صحافة دولية

فايننشال تايمز: ما سر الاستقبال الحافل لابن سلمان بلندن؟

فايننشال تايمز: في السعودية سلطات واسعة في يد رجل واحد- جيتي
فايننشال تايمز: في السعودية سلطات واسعة في يد رجل واحد- جيتي

خصصت صحيفة "فايننشال تايمز" افتتاحيتها للحديث عن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى لندن، وقالت إن بريطانيا من خلال استقبالها لولي العهد، الذي لم يصل بعد إلى عرش السعودية، أرادت أن تؤكد رسالة واضحة.

 

وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن رسالة بريطانيا هي أن محمد بن سلمان هو الرجل الذي يجب التعامل معه اليوم في السعودية، لافتة إلى أنه بموجب ذلك كان لقاء ولي العهد السعودي مع الملكة، وعشاؤه مع ولي العهد البريطاني، وزيارته لمقر إقامة رئيسة الوزراء تيريزا ماي الريفي. 

 

وتؤكد الصحيفة الدافع الحقيقي وراء هذا الاستقبال الحافل، وهو "التعطش الكبير للعقود التجارية خارج أوروبا، حيث تنظر حكومة تيريزا ماي للعلاقات مع المملكة من خلال عدسة الماضي، وقد وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المصيدة ذاتها، فأعلن العام الماضي صفقات بـ110 مليارات دولار، ولم  يتحقق إلا القليل منها حتى اليوم، فالأيام التي كانت فيها السعودية تنفق بسخاء على أسلحة ليست بحاجة لها مقابل الأمن قد ولت دون عودة". 

 

وتلفت الافتتاحية إلى أنه "لهذا السبب تعامل الأمير الشاب مع إصلاح الاقتصاد بحس قوي غير مسبوق من أسلافه، فلم تعد المملكة قادرة على شراء ولاء الرأي العام ورضاه من خلال المساعدات التي تبدأ من المهد إلى اللحد، فمع تزايد عدد السكان تتناقص الموارد النفطية".

 

وتقول الصحيفة إن "الانطباع العام من الحملة الإعلانية التي رافقت زيارته للندن هي أننا أمام عملية تغيير في الصورة، وفي الواقع فإن هناك جوهرا فيما يقدمه الأمير، حيث تحرك بوتيرة سريعة، وحدّ من سلطة الشرطة الدينية، وسمح للحفلات الموسيقية ولدور السينما، ورفع الحظر عن قيادة السيارات، وأعطى الشباب حياة حرموا فيها من التنوع، ولهذا حصل على دعمهم". 

 

وترى الافتتاحية أن "السؤال الأكبر هو عما إذا كان ولي العهد قادرا على توفير سبل المعيشة، وفي هذه النقطة فأمامه طريق طويل، حيث ألغى عددا من سياسات التقشف التي فرضها، ليس بسبب حوادث شغب في الشوارع، لكن لانهيار الطلب، ويعتمد القطاع الخاص على النفقات العامة، وتمثل خطة بيع 5% من أسهم شركة النفط (أرامكو) وطرحها في السوق المالية خطوة مهمة؛ ليس للمال الذي ستولده، لكن لأنها طريق نحو اقتصاد منفتح يتعرض للمحاسبة ويتميز بالشفافية". 

 

وتنوه الصحيفة إلى أن "ابن سلمان أنفق أموالا كبيرة على شركات الاستشارات، ومع ذلك لا تزال السعودية، رغم التقارير الواسعة كلها، ذات قدرات محدودة، وتظل فيها السياسة متقلبة، فمن خلال حجز عدد من رجال الأعمال في حملة مكافحة الفساد، فإن الرياض قد تكون حصلت على مليارات الدولارات، إلا أن عملية الملاحقة كانت بثمن، فأرسلت تحذيرا للمستثمرين الأجانب، وهي أن سياسات الاستثمار في المملكة تعتمد على رغبات أميرية". 

 

وتبين الافتتاحية أنه "علاوة على ذلك، فإن الثناء الذي حصل عليه ابن سلمان جراء إصلاحاته الداخليه قد تأثر بمغامراته في المنطقة، فالاحتجاج بشأن الحرب الوحشية التي تخوضها السعودية في اليمن تذهب أبعد من زعيم المعارضة البريطانية جيرمي كوربين، وتصل إلى مجلس الشيوخ الأمريكي أيضا".

 

وتذهب الصحيفة إلى أن "خطوته للحد من تأثير المؤسسة الوهابية وضعته إلى جانب الحداثيين، إلا أن قدرة السعودية على الحد من انتشار التطرف الإسلامي، وخلق اقتصاد حر، تعتمد على نجاحه في مواجهة تأثير الشيوخ، خاصة في مجال التعليم". 

 

وتفيد الافتتاحية بأنه "ليس هناك ما يشير إلى رغبة الأمير في فتح الحياة السياسية وتوسيع المشاركة فيها، وقد يكون هذا طموحا كبيرا اليوم، لكن لا يمكن تجاهله، وهو أمر يجب على حلفاء المملكة، بمن فيهم بريطانيا، طرحه والتعبير عنه، وعلى محمد بن سلمان، الرجل القوي الذي تتم صناعته، الاستماع".

 

وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالقول إنه "في ظروف الشرق الأوسط فإن السعودية بلد كبير وفشله خطير، وهناك الكثير من الأعباء على كتفي رجل واحد".

0
التعليقات (0)

خبر عاجل