مقابلات

شريف الروبي لـ"عربي21": المقاطعة كشفت نظام السيسي

شريف الروبي
شريف الروبي

قال المتحدث باسم حركة 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية)، شريف الروبي، إن الحركات السياسية الشبابية لم تمت، على الرغم من اختفاء نشاطها؛ نتيجة القبضة الأمنية، وحضورنا على الساحة السياسية مرهون بتحسن المناخ العام في مصر.

وأضاف، خلال حوار صحفي خاص لـ "عربي21"، أن جزءا من عدم وجودنا يعود إلى محاولات النظام المستمرة في تشويهنا عن عمد من خلال أبواقه الإعلامية، وعداء الأنظمة لنا هو بسبب فشلهم في ترويض تلك الحركات؛ لأنها لا تقوم على مبدأ الولاء والطاعة.

وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، وما تمخضت عنه الأيام الثلاثة، أشاد الروبي بمقاطعة المصريين للانتخابات الرئاسية التي أظهرت انحسار شعبية نظام السيسي، وتآكله بسبب سياساته المحبطة اقتصاديا في المقام الأول.

وتوقع أن يلجأ السيسي إلى إجراءات أمنية أكثر قمعا عقب فوزه المحسوم، واستبعد جنوحه للسلم مع أي جماعة أو حزب سياسي، بل سيطلق حملة ملاحقات أمنية جديدة لإسكات ما تبقى من أصوات معارضة، وسيعمل فورا على تعديل الدستور لتعديل فترات ومدة الرئاسة.

ورجح أن يقوم السيسي برفع الدعم نهائيا في مصر؛ استجابة لشروط صندوق النقد الدولي، ومعاناة قطاع كبير من الشعب المصري بسبب استمرار موجات الغلاء.

أين تواجدكم السياسي على الساحة المصرية الآن؟

-الوجود من عدمه يعود إلى الأجواء السياسية، في 2008 (تاريخ انطلاق الحركة) كان هناك حراك سياسي عام، وكان هناك نظام براجماتي يحكم مصر، ويعطي مساحة أو هامشا من التعبير عن الرأي، ثم قامت ثورة يناير، فمنحت كل المعارضة الحق في التعبير عن رأيها، وفتحت لهم الإعلام المحلي والأجنبي، والدعم من قبل حتى رجال الأعمال، دون أي ملاحقات أمنية.

ما لذي تغير إذا بعد ثورة يناير؟

بعد 2013، انقلبت الأمور 180 درجة، فأصبح الإعلام كله مملوكا لرجال أمن وليس رجال أعمال، أو سياسيين، ويتبعون المؤسسة العسكرية، التي دفعت بعبد الفتاح السيسي للانتخابات 2014، فنجح وأصبح رئيس الدولة، وترتب على ذلك أن كل من يعارض في الإعلام أو الصحافة أو السوشيال ميديا بلاحق أمنيا، ويحبس لدرجة أن الأمر ليس مرتبطا بمداخلات هاتفية، أو إعطاء تصريحات صحفية لمواقع محلية وأجنبية، بل تم ملاحقتهم بسبب كتابتهم على فيسبوك.

موقفكم من الانتخابات الحالية؟

 

 بالطبع، دعونا للمقاطعة التي أثبتت نجاحها، ونقول إن ما يحدث ليس انتخابات، مصر لم تشهد انتخابات إلا في عام 2012.


ماذا سيترتب على المقاطعة والنتيجة محسومة لصالح السيسي؟


سيترتب على المقاطعة نتائج مهمة، فعندما نقول إن من خرج للتصويت بضعة ملايين من أصل 60 مليون ناخب، مقارنة بـ25 مليون ادعى السيسي نزولهم للتصويت في انتخابات 2014، فهذا يعني أن المقاطعة موجودة، وفعالة، وتؤكد أن النظام الحالي خسر شعبيته على مدار السنوات الماضية.


دعونا إلى عدم المشاركة في لعبة أنت موقن أنها مزورة، حتى إذا خرجت في يوم من الأيام ضد النظام فلا أحد يحملك مسؤولية أنك أدليت بصوتك واعترفت بالانتخابات.

البعض يتهمكم بأنكم تلونتم مع كل نظام؟

 

 الإعلام المصري يمدهم رجال الشؤون المعنوية معلومات مغلوطة عن حركاتنا للتشويه، فبعيدا عن أي مزايدات الدولة نفسها تأخذ قروضا ومنحا من صندوق النقد الدولي، ودول أوربية، ومعونات أمريكية، ومساعدات من جميع دول العالم، ودعم إسرائيلي.

نحن نسعى لإيجاد تغيير جذري في البلاد، يتبعه تحقيق عدالة اجتماعية، وحرية وديمقراطية، وتداول سلمي للسلطة، وأي نظام يأتي ليحكم ساعدناه أو لم نساعده ينقلب علينا من خلال مثل تلك المزاعم.

مشاكل النظام معكم أكثر أم مع الأحزاب السياسية؟


-مشاكنا مع النظام أنه لا يستطيع أن يتحكم في مثل حركاتنا على خلاف الحركات والأحزاب السياسية المعروفة التي كان بإمكان نظام مبارك والمجلس العسكري التحكم في رموزها، من خلال ملاحقتهم بملفات وقضايا جاهزة، كما يحدث مع حزب النور السلفي.

المجموعات والحركات الشبابية التي يقودها شباب وليس نخب عصية عن التفتيت، ولا تقوم مبادئهم على فكرة الطاعة والولاء، فهي تخلق لهم حالة من القلق، فكم سجنوا من حركة 6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، والعيش من أجل الحرية، وظلت الحركات موجودة وإن لم تكن فعالة.

ما هو مستقبل تلك الحركات الشبابية؟

-هي حركات خامدة تحت الرماد، ولكن عندما يكون هناك تحول ديمقراطي، وأجواء تسمح بممارسة العمل السياسي الحقيقي، وتداول السلطة، ستجد تلك الحركات موجودة على المشهد.

 

هل ترهنون وجودكم بوجود مناخ ديمقراطي.. أم أنه دوركم أنتم في إيجاد هذا المناخ؟

-نحن نتحرك ضمن مبادئ عامة لا يختلف عليها أحد، كالحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ونحن مستمرون في دورنا وفي حياتنا، نناضل من أجل لقمة العيش، ومن أجل إثبات وجودنا على الساحة، وما زلت أتحدث باسم حركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، رغم اعتقالي أكثر من مرة .

توقعاتك لمستقبل مصر بعد الانتخابات سياسيا واقتصاديا؟

-مصر مقبلة على إجراءات صعبة، فمع استمرار قرض صندوق النقد الدولي ستزداد الأمور سوءا، والسيسي ماض في رفع الدعم بشكل كامل، إذا أنا واحد من الناس لا يكفيني دخلي سوى نصف الشهر، واضطر للاقتراض في كل شهر، وهكذا.

تأثيره على السلم المجتمعي عندما يسقط من كل أسرة أكثر من فرد في الفقر؟

-سنجد بلطجة في الشوارع عيانا بيانا، وستحدث عمليات نهب وسرقة، ولن يكون هناك أمن اجتماعي، ولن تستطيع الشرطة ولا الجيش حماية المجتمع مع هذا الانفلات، فبإمكانهما حماية النظام سياسيا، ولكن لن تستطيع حماية الدولة من مظاهرات الجوع والعطش؟

تصوركم للمشهد السياسي في مصر عقب فوز السيسي المتوقع؟ هل يجنح للسلم؟

-لا.. لن يهادن.. بل أتوقع استمرار سياسة الملاحقات الأمنية، والسجن، والقمع، وسيقوم بحملة اعتقالات جديدة في صفوف المعارضين.

هل ينوي السيسي وضع حد للصدام السياسي مع الأحزاب أو جماعة الإخوان المسلمين؟

-السيسي سيعمل على تعديل الدستور، ما يسمح بالتمديد له لفترة ثانية وثالثة، ولا أعتقد أنه مهتم بفكرة التصالح أصلا، لو كانت لديه النية لفعلها قبل الانتخابات حتى لتجميل وجه النظام خلال الفترة الثانية أمام العالم والمجتمع الدولي.

أخيرا على المستوى الأمني؟

 

 -السيطرة الأمنية ستكون سياسية بامتياز، ولكنه لن يستطيع فرض السيطرة الأمنية على الشعب عندما يجوع الشعب المصري.

رسالتكم من خلال موقع "عربي21"؟

-من نزل لانتخاب السيسي نحن لسنا ضده، وإنما يتحمل عاقبة قراره، لأنه انتخبه على الرغم من أنه لم ير أي خير خلال السنوات الأربع الماضية، ولم نر سوى المزيد من الغلاء والقحط، والقمع الأمني والكبت السياسي، ومن لم ينتخب السيسي فنحن نؤكد على موقفه الوطني، وليس الموقف الوطني بعدم انتخاب السيسي، إنما حماية الدولة، فالشعب المصري هو القادر على حماية البلد والتغيير أيضا.

التعليقات (0)