صحافة دولية

البايس: هل يشهد الشرق الأوسط تحالفا سعوديا إسرائيليا؟

يرى المراقبون أن ابن سلمان لا يرى مشكلة في التقارب مع إسرائيل - جيتي
يرى المراقبون أن ابن سلمان لا يرى مشكلة في التقارب مع إسرائيل - جيتي
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تدوينة للكاتبة روسيو فاسكيز، تحدثت فيها عن إمكانية تبلور تحالف سعودي إسرائيلي علني نتيجة تزايد المخاوف من تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة.
 
وقالت الكاتبة، في مقالها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا التحالف المحتمل تحركه نزعة التنافس الإقليمي بين السنة والشيعة، خاصة في ظل تزايد التحركات السياسية والعسكرية. وفي حركة سياسية دبلوماسية لم يسبق لها مثيل، أظهرت الحكومة السعودية بوادر تعاطف تجاه إسرائيل فيما يخص المحرقة اليهودية التي حدثت في عهد هتلر.
 
 وفي هذا الصدد، تقدم الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي والمتحدث باسم النظام السعودي، الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، برسالة إلى مديرة المتحف التذكاري للهولوكوست في الولايات المتحدة الأمريكية، سارة بلومفيلد، أكد فيها أن بلاده وحكومتها تستنكر كل المحاولات لإنكار جريمة الهولوكوست أو التقليل من شأنها.
 
وأوردت الكاتبة أن ولي العهد الشاب، محمد بن سلمان، قد خرق قواعد النظام القديم الذي أرسته عائلة آل سعود، وقد أصبح ذلك واضحا من خلال تأييده لمسألة إدراج إسرائيل في السيناريو الإقليمي العدائي الحالي.
 
وبينت الكاتبة أن سياسة التقرب من إسرائيل تعد جزءا من محاولة تصدي السعودية للتحول الدبلوماسي والعسكري الذي يهز المنطقة، حيث شهدت الحركات السياسية العسكرية الشيعية أوجها بفضل المكاسب التي حققتها وتغلغل جذورها في العراق وسوريا ولبنان. وما يزيد من مخاوف الرياض القوة الإضافية التي اكتسبها حزب الله في لبنان، فضلا عن غياب أي بوادر للانتصار ضد الحوثيين في اليمن، رغم الدعم الإماراتي للقوات السعودية.
 
وأكدت الكاتبة أن المشكلة الحقيقية بالنسبة للسعودية تكمن في صعود إيران. ويبدو أن "التلميحات" السعودية للتقرب من إسرائيل قد بدأت منذ منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر، تزامنا مع المقابلة التي عقدها موقع إيلاف السعودي مع رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلية، الجنرال غادي أيزنكوت. ولعل الدافع الأساسي للإقدام على هذه الحركة هو الخصم المشترك لكلا الجانبين، إيران الشيعية.
 
وأفادت الكاتبة بأن تغيير التحالفات يعد أمرا شائعا جدا، لكن لم يمكن متوقعا نشأة تحالف بين السعودية وإسرائيل. فمنذ إعلان إسرائيل سنة 1948، انضمت المملكة الوهابية دون تردد إلى القضية العربية بعد أن أدركت أن بريطانيا أصبحت من الماضي وأن الولايات المتحدة هي المستقبل. وفي 14 شباط/ فبراير من سنة 1945، عقد الملك عبد العزيز آل سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت اجتماعا على متن سفينة يو إس اس كوينسي كروز، التي وضعت بنجاح أسس تحالف قوي بين الطرفين.
 
وأضافت الكاتبة أن الإعلان الرسمي عن إنشاء إسرائيل بعد تقسيم فلسطين قد أدى إلى اندلاع أولى الحروب الثلاث للدولة الجديدة مع العرب. وفي الواقع، لم يشارك في هذا النزاع سوى الأردنيون والجماعات غير النظامية من المواطنين المتطوعين. ومع تطبيق إستراتيجية شرق السويس، انسحبت لندن ومنحت القيادة الإقليمية لواشنطن، وهكذا، أصبحت العلاقات الثنائية الأمريكية السعودية رسمية وعلنية.

وأوضحت الكاتبة أن هذه العلاقة لم تدخل مرحلة الاختبار، فبمجرد إعلان مقاتلين يهوديين عن ولادة دولة إسرائيل في أيار/ مايو سنة 1948، أعلنت السعودية دون تردد عن مقاطعتها لإسرائيل ودعمها للمقاومة الفلسطينية. في المقابل، يعد القرار السعودي غير المسبوق لمعالجة تطبيع العلاقات مع إسرائيل بمثابة نقلة نوعية في تاريخ العلاقات الثنائية بين الطرفين، فقد تغير السيناريو الإقليمي مع ظهور إيران الشيعية على ساحة الحرب الأهلية في سوريا.
 
وفي الختام، أبرزت الكاتبة أن التاريخ قد كرر نفسه في نهاية المطاف، لأن جذور التنافس العربي الفارسي قديمة جدا، ويغذيها الانقسام بين السنة والشيعة. فالأغلبية العظمى في إيران وشركائها الإقليميين من الشيعة، مثل حزب الله في لبنان أو حركة الحوثيين في اليمن، دون أن ننسى أن حوالي 15 بالمائة من سكان السعودية من الشيعة. 
 
التعليقات (2)
مدقق
الخميس، 15-02-2018 03:50 ص
وحتى نستطيع فهم الشراكة السعودية الإسرائيلية، علينا أن نتصحف أمثلة أخرى إلى جانب الحرب اليمنية. كثيرون يتحدثون عن حرب بالوكالة في سورية بين إيران ودولة آل سعود. هذا القول يوحي بأن السعودية كانت تُساعد الثوار ضد النظام وحليفته إيران. والحقيقة هي العكس تماما. إذ ما كان توأم الشر الخليجي السعودي الإماراتي أن يُحارب بكل قوته الربيع العربي في مصر واليمن وينصره في سورية! هذا أوَّلاً، ولنتذكر معا قول يوسف العتيبة أنَّهم في الإمارات يسعون لإقامة دولة علمانية في سورية، وكذلك علينا أن نتذكر تردد وليي العهد، ابن سلمان وابن زايد، على منتجعات بوتين في روسيا قبل بدء الحرب الروسية على أهل السنة. سرد هذه الوقائع يُحتم هذا السؤال: لماذا يُصر الإعلام الغربي على إقحام العُنوان الإيراني لِأحداث لها شرح مُختلف؟ الشراكة السعودية الإسرائيلية لها أهداف في هذا الخراب والدمار الذي يعم المنطقة العربية التي ستصبح غنيمة سهلة للصهيونية اليهودية وللصهيونية المُتأسلمة ممثلةً في السعودية والإمارات.
مُواكب
الخميس، 15-02-2018 01:17 ص
للسعودية أوجه لا تُظهرها هي، ولا تُجليها أقلام الكتاب إلاّ ما ندر. فلتنظر الكاتبة إلى الحرب اليمنية ولِتتساءل : من تُحارب السعودية؟ جوابها سيكون بدون أدنى شك: تُحارب السعودية والإمارات في اليمن الحوثيين ومن ورائهم إيران. بعد رحيل المقبور المخلوع جرت انتخابات وبدأ نظام ديمقراطي، ما كان توأم الشر الخليجي السعودي الإماراتي ليسمح به على حدوده وقتاً طويلاً. لهذا السبب اتفق الثنائي الخليجي مع الحوثيين لِيجتاحوا اليمن باستثناء جنوبه، وبهذا يضمنون إقصاء الديمقراطية تماما كما في مصر. اجتاح الحوثيون جنوب اليمن ناقضين اتفاقهم مع" أعداء اليوم " هؤلاء الأشرار الذين بعد إعادة الحوثيين إلى مواقع مقبولة، كفوا عن محاربتهم إلاّ قليلا، ويمنعون الزخيرة والأسلحة النوعية عن الجيش اليمني كلما أراد هذا الجيش حسم المعركة مع الحوثيين. إلى متى ستدوم هذه الحرب؟ على ضوء ما تقدم فإن الحرب ستنتهي عندما يعثرون على ديكتاتور كالسيسي أو بشار أسد أو ذات المخلوع المقبور لو كان حيَّاً. الآن نسأل الكاتبة: أين توجد ايران وفق هذه الرواية؟ العدو اللدود للسعودية والإمارات هم الديمقراطية والديموقراطيين، المسلمين السنة والإسلام السني وكل إنسان غير قابل للفساد.