداف الصحفيين.

وتحول ياسر من صانع للصورة إلى موضوع لها، حيث تناقلت لحظة إصابته ونقله للمشفى وصولا لصورته وهو شهيد يحمل على الأكتاف وسائل الإعلام المختلفة.

وشيع الآلاف من الفلسطينيين مرتجى، وشارك في التشييع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي قال في كلمة له في المسجد العمري، قبيل أداء صلاة الجنازة: "إننا اليوم أمام هذا الياسري الذي خرج يحمل الكاميرا ليوجه سهام الحقيقة والحق على الاحتلال، لينقل صورة شعبنا المجاهد المحاصر".

وأضاف: "استشهد ياسر وهو يفضح ممارسات الاحتلال، الذي يقتل بلا وازع، ودون أن يفرق، ومن أجل القتل، ونشر الرعب والخوف في أوساط شعبنا".

ونعت وزارة الإعلام، في بيان لمكتبها الإعلامي في قطاع غزة السبت، مرتجى.

ووفقا للوزارة، فمرتجى أصيب برصاصة متفجرة أطلقها عليه قناصة الاحتلال أمس الجمعة شرق خزاعة أثناء قيامه بواجبه المهني في تغطية أحداث الجمعة الثانية من مسيرة العودة الكبرى.

وفي وقت سابق، نظم صحفيون وقفة استنكارا لمقتل مرتجى، واستهداف الصحفيين، مطالبين بفتح تحقيق دولي يبحث في "جرائم الاحتلال الإسرائيلي".

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات (0)

خبر عاجل