صحافة دولية

ديلي ميل: لماذا هرب جورج نادر إلى الإمارات؟

ديلي ميل: فرّ نادر من الولايات المتحدة بعد الكشف عن تاريخه- جيتي
ديلي ميل: فرّ نادر من الولايات المتحدة بعد الكشف عن تاريخه- جيتي

كشفت صحيفة "ديلي ميل" عن أن شاهدا رئيسيا في التحقيق في التدخل الروسي في حملة دونالد ترامب الانتخابية حقق معه المحقق الخاص روبرت مولر، فر من الولايات المتحدة إلى الإمارات العربية المتحدة. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن اللبناني الأمريكي جورج نادر، الذي أدين بقضايا "بيدوفايل"، ويعمل مستشارا لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وأقام علاقة قريبة مع مسؤولي البيت الأبيض، فرّ من الولايات المتحدة بعد الكشف عن تاريخه، والكشف عن قضايا تتعلق بتحرشه في الأطفال. 

 

وتذكر الصحيفة أن نادر التقى مع مستشار وصهر الرئيس جاريد كوشنر ومدير استراتيجياته السابق ستيفن بانون، حيث اعتمدت "ديلي ميل" على مصدرين، قالا إن نادر نقل إلى الإمارات، التي يعد محمد بن زايد الحاكم الفعلي لها.

 

ويفيد التقرير بأن الشرطة الأمريكية أوقفت نادر المولود في لبنان في كانون الثاني/ يناير، عندما وصل إلى واشنطن في طريقه للمشاركة في احتفال نظمه دونالد ترامب في منتجعه "مار-إي- لاغو"، وصادر المحققون هاتفه النقال، وقدم أمام فريق مولر، حيث قال محاميه إنه يتعاون معهم. 

 

ويلفت التقرير إلى أن مولر يركز على لقاءين، واحد منهما لقاء محمد بن زايد مع كوشنر وبانون في برج ترامب، حيث أثار اللقاء قلقا في إدارة باراك أوباما؛ لأن لقاء ابن زايد مع فريق ترامب الانتقالي تم دون إعلام المسؤولين، الأمر الذي اعتبرته وزارة الخارجية خرقا للبرتوكول المعمول به لدى زيارة المسؤولين الأجانب للبلاد، ولم يعلموا بوجود ابن زايد في أمريكا إلا عندما رأوا اسمه على قائمة المسافرين. 

وتفيد الصحيفة بأن المحققون يركزون على لقاء في كانون الثاني/ يناير 2017، تم في جزر سيشل في المحيط الهندي، وشارك فيه مؤسس شركة التعهدات الأمنية (بلاكووتر) إريك برينس، شقيق وزيرة التعليم بيتسي ديفوس مع ابن زايد، والتقى برينس مع رجل الأعمال الروسي كريل ديمتريف المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين. 

وبحسب التقرير، فإن مولر يحقق فيما إن كان لنادر دور في الدفع بأموال لمساعدة ترامب في حملته السياسية، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" بداية هذا الشهر، إلا أن مصدرا مقربا من ابن زايد، قال إن نادر هرب إلى الإمارات العربية المتحدة، بعدما ضغط ولي أبو ظبي، واستخدم علاقاته مع المسؤولين الأمريكيين لتأمين خروجه. 

وتنقل الصحيفة عن المصدر، قوله: "غادر جورج نادر الولايات المتحدة، أين هو الآن؟ لقد هرب"، وأضاف: "تستطيع الهرب، لكن لا تستطيع الاختفاء، فهناك أمر قضائي وملفه الآن في يد مولر". 

 

ويورد التقرير نقلا عن مصدر ثان مقرب من العائلة الإماراتية الحاكمة، قوله إن ابن زايد كان راغبا بمعرفة طبيعة الأسئلة التي سألها مولر لمستشاره، وأضاف: "عاد جورج إلى الإمارات العربية المتحدة، مع أنني كنت أعتقد أنه كان خائفا جدا من العودة هناك.. حقيقة أنه عاد إلى هناك تعني أنه ليس خائفا، إلا أن محمد بن زايد يريد مقابلته، ومعرفة ما كشفه للمحقق الخاص". 

 

وتنوه الصحيفة إلى أن نادر أدى، على ما يعتقد، دورا في ترتيب لقاء سيشل العام الماضي، وقبل أيام من حفل تسلم ترامب الرئاسة، وشارك فيه مدير شركة مرتزقة سيئة السمعة، ومصرفي روسي على علاقة مع بوتين، بالإضافة إلى مسؤولين بارزين من الإمارات، لافتة إلى أن برينس زعم أن لقاء سيشل عقد لمناقشة مكافحة الإرهاب مع الإماراتيين، رغم أن المتعهد الأمني برينس يعيش في أبو ظبي قرب ابن زايد ووزرائه ومستشاريه.

ويبين التقرير أن برينس أخبر الكونغرس أنه التقى مع ديمتريف بالصدفة، مشيرا إلى أنه يعتقد أن نادر أخبر المحقق الخاص أن اللقاء رتبه الإماراتيون لبناء قناة اتصال بين ترامب وبوتين.

 

وتذكر الصحيفة أن محامي نادر أصدر بيانا لـ "ديلي ميل"، يقول فيه إن القصة "مفبركة وكاذبة وغير صحيحة"، إلا أن المحامي والمتحدثة باسمه رفضا التعليق على الجانب غير الصحيح في القصة، ورفضا مناقشة خطط السفر له. 

 

ويشير التقرير إلى أن حس المؤامرة بشأن نادر برز عندما كشف هذا الشهر عن إدانته بالتحرش بالأطفال في الولايات المتحدة وأوروبا، وأصدرت محكمة تشيكية حكما عليه بالسجن عاما في 2003، بعشر حالات تحرش بقاصرين جرت في الفترة ما بين 1999- 2002، وفي واحدة من الحالات طلب نادر من طفل عمره 14 عاما ممارسة الجنس الفموي معه في غرفة في فندق هيلتون براغ، وعندما رفض الولد قام نادر باللعب بنفسه أمامه، وقدم له ألفي كورون، وهو ما يعادل 100 دولار في قيمته اليوم. 

 

وتورد الصحيفة أن مجلة "بوليتكو" كشفت عن أن محكمة فيدرالية في نورثن فيرجينا أدانت نادر بحيازة مواد جنسية، واستيراد مواد إباحية من الخارج، وتم رفض قضية ضده عام 1986 بتهمة استيراد مجلات إباحية فيها صور أطفال عراة لأسباب فنية. 

 

ويلفت التقرير إلى أن المستشار السياسي لمحاميه سانديب سايلا أشار إلى أن الكشف عن ماضي نادر كان بهدف استفزاز موكله، وقال: "لا يوجد حملة منظمة مثيرة للاشمئزاز أكثر من الذين يحاولون إسكات نادر، ولن تنجح"، وأضاف أن "نادر سيواصل الإجابة على الأسئلة التي طرحها المحقق الخاص عليه بصدق". 

 

وتستدرك الصحيفة بأنه رغم عمل نادر مستشارا لابن زايد، إلا أنه أصبح مقربا من إدارة ترامب، ووصف نفسه بأنه "صديق مقرب" من بانون، الذي عمل مديرا لاستراتيجيات البيت الأبيض، وقال موقع "إكسيوس" إن نادر زار بشكل متكرر بانون في مكتبه في البيت الأبيض. 

وتختم "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى أن إليوت برويدي، وهو أحد كبار المتبرعين لترامب، أرسل مذكرة تفصيلية لنادر، عن لقاء تم بينه وبين ترامب، ناقشا فيه زيادة التعاون العسكري مع الإمارات، وعزل وزير الخارجية ريكس تيلرسون.

التعليقات (1)
كاظم أنور دنون
الجمعة، 23-03-2018 02:08 م
ملاحظات فقط على المقال وعلى نتائجه ( إن صدقت ): 1- إن خلق عدو بديل للكيان الصهيوني وإنتاجه للشعوب العربية هو صناعة ماسونية - عربية قديمه، تصدرها حكام العرب الصهاينة منذ ما قبل نشأة الكيان الصهيوني، فهم لم يحاربوا يوما الكيان الصهيوني وحاربوا من يحاربه بكل ما أوتوا من قوة، ولكم بالمحروق حسين بن طلال العبرة عندما قتل ودفن الفلسطينين أحياء بأيلول وما ذلك إلا دفاعا عن حدود الكيان الصهيوني. 2- الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي كانتا وصمة عار بجبين العرب والمسلمين، فالجامعة العربية أسستها بريطانيا ( سياسة أجمع وأحكم) حتى لا يخرج خروف من زعماء العرب عن إجماع البقية بأي أمر يخص فلسطين والذي هو دائما وأبدا ( الأستنكار والشجب)، أما مجلس التعاون الخليجي فقد كان مثلا للعنصرية والتفريق العربي- العربي، فبالوقت الذي يجوب فيه الصهيوني الخليج دولة دولة ويستثمر ويقيم وينهب ما طاب له من المال، نجد أن مواطنين الدول العربية كلها ممنوعين من زيارة بيت الله الحرام للحج أو العمرة دون فيزا ومبالغ من المال يصعب توفرها للكثير منهم، كما أن الإقامة لا يمكن أن تكون دائمة للعربي مهما فعل ومهما دفع من مال أو إستثمار، لذى وبعد الفشل المدوي لهذه الأدوات الصهيونية لحكم العالم العربي ( الجامعة ومجلس التعاون) كان لا بد من التفكير بأدوات جديدة أكثر جدوى و أشد على المسلمين ممن سبقها.