حول العالم

كيف تسامح نفسك على أخطاء ارتكبتها في الماضي؟

كثرة التفكير في الماضي أو في المستقبل أمر خاطئ وقد تؤثر سلبا على المرء
كثرة التفكير في الماضي أو في المستقبل أمر خاطئ وقد تؤثر سلبا على المرء
نشر موقع "شاغ كزداروفيو" الروسي تقريرا تحدث فيه عن كيفية العفو عن النفس ومسامحتها على الأخطاء التي ارتكبت في الماضي.

وقال الموقع، في تقرير ترجمته "عربي21"، إنه من الضروري نسيان الماضي وتجاوزه، خاصة إذا تحول إلى عبء ثقيل يمنعك من الشعور بالسعادة وتطوير الذات. فلا يجب أن تؤثر أخطاء الماضي وأحداثه على وضعك الحالي وأفكارك وعواطفك وحالتك النفسية. وهناك بعض الأشخاص الذين لا يجدون السبيل ليغفروا لأنفسهم أخطاء الماضي، فيستمرون في لوم أنفسهم ما يمنعهم من التقدم.

وأكد الموقع أنه على الرغم من أن عبارة "لا أحد مثالي" قد تبدو تافهة أحيانا، إلا أنها صائبة، نظرا لأن كل فرد عرضة لارتكاب بعض الأخطاء في بعض الأحيان. لكن كيفية التفاعل مع هذه الأخطاء تختلف من شخص لآخر. وفي حين ينظر البعض إلى الخطأ بطريقة إيجابية ويحاولون التعلم، يفضل آخرون إلقاء اللوم على أنفسهم والبكاء والاستمرار في التفكير فيما حدث. وعلى العموم، إن الشعور بالذنب لن يساهم في حل المشكلة وإنما قد يقود إلى طريق مسدود.

وأشار الموقع إلى ضرورة فهم ما حدث جيدا ومحاولة إيجاد سبل لتجنب تكرار مثل هذه الأخطاء في المستقبل، لتفادي التبعات المترتبة عنها. وفي الحقيقة، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن بعض الأخطاء يمكن أن تفطر قلوبنا بل يمكن أن تقودنا إلى الاكتئاب أيضا، خاصة إذا لم نحسن التعامل معها. وفي هذه الحالة، يبدو التشبث بالماضي شبيها بوجود شظية في إصبعك، التي تدفعها إلى عمق الجرح بدل إخراجها، ما يسبب لك مزيدا من الألم.

وأورد الموقع أن مسامحة النفس تساعد على مواصلة الحياة بطريقة طبيعية. وعلى الرغم من أن هذا الأمر ليس سهلا، إلا أنه يستحق بذل جهد لأجله. وفور التخلص من الشعور بالذنب ومسامحة النفس، ستشعر براحة كبيرة، وستتمكن من إعادة النظر في سلوكك ولن ترتكب مثل ذلك الخطأ مجددا.

وقدم الموقع بعض النصائح، لعل أولها البحث عن الجانب الإيجابي في الخطأ. وحتى لو كان الإيمان بذلك صعبا بالنسبة لك، إلا أنه لابد من وجود فائدة ما وعبرة في كل موقف صعب أو خاطئ يمكن أن نمر به. وكلما ارتكبت خطأ، عليك التفكير في كيفية الاستفادة منه، خاصة أن الوعي بالخطأ يساهم في تجنب تكراره في المستقبل. وسيجعلك التفكير في ذلك تغفر للنفس زلاتها وهفواتها.

وأوضح الموقع، ثانيا، أنه على المرء تحديد الأمور التي من شأنها أن تجعله يغفر لنفسه الأخطاء التي اقترفها في الماضي. ويجب أن تقتنع أن مسامحة النفس تسمح لك بمغادرة سجنك غير المرئي وتخلصك من الشعور بالذنب. ومن الممكن أن تسأل نفسك ما الذي يمنعك من مسامحة نفسك، وبالتأكيد ستجد أن الخطأ والألم لا يمكن أن يحولا دون مسامحة نفسك.

إلى جانب ذلك، يجب أن تثبت لنفسك أنك قادر على التغيير وتريد أن تصبح شخصا أفضل. وبعد الندم على ما اقترفته سابقا والتفكير جيدا فيما سلف، ستجد نفسك قادرا على التصالح مع نفسك من جديد.

وأضاف الموقع، ثالثا، أنه عليك أن تحب نفسك، وألا تعاقب وتلوم نفسك على أمور حدثت ولا يمكن تغييرها. ومن المؤكد أن كل شخص يعلم جيدا كيف ينتقد نفسه، إلا أنه لا يعرف كيفية مسامحتها على أخطاء الماضي. ولا تنس أن احترام الذات مهم جدا، لأنه يساعد على مسامحة النفس، ناهيك عن أنه يمكن أن يخلص المرء من الشعور بالذنب ويجعله أكثر تصالحا مع نفسه.

وأشار الموقع، رابعا، إلى ضرورة التفكير في المستقبل، خاصة أن النظر إلى الماضي لا يسمح للإنسان بالتقدم. وحتى تكون قادرا على التخلص من أعباء الماضي، عليك أن تضع خططا وتحدد أهدافك بوضوح، إذ إن ذلك يساهم في الحد من التفكير كثيرا في الماضي.

وبيّن الموقع، خامسا، أن البدء من الصفر هي الطريقة المثلى لتجاوز أخطاء الماضي. لذلك، عليك أن تترك الماضي وآلامه ومشاكله خلفك، وتبدأ من جديد من "نقطة الصفر" وتركز انتباهك على خلق شخص جديد ليس لديه مخاوف أو مشاكل، ويتمتع بالخبرة والحكمة من تجارب الماضي.

وأكد الموقع، سادسا، أنه عليك أن تطور نفسك على الصعيد الروحي، لأن ذلك من شأنه أن يساعدك على تقبل ما حدث من أخطاء. وللوصول إلى السلام الداخلي والطمأنينة توجد العديد من الخيارات مثل التأمل، والصلاة، والعزلة الروحية أو اللجوء لمساعدة طبيب نفسي. وبإمكانك أيضا إعطاء نفسك بعض الوقت للتفكير فيما جرى بشكل إيجابي دون التركيز على الأخطاء، لإيجاد طريقة للخروج من هذا الوضع.

وفي الختام، أفاد الموقع بأن كثرة التفكير في الماضي أو في المستقبل أمر خاطئ وقد تؤثر سلبا على المرء؛ لأن ذلك لن يولد سوى مزيد من الحزن والقلق. في المقابل، يجب التركيز على الحاضر والتمتع بكل لحظة والشعور بقيمة ما نملك.
2
التعليقات (2)
Amjad
الأربعاء، 03-02-2021 10:51 ص
رح اضيف. تجربة حلصت معي. لما كنت اقرا هالد الكلام وما. انفذو كنت قول كل الي كتبو كتبو بطريقة غبية وما عم يشعرو بوجعي بس بحكو بس لما جربت بس انو اقعد احكي مع نفسي. بصراحة كان الشعور انو انا ولدت من جديد ونصيحة لكل واحد. الخوف من الشعور اقوة من الشعور بذاتو ربي يارب كون مع عبادك
هناء
السبت، 09-05-2020 11:22 ص
اعجبني هدا التحليل ولكن احيانا تجد نفسك فقدت اشياء سواء في صحتك او مبادئك متلا عامل السن لو اردت القراءة فات اوان لو اردت العمل فات اوقد يصبح المرء قاسي او فقدان التقه في الاشخاص اعرف انه اي شيء يمكن العمل عليه واصلاحة ولو لن يرجع كما كان ولكن لازم ضروف معينة متلا مطلقة مع ابن ومسوولية كيف يمكنها القراءة كيف يمكنها التقدم تجد نفسها منهكة اضن مع قدرة الاهية فقط فات اوان......