سياسة عربية

ما حقيقة التسريبات الجديدة حول ضابط الإعدامات بقوات حفتر؟‎

تويتر
تويتر

نشرت بعض الصفحات الليبية على مواقع التواصل الاجتماعي مكالمة زعمت أنها لنجلة اللواء عون الفرجاني، مدير مكتب اللواء الليبي خليفة حفتر، تناولت فيها سبب القبض على الضابط الليبي، محمود الورفلي.

وذكرت المكالمة التي لم يتسن لـ"عربي21" التأكد من صحتها أن "الفرجاني وهو رئيس هيئة السيطرة في قوات حفتر ومدير مكتبه، هو من قام باعتقال الورفلي بسبب مكالمة مسربة في وقت سابق العام الماضي، هاجمه فيها الورفلي، المعروف بضابط الإعدامات".

انتقام
وأشارت الشخصية في التسجيل المزعوم لنجلة الفرجاني خلال المكالمة إلى أن "الورفلي لن يخرج من السجن قبل أن يرضى والدها عليه"، خاصة أن "والدها غاضب جدا بسبب إحراق منزله في مدينة بنغازي وقرر الانتقام من الورفلي الذي يقف وراء الحادثة"، حسب كلامها.

 

اقرأ أيضا: عائلة الورفلي تطالب حفتر بالإفراج عنه بسبب "بطولاته"

وفي مكالمة مسربة سابقة، هاجم الورفلي مدير مكتب حفتر وتطاول عليه ووجه له سيلا من الشتائم، متهما إياه بإفساد المؤسسة العسكرية، مهددا إياه بحرق الأخضر واليابس ونشر الفوضى في بنغازي.

وعقب اعتقال الورفلي، اندلعت أعمال شغب وفوضى وغلق الطرق الرئيسية في بنغازي من قبل مؤيدين له، مطالبين حفتر بضرورة الإفراج عنه "خلال ساعات قليلة".

وجاء تسريب المكالمة الأخيرة المنسوبة لنجلة الفرجاني، بعد يومين من مطالبة "عائلة الورفلي بإطلاق سراح ابنها في أسرع وقت بعد احتجازه على خلفية مذكرة القبض الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب، وهو ما لم يرد عليه حفتر حتى الآن".

ولم يتم التأكد حتى الآن من صحة ودقة المكالمة، لكنها طرحت عدة تساؤلات حول: حالة الغضب المتوقعة بعدها من قبل مؤيدي الورفلي ضد قيادات قوات حفتر"؟ ومن وراء هذه التسريبات الآن؟

"تصفية مدبرة"
من جهته، قال الناشط والصحفي الليبي، مختار كعبار: "بعيدا عن صحة المكالمة، لكني لا أعتقد أن محمود الورفلي مسجون بل هو متحفظ عليه في مكان فيه كل سبل الراحة والحرية، وإن مؤيديه وقبيلته لن تسمح بتسليمه أو حتى سجنه".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "لكن حفتر سوف ينهي هذه المسألة التي عقدت وضعه السياسي بعملية تصفية واغتيال مدبرة للورفلي كمثل كل العمليات السابقة ويتم اتهام الجماعات الإسلامية بها".

"غير صحيح"
وأوضح الكاتب والأكاديمي الليبي، جبريل العبيدي، أن "مثل هذه التسريبات غير صحيحة، وبغض النظر عن هذا التسريب فالورفلي سلم نفسه طواعية لإدارة السجون والشرطة العسكرية امتثالا لطلب الاستدعاء من النيابة العسكرية لتحقيق معه بشأن تجاوزات الخضوع للأوامر".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21"، إلى أن "الورفلي الآن رهن التوقيف في سجون الشرطة العسكرية، وبالتالي استغلال "شوية" كلام صدر هنا وهناك من غير ذي سلطة والبناء عليه ونسج قصص أغرب من الخيال العلمي هي لا تصمد كثيرا أمام الحقيقة"، حسب تعبيره.

وتابع :"المؤسسة العسكرية مؤسسة منضبطة وتعالج أي اعوجاج أو تجاوز فور حدوثه، ولا يعنيها إعلام الفيديو تيوب والفيس والهكر، لأنها "جيش" عريق عمره تجاوز 70 عاما من التأسيس".

ضغط على "حفتر"
لكن الناشط الليبي، إبراهيم الأصيفر، رأى من جانبه؛ أن "هذه التسريبات تأتي من باب الضغط على "حفتر" وقياداته من أجل إطلاق سراح "الورفلي"، الأمر الذي يعتبر مستحيلا خاصة بعد التسجيل الذي وجه فيه الورفلي إهانات لعون الفرجاني الذراع اليمنى لحفتر".

وأوضح في تصريح لـ"عربي21"، أن "هذه التسجيلات قد تعود بالضرر على الورفلي داخل محبسه من قبل قادة (عملية) الكرامة كنوع من رد الفعل على هذه التسجيلات الاستفزازية".

"تدني أخلاقي"
المدون الليبي من بنغازي، فرج فركاش، أشار من جهته؛ إلى أن "المكالمة تبدو مفبركة، والهدف منها هو زيادة التوتر بين القوات الخاصة (الصاعقة) والتي يتبع لها الضابط الورفلي، وبين القيادة العامة (حفتر) بعد أن هدأت الأوضاع بينهما".

 

اقرأ أيضا: "صاعقة حفتر" تتخلى عن الورفلي بعد المذكرة الحمراء.. لماذا؟

واستدرك قائلا لـ"عربي21": "لكن حقيقة مثل هذه التسريبات والمكالمات ونشرها ينم عن تدني أخلاق الناشرين الذين لا يراعون حرمة الأعراض".

ولم يصدر أي تعليق من قبل مكتب حفتر أو مدير مكتبه عون الفرجاني حول هذه التسريبات، لكن هذا هو المعتاد كونهما لم يعلقا على التسريبات السابقة والتي ثبتت صحتها بعد ذلك.

وتؤكد "عربي21" أن المواد والصور والتسجيلات التي تبث على مواقع التواصل الاجتماعي لا يتسنى التثبت والتأكد من صحتها ومضمونها.

التعليقات (0)