صحافة دولية

خبراء روس يتحدثون عن تدخل واشنطن بانتخابات الرئاسة الروسية

خبراء وسياسيون روس ناقشوا تقريرا لوازرة المالية الأمريكية تضمن عقوبات على مقربين من بوتين- جيتي
خبراء وسياسيون روس ناقشوا تقريرا لوازرة المالية الأمريكية تضمن عقوبات على مقربين من بوتين- جيتي

نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا استعرضت من خلاله آراء بعض الخبراء والسياسيين الروس حول ما سمته الصحيفة "محاولة واشنطن التدخل في الانتخابات الرئاسية الروسية" المقبلة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه من الممكن اعتبار "تقرير الكرملين" محاولة من الولايات المتحدة التأثير في نتائج الانتخابات الرئاسية الروسية. وقد ضمت القائمة التي أعدتها وزارة الخزانة الأمريكية 210 شخصيات روسية رفيعة المستوى، من بينهم المرشح الرئاسي بوريس تيتوف.

ومن خلال تقديم مختلف آراء السياسيين والخبراء، حاولت الصحيفة كشف ما تسعى إليه واشنطن من خلال هذه الخطوة. فقد أدى "تقرير الكرملين" إلى استياء النخبة السياسية في روسيا، حيث أجمع العديد من المسؤولين الروس على أن ذلك ينم عن محاولة تدخل في الشؤون الداخلية الروسية.
 
ومن جانبها، أكدت رئيسة المجلس الاتحادي الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، أنه "لا يمكن اعتبار هذه القائمة التي تضم شخصيات هامة في البلاد، بمن فيهم رئيس الوزراء، غير تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة".

وأوردت الصحيفة تعليقا لماتفيينكو على "تقرير الكرملين": "يا سادة، ليس لكم الحق في اتخاذ أي قرارات فيما يتعلق بقيادة البلاد، شعبنا سيتخذ هذا القرار". كما وعد السياسيون الروس واشنطن برد فعل صارم ردا على نشر هذا التقرير.

وأضافت الصحيفة أنه، وفقا لرئيسة المجلس الاتحادي الروسي (الدوما)، "تدفع النخبة الأمريكية الحالية المواجهة الأمريكية الروسية إلى مستوى جديد. والمثير للاهتمام أن قائمة "تقرير الكرملين"، التي شملت قادة روس، لا تقوض فقط إمكانية مواصلة الحوار الروسي الأمريكي، وإنما من المتوقع أن تقود العلاقات الروسية الأمريكية إلى حافة القطيعة".

ونقلت الصحيفة عن النائب الأول لرئيس لجنة السياسة الاقتصادية والصناعة في مجلس الدوما، فلاديمير غوتينيف، "لا ينبغي لروسيا التورط وخلق مشكلة". وأضاف موضحا أن ترامب سياسي مرن، ومن الممكن أن يحاول في المستقبل تغيير سياسته فيما يتعلق باحتواء روسيا، ثم سينتقل لمحاولة احتواء الصين.
 
ووفقا لإيرينا ياروفايا نائبة رئيس مجلس الدوما فإن ما تسميه الولايات المتحدة تقرير الكرملين يكشف تماما هدف الولايات المتحدة للتدخل في الحملة الانتخابية الروسية".

ومن جهته، يشارك الخبير السياسي ونائب مدير مركز العلاقات السياسية، أوليغ إيغناتوف الرأي مع السياسية الروسية، إذ اعتبر أن الولايات المتحدة "فعلا ترغب في التدخل في الانتخابات الرئاسية وهدفها سياسي بالأساس".

وأوردت الصحيفة تصريحا لرئيس مؤسسة تنمية المجتمع المدني، كونستانتين كوستين، أكد فيه أن "التقرير يرتبط ارتباطا مباشرا بالانتخابات القادمة"، إذ أن "خطوة واشنطن غير ودية، وهذه القائمة الغريبة تعد من بين الضغوط الخارجية التي باتت واضحة".

وأوضحت الصحيفة أن بعض الخبراء ينفون فرضية أن يكون "تقرير الكرملين" محاولة للتدخل في العملية الانتخابية، حيث يؤكد مدير مجلس الشؤون الدولية، إيفان تيموفيف، أن هذا التقرير "كان من المخطط أن ينشر منذ وقت طويل، ما يعني أنه لا يمكن اعتباره تدخلا في الانتخابات".

وفي لقاء صحفي في 29 كانون الثاني/ يناير، أكد المتحدث باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، "تعلمون أن هذا التقرير لا يعد موجة عقوبات جديدة"، علما وأن بيسكوف كان من بين الأسماء التي ذكرت في التقرير، إلا أنه أكد أنه لا يبالي بذلك.

ونقلت الصحيفة، عن الخبير السياسي ديمتري بادوفسكي، أن هذه القائمة طويلة، وقد يكون جزء منها لم يكشف بعد. كما ذكر الخبير أن نشر هذا التقرير هو جزء من إجراءات قانون العقوبات الذي سيناقش لاحقا في الكونغرس والذي يحظى بأهمية كبيرة.

وذكرت الصحيفة أن المحلل السياسي أوليغ إيغناتوف يعتبر "تقرير الكرملين" محاولة لتغيير طبيعة الضغوط الأمريكية المسلطة على روسيا. ففي الحقيقة، "لم تتغير السياسة الخارجية الروسية حتى خلال فترة العقوبات. وبناء على ذلك، من الواضح أن واشنطن ترسل إشارة جديدة لروسيا وتهدد بفرض العقوبات".

وعلى الرغم من أن نشر قائمة من هذا النوع هو إجراء جديد في تاريخ العلاقات الروسية الأمريكية، إلا أنه في وقت سابق خضع عدد من النخبة السياسية الروسية لعقوبات أمريكية. وكانت أول مرة تفرض فيها عقوبات أمريكية على شخصيات سياسية روسية، في 17 آذار/ مارس سنة 2014، بعد الاستفتاء المتعلق بشبه جزيرة القرم الذي انتهى بضمها إلى الأراضي الروسية.

وذكرت الصحيفة أنه من بين المتهمين، رئيس المجلس الاتحادي الروسي فالنتينا ماتفيينكو، ونائب رئيس الوزراء ديمتري روغوزين، ومساعد الرئيس فلاديسلاف سوركوف، والمستشار الرئاسي سيرغي غلازييف. كما انضم للقائمة السوداء الأمريكية نواب من مجلس الدوما، على غرار إيلينا ميزولينا، ليونيد سلوتسكي، فضلا عن مدير اللجنة الدستورية لمجلس الاتحاد الروسي أندريه كليشاس.

وأوضحت الصحيفة أنه منذ سنة 2014، وسعت واشنطن قائمة العقوبات 17 مرة. ومن الواضح أن العقوبات الشخصية هي المعمول بها ضد 160 شخصا، 47 منهم من السياسيين الروس والموظفين لدى الدولة، بمن فيهم ممثلو السلطة في القرم.

التعليقات (0)