ملفات وتقارير

هل يدفع أقباط مصر ضريبة دعم الكنيسة للسيسي؟

تواضروس:  السيسي رجل كل العصور وقدم الوعد وأوفى به
تواضروس: السيسي رجل كل العصور وقدم الوعد وأوفى به
عبارات متشابهة رددها تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في لقاءات متعددة جمعته بالمسيحيين المصريين في الداخل والخارج، أكد فيها دعمه ومباركته لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي وصفه بأنه رجل كل العصور، وأنه قدم الوعد وأوفى به.

وفي وصف آخر قال تواضروس عن السيسي "دائما اللي بيشتغل مبيتكلمش والرئيس بيشتغل.. والإنجازات عظيمة للغاية في السنوات الأخيرة، وأن المنظومة كلها أكثر من رائعة وأن الرئيس مثل "المايسترو"، الذي يقود فرقة كبيرة تقوم بعمل ضخم يؤدي إلى نتائج ملموسة".

وطبقا لمصادر كنسية، فإن البابا وجه المسيحيين إلى الحشد في الانتخابات الرئاسية المقبلة لانتخاب رئيس الانقلاب، باعتباره أمرا كنسيا ملزما لهم، كما أمر الكنائس والأديرة بالصلاة من أجل انتخاب السيسي مرة أخرى، وهو ما بدأته بالفعل الكنائس بتنظيم ندوات للتعريف بما قدمه السيسي للمسيحيين، وأن عهده هو الأفضل بالنسبة لهم، كما كانت الترجمة الفعلية لتوجيهات البابا أغنية "عشان نبنيها" التي أهداها مجموعة من المغنين والمؤلفين والملحنين والمصورين والمخرجين المسيحيين، وأطلقوا بها الحملة الانتخابية للسيسي قبل ستة أشهر وتم إذاعتها فى كل القنوات المصرية.

ولعل هذا الدعم غير المسبوق من رأس الكنيسة للسيسي، دفع عددا من السياسيين والمتابعين بل والمسيحيين إلى نصيحة "البابا" بعدم جر الأقباط لخلاف سياسي، ومنها النصيحة التي وجهها السفير معصوم مرزوق رئيس التيار الشعبي عبر صفحته الشخصية على "الفيسبوك"، والتي قال فيها لتواضروس: "لا زلت أرجو أن يتفادى قداسة البابا توريط شعب مصر في انحيازات سياسية.. السيسي رئيس مصر وليس بابا الأقباط .. وعندما يذهب لن يبقى للأقباط إلا إخوانهم المسلمون.. ما تفعله الكنيسة خطر له عواقب وخيمة في المستقبل، وعليها أن تتحلى بالحياد المطلق وتدع ما لقيصر لقيصر دون أن تتطوع بالانحياز لأي قيصر"، واختتم نصيحته قائلا: "أرجوكم لا تعمقوا الاحتقان والانقسام".

"بابا النظام"

ويقسم رامي عزيز الباحث المصري بجامعة روما العلاقة بين الأقباط والسيسي لقسمين، الأول العلاقة بينه وبين البابا وقيادات الكنيسة، والثانية بينه وبين عموم الأقباط، مشيرا في دراسة مطولة نشرها معهد واشطن لدراسات الشرق الأدنى، إلى أنه في الوقت الذي يشعر فيه الأقباط بخيبة أمل كبيرة تجاه السيسي بعد التفجيرات المستمرة التى طالت كنائسهم، رغم الدعم اللامحدود الذي قدموه له منذ انقلاب تموز/ يوليو 2013، إلا أن البابا له موقف مختلف بتأييد السيسي بشكل غير مسبوق، وهو ما دفع الأقباط لتسميته بـ"بابا النظام"، حيث أصبح محل انتقاد المسيحيين لتورطه في بعض الإجراءات التي ترهن مصير الأقباط بأمور سياسية، خاصة أن السيسي لن يتردد في استخدام القوة ضدهم إذا خالفوه، بدليل ما قام به مع حلفائه المقربين عندما شعر بأنهم مصدر تهديد حتى ولو محتمل لمصالحه، مؤكدا أن السيسي يعتبر الأقباط طعما لجماعات العنف، حتى يبرر شرعية استمراره أمام العالم كمحارب للإرهاب على غير الحقيقة الواقعة.

"تطرف وحرب"

وعلى النقيض، يرى الكاتب الصحفي صلاح بديوي مدير تحرير جريدة الشعب سابقا، أن المسيحيين يعيشون أفضل أوقاتهم كما أكد تواضروس بالفعل، حيث يحافظ السيسي على زيارتهم في كنائسهم وهو ما لم يحدث من أي رئيس حكم مصر قبل ذلك، وفي المقابل يقوم بمذابح ضد أبناء أكثر التيارات الإسلامية وعيا وثقافة وعلما بدينهم وحبا لوطنهم، وهو ما يتزامن كذلك مع الحرب الطاحنة التي تقودها أجهزة السيسي على كل معالم الدين الإسلامي ومظاهره؛ مثل النقاب والحجاب والحرب الدائرة ضد المساجد وتراث السلف والاجتهادات الفقهية وعلماء الدين، مقابل احتضان كل مظاهر الفسق والفجور والإلحاد؛ بداية من المثليين ومرورا بالملحدين ودعاة الطبل والزمر.

ووصف بديوي لـ "عربي21 " "من المنطقي أن يؤيد تواضروس السيسي فهو كان شريكه في الانقلاب على إرادة الشعب وعلى ثورة 25 كانون الأول/ يناير، وهو بذلك يستمر في دفع المسيحيين نحو الحائط، ويجرهم إلى نفق مظلم ليس في صالحهم أو صالح مصر". على حد تعبيره.
التعليقات (1)
مصري
الإثنين، 29-01-2018 07:57 ص
من الخطأ التعامل مع الكنيسة و المسيحيين المصريين وليس الأقباط ( الشعب المصري كله أقباط لأن القبطي هو المصري ) علي أنهم طرفان ، هم كل واحد إلا قليل القليل ، والمسحيين المصريين هم أول من سوف ينزل لدعم السيسي رغم كل مصائبه و فسادة الذي يراه الأعمي و ظلمه و تجبره ، فلا تخدعوا أنفسكم ! المسحيين المصريين و كنيستهم علي قلب رجل واحد و لا يخدعكم موقف عشرة أو حتي عشرين من خمسة أو سته مليون مسيحي مصري ، لقد كانوا مثل الشوكة في حلق الثورة منذ قيامها و لا يخدعنكم ما قاموا به من مظاهر خداع و خبث في ميدان التحرير فسرعان ما أنكشف في مواقف تالية كثيرة ، لا تنخدعوا لا تنخدعوا .