كتاب عربي 21

حوار نقدي في بيروت: أين الحركات الإسلامية من التحديات المعاصرة؟

قاسم قصير
1300x600
1300x600

في حوار خاص في أحد مراكز الدراسات الإسلامية في بيروت، عُقد لقاء حواري بين أحد القياديين الإسلاميين الذين ساهموا في تأسيس وإطلاق الحركة الإسلامية في لبنان؛ والعديد من الناشطين في إطار العمل الإسلامي. وجرى الحوار حول أبرز التحديات المعاصرة التي تواجهها الحركات الإسلامية بعد تجربة طويلة من العمل والنشاط، سواء في إطار المعارضة والسعي للوصول إلى السلطة أو من ضمن مؤسسات الحكم، من مجالس برلمانية وحكومات وقيادة مباشرة.

وهذا أبرز ما قدمه القيادي الإسلامي البارز من ملاحظات واقتراحات برسم الحركات الإسلامية:

كي لا نبقى في اطار الماضي، نحن اليوم نعيش حاضرا خطت فيه الحركات الإسلامية خطوات جبارة واستراتيجية. ولذا، يفترض بنا أن نقارب هذا الواقع. ونحن لا نستطيع الحديث عن كل التحديات التي تواجهها الحركات الإسلامية في عصرنا الحاضر، ولذا يمكن الإشارة إلى أبرز هذه التحديات.

فالتحديات اليوم ليست جديدة وليست في صورة الجنين كما كانت قبل عقود من الزمن. الحركات الإسلامية أصبحت اليوم في السلطة وفي الحكم، وهي تحولت طرفا فاعلا على الصعيد الإقليمي والدولي، وأصبحت تملك من النضج الذي يؤهلها لتلعب دورا فاعلا على المستوى الدولي، وهي قدمت وتقدم إنجازات مهمة في مختلف المجالات السياسية والفكرية والاجتماعية والجهادية.

 

التحديات اليوم ليست جديدة وليست في صورة الجنين كما كانت قبل عقود من الزمن. الحركات الإسلامية أصبحت اليوم في السلطة وفي الحكم، وهي تحولت طرفا فاعلا على الصعيد الإقليمي والدولي


وهناك حركات إسلامية وصلت إلى السلطة، وهي تدير المجتمع اليوم وقضايا الامة، وهناك حركات لا تزال تتدرج للإمساك بالسلطة، وهناك حركات في خضم الصراع السياسي.

واضاف القيادي الإسلامي: نحن اليوم في لبنان وإيران والعراق ومصر وتونس ودول عربية وإسلامية أخرى؛ نشعر بأننا معنيون بأن نتحمل مسؤولية تحقيق الأهداف الإسلامية في كل العالم. ونحن معنيون بكل التجارب الإسلامية، ولا يمكن القول إننا غير معنيين بأية واحدة منها.

فتجربة الثورة الإسلامية في إيران لا تخص الإيرانيين فقط، بل تشمل كل الأمة الإسلامية والمستضعفين والبشرية جمعاء، وكذلك الأمر بالنسبة للتجارب الأخرى في مصر أو تركيا أو السودان.

وهناك تحديات عامة تواجهها كل الحركات الإسلامية، سواء كانت وصلت إلى الحكم أو أنها لا تزال في قلب الصراع أو تشارك في الحكم. ومن أبرز هذه التحديات:

أولا: تحديد منهجية فهم الإسلام عقيدة وسلوكا، لأن هذا المنهج والفهم ينعكس على كل الأساليب المتبعة.

ثانيا: تحديد صيغة القيادة وحدود ولايتها، وهل هي قيادة فردية أو جماعية، وهل هي ولاية عامة أو محدودة.

ثالثا: تحديد البنية أو الهيكلية التي يجب اتباعها أو القيام بها لتحقيق المهام المطلوب القيام بها؛ وصولا للأهداف المطلوبة.

رابعا: تحديد الهدف والغاية، وهل المطلوب القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقط، أو الصراع مع أعداء الأمة، أو الدفاع عن الإسلام، أو الوصول إلى السلطة.

خامسا: تحديد العدو الاستراتيجي والعدو المباشر.

سادسا: تحديد المخاطر الاستراتيجية وسبل مواجهتها واتجاهاتها وأولوياتها.

لكن ما هي التحديات امام الحركات الإسلامية التي وصلت إلى السلطة؟

يجيب القيادي الإسلامي:

إن أبرز التحديات بعد الوصول إلى السلطة أو الحكم:

أولا: احتضان الأمة؛ لأن ما تحقق هو إنجاز كبير وتاريخي، وكان بمثابة حلم لجميع المسلمين. والسؤال: كيف لهذا الحلم أن يحافظ على استمراريته وتطوره؟ وكيف لا نخسر هذا الحلم مجددا، وأن لا نضيع الانتصار والإنجاز؟

ثانيا: عند وصولنا للحكم تحت قيادة شرعية وفي ظل العلاقة القوية بين القيادة والأمة، كيف نحافظ على الوحدة سواء وحدة الأمة أو وحدة الشعب أو وحدة الدولة الحاضنة للحركة الإسلامية. وبموازة ذلك، يجب العمل كيف تبقى الأمة داعمة للحركة الإسلامية من موقع السلطة؛ لأن التطبيق يختلف عن التنظير، فهناك حركات سياسية غير إسلامية وصلت إلى السلطة، فتخلت عن قياداتها ومشروعها الفكري والسياسي ومبادئها.

ثالثا: مواصلة الحركة الإسلامية في بناء قدراتها، والاستفادة من الامة في الدفاع عن مصالحها ووجودها وأهدافها.

رابعا: صون وحماية مركزية القيادة، وقيام القيادة بتلبية حاجات الأمة؛ لأنه إذا لم تستطع القيادة تلبية حاجات الأمة تبدأ الإشكالات وتطرح الاسئلة.

خامسا: متابعة إعداد الأمة وكودارها لتحمل المسؤوليات كافة وتطوير المؤسسات التربوية والإدارية والاجتماعية، بما يتناسب مع التغيير الحاصل، كي تواكب الأمة التجربة الجديدة.

سادسا: إعداد الكوادر القيادية المتخصصة في كافة المجالات؛ كي تتولى هذه الكوادر إدارة المؤسسات المتنوعة وفي مختلف الاختصاصات.

سابعا: الجرأة على نقد التجربة الإسلامية بما يسهم في تطويرها وتحسين الأوضاع.

ثامنا: إعداد البرامج الخاصة بعمل مختلف السلطات من أجل تلبية الحاجات الضرورية للناس، وتقديم الخطط المناسبة والواضحة للناس، والحاجة لتطوير برامج التنمية البشرية المستدامة في كافة المجالات، ومنها: مكافحة الفقر ومحو الأمية وتطوير التعليم في كافة الميادين، وإيجاد فرص العمل، وتطوير هذه البرامج بشكل دائم وتطوير القطاعات المنتجة.

تاسعا: مواكبة الإبداعات البشرية، وخصوصا على الصعد العلمية والصناعية، وتحقيق الإنجازات في كافة المجالات.

عاشرا: وضع نصب أعيننا بالوصول إلى كل أنحاء العالم، وتقديم أفضل النماذج والتجارب البشرية التي تجعلنا النموذج العالمي الحضاري والاقتصادي والفكري والاجتماعي.

حادي عشر: توسيع مدى النفوذ والقدرة على حماية النفوذ في الإقليم والمنطقة، والقدرة على مواجهة الأعداء وإفشال خططهم وتشتيت قدراتهم.

ثاني عشر: تحقيق التناغم المنهجي والمدروس بين كل الحركات الإسلامية سواء كانت داخل السلطة أو خارجها، بما يحقق الأهداف المطلوبة.

ثالث عشر: تطوير وسائل الإعلام كافة والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي وكل التقنيات المتطورة، والوصول إلى كل شعوب العالم.

وختم القيادي الإسلامي: هذه بعض التحديات التي تواجه الحركات الإسلامية، سواء وصلت إلى السلطة والحكم أو لا تزال تنشط في العمل في المجالات كافة. وهذه التحديات تتغير وتتطور وفق الظروف الخاصة لكل حركة إسلامية، وعلينا دراسة كل التجارب الإسلامية، سواء نجحت أو فشلت لمعرفة الأسباب والاستفادة منها.

التعليقات (1)
انشتاين
الأربعاء، 21-02-2018 02:37 م
لماذا لم يعقب الستاذ قصير على المحتوى الذي نقله لنا عن قرب وهو مشكور ؟