صحافة دولية

إندبندنت: هل تواجه ماي ابن سلمان بخصوص حقوق الإنسان؟

إندبندنت: وعدت ماي بمواجهة السعودية بخصوص سجل حقوق الإنسان- جيتي
إندبندنت: وعدت ماي بمواجهة السعودية بخصوص سجل حقوق الإنسان- جيتي

نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لكل من المراسلة السياسية ليزي بوخان والمراسل السياسي أشلي كاوبيرن، يقولان فيه إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وعدت بمواجهة السعودية بخصوص سجل حقوق الإنسان، ودورها في الحرب اليمنية، مع وصول ولي العهد السعودي إلى لندن لإجراء محادثات رفيعة المستوى.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن محمد بن سلمان وصل إلى المملكة المتحدة اليوم الأربعاء، في زيارة مدتها ثلاثة أيام، ويشمل برنامج الزيارة غداء مع الملكة في باكنغهام بالاس، وعشاء مع أمير ويلز ودوق كامبريج، بالإضافة إلى محادثات مع وزراء كبار ومسؤولين أمنيين. 

 

ويقول الكاتبان إنه يتوقع أن تولد زيارة الأمير ابن سلمان احتجاجات كبيرة حول سجل السعودية في حقوق الإنسان، ودورها في الصراع في اليمن، حيث دعمت تحالفا من القوى ضد الحوثيين في حرب أهلية استمرت 3 سنوات تحولت إلى أزمة إنسانية. 

 

وتذكر الصحيفة أنه تم حث ماي على أن توقف بيع الأسلحة للمملكة الشرق أوسطية حتى تنهي تدخلها في اليمن، حيث تظهر البيانات الحكومية أن بريطانيا رخصت مبيعات أسلحة للسعودية بقيمة 4.6 ملايين جنيه إسترليني منذ عام 2015، بحسب حملة معارضة الاتجار بالأسلحة، مستدركة بأن الحكومة تصر على أن لديها "أحد أكثر أنظمة ضبط تصدير الأسلحة صرامة في العالم".

 

ويكشف التقرير عن أن ماي ستعبر عن "قلق بريطانيا العميق" حول الأزمة الإنسانية في اليمن خلال لقاءاتها بالأمير ابن سلمان، الذي تستضيفه على مأدبة عشاء في تشيكرز يوم غد الخميس.

 

وينقل الكاتبان عن المتحدث الرسمي باسم رئيسة الوزراء، قوله: "يمكن أن تتوقع أن يناقشوا حرب اليمن، وأن تعبر رئيسة الوزراء عن القلق العميق بسبب الوضع الإنساني، وستقر في الوقت ذاته بالخطوات التي اتخذتها السعودية مؤخرا للتعامل مع الأزمة، لكنها ستشدد على أهمية فتح الطريق أمام المساعدات والسلع التجارية، بما في ذلك فتح ميناءي الحديدة والصليف"، وأضاف: "كما أنها ستؤكد مرى أخرى مدى الجدية التي نتعامل بها مع الاتهامات بانتهاكات القانون الإنساني الدولي، والتأكد من أن هذه الاتهامات يتم التحقيق فيها بسرعة ودقة".

 

وتابع المتحدث قائلا: "ستوضح ماي أننا نحتاج لرؤية تقدم سريع على المسار السياسي، وهو في النهاية الطريق الوحيد لإنهاء الصراع والمعاناة الإنسانية في اليمن".

 

وتفيد الصحيفة بأنه ينسب إلى ولي العهد إدخال إصلاحات اقتصادية واجتماعية في السعودية، بما في ذلك إنهاء الحظر على قيادة المرأة للسيارات، مشيرة إلى أن الحكومة البريطانية حريصة على تحسين علاقاتها التجارية بالمملكة النفطية الثرية بعد البريكسيت، وقد تتم مناقشة احتمال عرض أسهم عملاق الطاقة "أرامكو" في البورصة في لندن العام القادم.

 

وينوه التقرير إلى أن حزب العمال كرر التعهد الذي ورد في برنامجه الانتخابي، بوقف بيع المزيد من الأسلحة للملكة حتى يتم إجراء "تحقيق مستقل وشامل بقيادة الأمم المتحدة في الانتهاكات المدعاة للقانون الدولي الإنساني في اليمن".

 

ويورد الكاتبان نقلا عن زعيم حزب العمال جيرمي كوربين، قوله لـ"إندبندنت": "يجب على ماي أن تستغل هذه الزيارة لتعلن أن المملكة المتحدة لن تستمر في إمداد السعودية بالأسلحة ما استمر القصف الذي تقوده السعودية في اليمن، وتوضح معارضة بريطانيا القوية لانتهاكات حقوق الإنسان الشائعة في السعودية". 

 

وتنقل الصحيفة عن أندرو سميث من حملة معارضة الاتجار بالأسلحة، قوله: "كان يجب ألا يدعى ولي العهد نهائيا لزيارة مقر الحكومة البريطانية؛ فهو يقود نظاما ذا سجل بائس في حقوق الإنسان، بالإضافة إلى أنه أشرف على تدمير اليمن.. وقامت المملكة المتحدة بدعم وتسليح هذه الحرب من اليوم الأول، ولا شك أن مبيعات الأسلحة ستكون على رأس الأجندة الأسبوع القادم. إن تيريزا ماي تقدم مصالح تجار الأسلحة على حقوق الشعب اليمني".

 

وبحسب التقرير، فإن مديرة منظمة العفو الدولية كيت ألين حثت رئيسة الوزراء أن تستغل الزيارة كونها فرصة "لإبداء شيء من الصلابة أخيرا" عندما يتعلق الأمر بالسعودية، وقالت: "لقد غض الوزراء البريطانيون الطرف مرات ومرات عن سجل حقوق الإنسان السعودي الفظيع، وبالكاد يذكرون الحملة على شخصيات المعارضة السلمية هناك، أو الانتشار المخيف للتعذيب والمحاكم غير العادلة والإعدامات البشعة.. وقبل زيارة محمد بن سلمان يجب على تيريزا ماي أن تقوم أخيرا بالتصرف الصحيح بخصوص مبيعات الأسلحة البريطانية -بتعليق تصدير الأسلحة للسعودية ما دامت هناك مخاطرة بأنها ستستخدم من التحالف الذي تقوده السعودية في قصف المدنيين، أو فرض حصار قاتل على اليمن".

 

ويورد الكاتبان نقلا عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قوله بأن المعارضة لزيارة الأمير للمملكة المتحدة مبنية على "سوء فهم" للحرب في اليمن.

 

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول الجبير متحدثا لراديو "بي بي سي 4" يوم الثلاثاء، إن الوجود السعودي في اليمن مبرر، وأن الحرب فرضت عليهم من الحوثيين.

التعليقات (0)