علوم وتكنولوجيا

ليبيراسيون: فيسبوك يعتم على تعديلاته باسم الشفافية

زوكيبرغ  أوضح أن نسبة ظهور المعلومات ضمن آخر الأخبار ستنخفض من 5 بالمئة إلى 4 بالمئة -أ ف ب
زوكيبرغ أوضح أن نسبة ظهور المعلومات ضمن آخر الأخبار ستنخفض من 5 بالمئة إلى 4 بالمئة -أ ف ب
نشرت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن رغبة مواقع التواصل الاجتماعي، في إطار سعيها لمحاربة الأخبار الزائفة، إجراء تعديلات على مستوى الخوارزميات التي تعمل وفقها، الأمر الذي أثار قلق وسائل الإعلام. من جانبه، تعهد مارك زوكربيرغ بالحد من المنشورات الخاصة بالشركات ووسائل الإعلام.

وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الثورة انطلقت في 11 من شهر كانون الثاني/ يناير، عندما كشف الملياردير الشاب، مارك زوكربيرغ، أن مستعملي موقع فيسبوك سيطلعون قريبا على "المزيد من منشورات أصدقائهم وعائلاتهم والمجموعات التي ينتمون إليها. في المقابل، سيعترضهم عدد أقل من المنشورات المتعلقة بالعلامات التجارية والأخبار". الأمر الذي أثار تساؤل وحيرة عالم المعلومات والإعلان، الذي بات يعتبر فيسبوك أداة أساسية للعمل والتواصل.

وأضافت الصحيفة أن زوكربيرغ أوضح، في 19 من شهر كانون الثاني/ يناير، أن نسبة ظهور المعلومات ضمن آخر الأخبار ستنخفض من 5 بالمئة إلى 4 بالمئة. كما أضاف زوكربيرغ أن وسائل الإعلام التي تعتبر "الأكثر موثوقية" سيتم تمييزها عن غيرها، مبررا ذلك بوجود "الكثير من الإثارة والتضليل والاستقطاب في العالم اليوم".

وأفادت الصحيفة بأنه للحكم على موثوقية بعض وسائل الإعلام، سيتم إجراء استطلاع أعده فيسبوك سيشمل مجموعة من المستخدمين. ويشمل هذا الاستطلاع سؤالين: "هل تعرف المواقع التالية؟" "وإلى أي مدى تثق في هذه المواقع؟". في الأثناء، كشف مؤسس موقع التواصل الاجتماعي، في 29 من شهر كانون الثاني/ يناير، أن وسائل الإعلام المحلية ستحظى بفرص أكثر للظهور ضمن صفحة آخر الأخبار.

وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوات أثارت العديد من التساؤلات من قبل وسائل الإعلام حول من سيكون محظوظا "للظهور" بشكل نشط ضمن الموقع. في هذا الصدد، أفاد، المدير الرقمي لأحد الشركاء الفرنسيين الرئيسيين لفيسبوك، الذي أصر على عدم الكشف عن هويته، بأن "الأمر لم يتضح بعد، ولا نملك أي معطيات فعلية أو تفاصيل في هذا الشأن".

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الفرنسية تعد من جانبها قانونا لمكافحة الأخبار الزائفة، إلا أنها لم تحرز تقدما كبيرا في هذا الموضوع. في الأثناء، صرح وزير فرنسي على اتصال دائم مع إدارة فيسبوك، قائلا: "طلبنا منهم أن يقدموا لنا بعض التفاصيل عن التغييرات التي يهمون بإجرائها، لكننا لم نحصل على أي إجابة، الأمر الذي قد يثير غضبنا".

وأوردت الصحيفة أن زوكربيرغ يهدف من خلال القيام بهذه التغييرات، إلى الرد على الانتقادات التي وجهت له منذ انتخاب دونالد ترامب، خاصة أن فيسبوك أصبح مصدرا للأخبار الوهمية، والمواضيع العقيمة المثيرة للجدل، فضلا عن مقاطع الفيديو الصادمة. وفي معظم الحالات، تؤثر هذه الجوانب بشكل سلبي على العديد من المستخدمين. 

وأقرت الصحيفة أن منصة فيسبوك، وبعد محاولات حثية لتصحيح مسار الأمور في سنة 2017، قررت في أوائل سنة 2018، اتخاذ منعرج جذري، والعودة إلى مضمونها الأصلي. ويعتمد جوهر هذه المنصة على المشاركة، وإبداء الإعجاب، ووضع تعليقات على مناشير الأصدقاء، أو كما أفاد زوكربيرغ: "تشجيع التفاعلات الاجتماعية بدلا من مجرد الاستهلاك السلبي".

ولعل أكثر ما يخشاه مؤسس فيسبوك يتمثل في أن يكون موقعه مصدرا للقلق، وهو ما سيتسبب في إلحاق ضرر جسيم بأعماله. وفي هذا الإطار، صرح زوكربيرغ: "تتمثل مسؤوليتنا في التأكد من أن خدماتنا ليست ممتعة فقط، ولكنها أيضا تولد مشاعر إيجابية في صفوف المستخدمين".

ومن المثير للدهشة أن كبار المسؤولين في المواقع الإخبارية لم يتوقفوا عن البحث في منشورات زوكربيرغ، وقراءة ما ورد في المقابلة التي أجراها رئيس قسم أخبار فيسبوك، آدم موسيري، مع المجلة الأمريكية "وايرد". وقد جاء في تصريحات موسيري: "نريد أن تكون صفحة آخر الأخبار أشبه بمساحة؛ حتى يتحاور الأشخاص ويتصلون ببعضهم البعض. سنركز على هذا الجانب أكثر من اهتمامنا بالوقت الذي يقضيه الأفراد على فيسبوك، وكمية المحتوى الذي يشاركونه". وأعلن موسيري، خلال حواره، عن تقليص المساحة المخصصة للفيديو، والتركيز على عدد وطول التعليقات المرفقة بالمحتوى، بدلا من عدد الإعجابات والتفاعلات والمشاركة.

وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن وسيلتي إعلام فرنسية، وهما "لوموند" "وليزيكو"، قامتا بنشر مقالات، تدعو من خلالها قراءها إلى التعليق على مضمونها، وهو ما يمثل التوجه الجديد السائد في القطاع. كما أفادت مديرة العلاقات مع وسائل الإعلام، كامبل براون، في رسالة إلى بعض الشركاء الأمريكيين، بأن فيسبوك "سيركز على المنشورات التي يريد المستخدمون التفاعل معها بصحبة أصدقائهم، وسيفسح المجال أمام المزيد من هذه المنشورات".
التعليقات (0)