صحافة دولية

بين انتخاب السيسي أو مرشح مؤيد له: هل سيصوت المصريون؟

 النظام المصري يسعى لتحسين صورته دوليا من خلال إقحام بعض الوجوه السياسية التابعة له - جيتي
النظام المصري يسعى لتحسين صورته دوليا من خلال إقحام بعض الوجوه السياسية التابعة له - جيتي
نشرت صحيفة "سلايت" الناطقة باللغة الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن مواجهة رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي لأحد مؤيديه في الانتخابات الرئاسية القادمة، في ظل الغياب التام لمظاهر المعارضة الحقيقية. ويبقى الخيار بيد الشعب المصري إما أن يصوت أو ينضم لدعوات المقاطعة.
 
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن النظام المصري يسعى لتحسين صورته دوليا من خلال إقحام بعض الوجوه السياسية التابعة له، والتي يحركها كالدمى، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد أن قضى عبد الفتاح السيسي على أي مرشح معارض له حتى لو كان من صلب المؤسسة العسكرية.
 
وذكرت الصحيفة أنه، منذ شهر كانون الأول/ ديسمبر، عمل النظام الانقلابي على استبعاد مرشحَين محتملين من سباق الرئاسة، وهما العقيد بالقوات المسلحة، أحمد قنصوة، الذي خضع للاستجواب بعد أيام قليلة من إعلان ترشحه، ورئيس الوزراء السابق أحمد شفيق الذي رمى المنديل في اليوم الموالي من عودته الإجبارية إلى مصر. ثم تلاه في كانون الثاني/ يناير، استبعاد محمد أنور السادات، ابن شقيق الرئيس المصري الأسبق.
 
واعتبرت الصحيفة أن اعتقال الجنرال المتقاعد سامي عنان، بتاريخ 23 كانون الثاني/ يناير، قبل أيام معدودة من انتهاء مهلة تقديم الترشحات، قد وضع النظام في حالة حرجة. وما زاد الطين بلة، تخلي المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان، خالد علي، عن رغبته في خوض سباق الرئاسة أمام السيسي، تاركا الماريشال يخوض الانتخابات وحيدا دون منافسة تذكر.
 
ولكن، لم تعجز بيادق النظام في العثور على مرشح يحرك بالخيوط كدمى العرائس. فبعد أن رفض حزب الوفد ارتداء هذه العباءة، تقلد موسى مصطفى موسى، القيادي في حزب الغد، مهمة تلميع صورة عبد الفتاح السيسي أمام المصريين والمجتمع الدولي.
 
ونقلت الصحيفة عن الصحفي والمحلل السياسي، هشام قاسم، أن "الشعب المصري يسخر من هذه الانتخابات، ولم يأخذها على محمل الجد". وما يثير السخرية أن المرشح موسى مصطفى موسى، ما زال يحافظ في صفحته على "فيسبوك"، على صور تؤكد تأييده للرئيس عبد الفتاح السيسي حتى بعد إعلانه الترشح.
 
كما أورد هشام قاسم أنه لا يرى داعيا يحث المصريين على الوقوف في طوابير من أجل التصويت لمرشح وحيد، "فعندما صوت له المصريون سنة 2014، كان ذلك يمثل نوعا ما عقدا اجتماعيا. نعم لقد أردنا السير إلى الأمام ورغبنا في جعل السيسي رئيسا لنا. ولكن بعد أربع سنوات لم يترك لنا الخيار، لقد خرق العقد الذي كان بيننا سابقا".
 
وأفادت الصحيفة بأن الانتخابات في مصر لم يعد لها معنى، وقد شرحت باحثة مصرية المختصة في الشأن السياسي، خيرت عدم الكشف عن هويتها، هذا الاعتقاد قائلة: "بعد الانقلاب العسكري سنة 2013، تغير معنى التصويت. لم نعد نذهب لصناديق الاقتراع من أجل اختيار برنامج سياسي، بل أصبحنا نذهب لإبراز الامتثال من عدمه، وأصبح الأمر أشبه بالاستفتاء. لم يعد التصويت يحمل معنى الاختيار السياسي كما عرفناه في الفترة الوجيزة التي أعقبت الثورة".
 
كما بينت الباحثة المصرية أن "عملية استبعاد المرشحين المحتملين تؤكد أن الانتخابات القادمة انتخابات تكريسية. تكرس الموت السياسي، وموت الفضاء العام، وموت المناظرات. كما تكرس أيضا قلة الكفاءة السياسية للمسؤولين الجدد".
 
وأوردت الصحيفة تصريحا أفادت به ناجية بونعيم، مديرة برنامج الحملات بمكتب منظمة العفو الدولية بشمال أفريقيا، عقب إيقاف سامي عنان، قالت فيه إنه "من الواضح أن السلطات المصرية قد قررت بشكل سري إيقاف كل من تسول له نفسه الوقوف في طريق الرئيس عبد الفتاح السيسي"، ووصفت الحادثة بأنها "انتهاك جديد لحق الشعب المصري في حرية التعبير والمشاركة السياسية".
 
وأكدت الصحيفة انسحاب عدد من المصريين من المشاركة في تصويت يبدو أنهم لا يسيطرون عليه. فقد أقر شاب من شباب القاهرة، قرر عدم التصويت، بأن "الجميع يعرف بأنه تم التلاعب بالانتخابات، ولكن المصريين لا يرغبون في ثورة ثانية". ففي هذه الانتخابات التي تم التلاعب بها مسبقا، يمثل الامتناع عن التصويت التهديد الأخير للرئيس السيسي في وجه شعب منهك بسبب سياسة التقشف الشرسة وفشل الإستراتيجية الأمنية.
 
وذكرت الصحيفة أن المصريين الطاعنين في السن هم أبرز المؤيدين للنظام الانقلابي. وفي هذا السياق، قال شيخ يبلغ من العمر 70 عاما، الذي صوت للماريشال السيسي سنة 2014، إنه سيعيد التصويت له في آذار/ مارس، قائلا: "إنه ابن المؤسسة العسكرية، ومن دونه لحكم الإخوان المسلمون البلاد".
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الفوضى الليبية والسورية واليمنية، والاضطرابات التي أعقبت الثورة المصرية، والوضع الاقتصادي الصعب، تمثل دافعا هاما لجزء كبير من المصريين للقبول بالأمر الواقع، ودعم عبد الفتاح السيسي.
 
 وفي ظل الممارسات القمعية واستبعاد أي مرشح يرغب في خوض الانتخابات، حثت الأحزاب المعارضة على رفع دعوات لمقاطعة الانتخابات. في هذا الصدد، أطلق تحالف "الحركة المدنية الديمقراطية"، الذي أنشأ في كانون الأول/ ديسمبر، حملة "خليك بالبيت". كما وصفت الأحزاب المعارضة الانتخابات "بالمهزلة"، وغياب "المنافسة النزيهة"، وأنها تجرى في ظل "مناخ من الخوف".
 
ورأت الصحيفة أن النظام قد خشي من أن يكون لهذه الدعوات آذان صاغية، لذلك سارع السيسي بإصدار تحذيرات قوية في وجه الموقعين على هذه الدعوات، مظهرا بأنه لن يتسامح مع أي تشكيك في شرعية التصويت.
 
وفي الختام، نقلت الصحيفة عن حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمتحدث باسم المرشح المستبعد سامي عنان، الذي وقع الدعوة الأولى للمقاطعة، أن "التغيير عبر الانتخابات أصبح مستحيلا، والتغيير عبر الثورة ليس واقعيا الآن". وقد اعتبر حسني أن هذه المواجهة هي الأولى في حقبة جديدة في وجه الدكتاتورية.
 
 
التعليقات (2)
رأي
الإثنين، 05-02-2018 12:25 ص
أوربا الشرقية بعد سقوط السوفييت إستطاعت أن تحكم وتسمح بالإختلاف،هم بشر،فما هي العوامل وما هو الشيء الذي يملكونه ماديا،الثورة بمصر،هل ممكن تغيير أو ثورة وإمكانيات البلد والثوار هي مبادئ فقط،الوعي بمستقبل أفضل إذا تغير مفهوم عمل إدارة البلد من يقبل بدفع نفسه لتحقيق هذا الهدف،الإحزاب المصرية عن أي قطاع إقتصادي تمثله،التكافل،إشتراكية عمال،شركات رأسماليين،مصانع تغذية أم المعادن الثقيلة،التغيير إما من داخل دائرة السيسي وإما مجهول ثورة،ولكنه حتما لن يكون تغيير نتيجة توافق لصراع قطاعات إقتصادية لأنه لا توجد قطاعات إقتصادية.
Dr/Mohamed
الأحد، 04-02-2018 11:08 م
جيش مصر لا يستطيع تأمين ماتش كوره بالله عليكم كيف يحمى هذا الجيش العاجز وطن السيسي يدفع من موارد مصر للروس من اجل ضرب القوات التركيه فى سوري