صحافة دولية

صحيفة إيطالية تنتقد: سوريا واليمن تنزفان أمام صمت دولي

يعاني نسبة كبيرة من أطفال اليمن من سوء التغذية بسبب الحرب- أ ف ب
يعاني نسبة كبيرة من أطفال اليمن من سوء التغذية بسبب الحرب- أ ف ب

نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية، تقريرا سلطت من خلاله الضوء على الأزمة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في كل من سوريا واليمن.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مشاهد الذعر والموت على إثر الغارات والهجمات التي شنها النظام السوري، والتي تسببت في مقتل الأبرياء من المدنيين، ستبقى محفورة في ذاكرة الإنسانية.

وذكرت الصحيفة أن صورة الفتاة التي ترتدي منامة ويسعى عمال الإغاثة إلى انتشالها من تحت الأنقاض أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، ومن المؤكد أنها ستظل راسخة في ذاكرة الكثيرين.

 

والأمر سيان بالنسبة لصورة الطفل عمران، الذي كان وجهه مغطى بالغبار والدموع وبدا مذهولا من هول ما رآه بعد إنقاذه من غارة استهدفت منزله في حلب.


والجدير بالذكر أن هذه الصور الصادمة والمؤلمة، التي توثق معاناة الشعب السوري ومصير الأطفال، قد انتشرت بشكل كبير على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.

 

اقرأ أيضا: جحيم وإبادة.. مشاهد تلخص ما يجري في الغوطة (فيديو)

وأضافت الصحيفة أن الصور التي صدمت العالم بأسره تحمل في طياتها العديد من المعاني والانتقادات، لأنها تعد دليلا يدين المجازر التي يرتكبها النظام السوري في حق شعبه. وعلى الرغم من أن هذه الصور والمشاهد المروعة قد لاقت رواجا كبيرا وتعاطفا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن المجتمع الدولي يلتزم الصمت بشأن القصف والتدمير الذي يطال سوريا، وهو ما يعد في حد ذاته تواطؤ مع المحرمين، وتشجيعا على استمرار قتل الأبرياء. 

وأوردت الصحيفة أن انتشار هذه الصور يتزامن دائما مع الانتصارات التي يحققها الأسد. فعندما استخدم الأسد الأسلحة الكيمائية، اتهمه وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، باستعمال غاز السارين المحظور دوليا ضد المدنيين في خان شيخون.

 

من جهته، نفى جيش النظام السوري تورطه في هذا الهجوم معتبرا هذه التهم ادعاءات لا أساس لها من الصحة. لكن الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مثل النار في الهشيم تؤكد عكس ذلك.

وفي الوقت الراهن، تزامن تداول منصات التواصل لصورة الفتاة التي يقع إنقاذها من تحت الركام، مع الغارات الجوية التي يشنها النظام السوري ضد المعارضة في الغوطة الشرقية، ومع الانتصار الذي قد يحققه الأسد في سوريا.

 

وإن دلت هذه الصور على شيء فهي تدل على أن الأسد مجرم متعطش للدماء يعزز حكمه على حساب الأبرياء من شعبه.

 

وفي الحقيقة، تعكس هذه الصور جانبا من المأساة التي يعيشها الشعب السوري الذي يعد المتضرر الوحيد من هذه الحرب التي دفع ثمنها غاليا.

وأكدت الصحيفة أن قادة بعض الدول طالبوا بضرورة وقف إطلاق النار في سوريا لحقن دماء السوريين. لكن السؤال المطروح هو، هل تعي الأطراف المتدخلة في النزاع؛ سواء كانت الولايات المتحدة أو إسرائيل أو فرنسا أو روسيا أو طهران، حجم الأزمة الإنسانية التي يعانيها الشعب السوري؟

 

في الواقع، يبدو أن هذه الدول لا تكترث سوى لمصالحها الخاصة في سوريا، لذلك اكتفت بالشجب والتنديد ولم تتخذ أي إجراء فعلي لردع الأسد.

وشددت الصحيفة على الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في نشر هذه الصور المروعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ما ساهم في كسب تعاطف الرأي العام الدولي.

 

فالعالم يشاهد بصمت القصف العشوائي الذي خلف العديد من الضحايا في صفوف الأبرياء، بينما يواصل النظام السوري والكرملين نفي تورطهما في المجاز التي ارتكبت، واستعمال الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.

وبينت الصحيفة أن اليمن يشهد كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث. وتعبتر المملكة العربية السعودية المسؤولة عما لحق بهذا البلد الفقير من دمار، في ظل صمت دولي عميق ومشين.

 

اقرأ أيضا: ناشطة حقوقية يمنية: الرياض استخدمت القنابل العنقودية باليمن

 

وتشير كل الأدلة إلى أن السعودية هي المتهم الأول في الحرب اليمنية انطلاقا من الصور التي توثق معاناة الأبرياء ووصولا إلى القنابل التي لا تستثني المدنيين.

وفي الختام، أكدت الصحيفة أن هذه الصور تساهم في نقل مأساة اليمن للعالم، حيث شهدت البنية التحتية دمارا كبيرا، فيما أسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف من القتلى، وتهجير الملايين من اللاجئين وتشريد الكثيرين، ناهيك عن انتشار الكوليرا والمجاعة. وفي ظل هذه الظروف المزرية، تواصل السعودية عدوانها في اليمن أمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي دون أدنى رادع.

التعليقات (0)