سياسة دولية

موقع إسرائيلي: تحديات معقدة تواجه علاقات الهند بإسرائيل

"تل أبيب" هي الشريك التجاري رقم 39 للهند - أرشيفية
"تل أبيب" هي الشريك التجاري رقم 39 للهند - أرشيفية

أكد موقع إسرائيلي، أن هناك "تحديات معقدة"، ظهرت خلال عملية توطيد العلاقات المختلفة والمتشعبة بين الهند والاحتلال الإسرائيلي.

علاقات هندية متشعبة

 

وفي تقرير موسع لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، أوضح أن "الكثير من الإمكانيات لإنشاء علاقات أوثق بين تل أبيب ودلهي؛ سواء في التجارة أو على الجبهة الاستراتيجية، ولكن الوصول إلى هناك قد يكون أكثر تعقيدا مما تقترحه زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى الهند".

وذكر الموقع، أن الترحيب الذي حظي به نتنياهو خلال زيارته للهند التي استمرت خمسة أيام، رأى البعض أنها "مثيرة للإعجاب"، لافتا إلى أن "زيارة نتنياهو (رغم حفاوة الاستقبال) ستتلاشى بسرعة، والأكثر أهمية من ذلك، هو إذا كانت العلاقة التي يسلط عليها الضوء بعناية يمكن أن تصمد أمام العديد من الضغوطات الخارجية".

ووفق الوضع الحالي، تقدر العلاقات التجارية بين الهند و"إسرائيل" بأقل من 5 مليارات دولار، ومعظم تلك التجارة في الماس والسلاح، فيما تقدر شخصيات هندية رسمية أن القرم أقل من 3 مليارات دولار، مما يجعل "تل أبيب" هي الشريك التجاري رقم 39 للهند، في حين، تبلع تجارة الهند مع إيران أكثر من 7.2 مليار دولار سنويا.

ونوه الموقع إلى أن "الهدف المعلن لزيارة نتنياهو برفقة أكثر من مئة رجل أعمال إسرائيلي إلى الهند، هو تنويع وتوسيع العلاقات التجارية وإبراز ما يعتبر علاقات دبلوماسية متنامية، وهي التي عبر عنها نتنياهو في أكثر من مناسبة، بأن "السماء هي الحد".

وفي الوقت الذي انتشر فيه التفاؤل بين الطرفين خلال الزيارة، "كانت هناك دلائل على أن البلدين لم تطلعا على كل ما يتعلق بالتجارة وأي علاقة استراتيجية أمنية"، وفق الموقع الذي قال: "وباعتبارها ثاني أكبر دولة إسلامية في العالم، ولها علاقة طويلة الأمد مع إسرائيل، وعلاقات تجارية مستمرة وقوية مع إيران، فإن علاقة المودة المفترضة بين الهند وإسرائيل؛ هي أكثر تعقيدا مما يحدث بين نتنياهو ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، كما هو ظاهر".

وأشار الموقع، إلى نية الزعيم الهندي مودي، "زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في غضون أسابيع، وقبل أسابيع من زيارة نتنياهو، أيدت الهند قرارا للأمم المتحدة يدين اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس "عاصمة لإسرائيل".

محطات تنقية المياه


وفي أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء هندي إلى إسرائيل في يوليو الماضي، لم يقم بزيارة رام الله، وذلك على نحو مشابهة لحد ما – وفق الموقع - لزيارة نتنياهو للهند وعدم الاجتماع بزعيم المعارضة راهول غاندي من حزب المعارضة اليساري.

ولفت إلى أنه في الوقت الذي "عمل حزب غاندي على عرقلة العلاقات مع إسرائيل وقاد الكتلة المناهضة لإسرائيل في الأمم المتحدة، إلا أنه حافظ على علاقات إيجابية في معظمها مع إسرائيل في الحكومة التي يقودها مانموهن سينغ قبل صعود مودي إلى السلطة عام 2014، ما أدى إلى تقصير غريب أكثر وأكثر".

وأكد "تايمز أوف إسرائيل"، أن عدم لقاء نتنياهو بغاندي، "أثار تساؤلات حول مدى استمرار العلاقات الإيجابية بين إسرائيل والهند بقيادة مودي، عقب سقوطه في نهاية المطاف من السلطة"، وهو ما عبر عنه أستاذ جامعي في "جوهرلال نهرو"، حينما قال: "إن حصر مسار رحلة نتنياهو فقط للولايات التي يحكمها الحزب الوطني الهندوسي، هي خطوة قصيرة النظر".


كما أن العلاقات الاستراتيجية "يمكن أن تعوقها الرغبة في اتخاذ موقف ضد أعداء بعضهم البعض، وعلى الرغم من دفع إسرائيل لعزل إيران عن برنامجها النووي، فإن طهران ودلهي تحافظان على شراكة تجارية وثيقة، خاصة في مجال النفط، وهي علاقة لا يحتمل أن تتخلى دلهي دون حافز أكثر من عدد قليل من محطات تنقية المياه (مشاريع إسرائيلية)".


ومن ناحية أخرى، أشار مسؤولون إسرائيليون، "أنهم ليس لديهم مصلحة في محاولة الانضمام الى الهند بالضغط ضد باكستان والصين"، وحول التوازن بين العلاقات مع الهند والعلاقات مع الصين، علق مسؤول إسرائيلي بقوله: "هذه اللعبة ليست مجموعا صفريا".

كما أن مسؤولا هنديا، لفت إلى أن "هذه العلاقة يمكن أن تتأثر اذا انتقلت علاقات إسرائيل بالصين من الاقتصاد إلى الاستراتيجية، حيث ترى الهند الصين عدوا رئيسيا"، في حين أكد ارون سينغ، وهو سفير هندي سابق لدى "إسرائيل"، أن "استعداد تل أبيب لبقاء الباب مفتوحا لإقامة علاقات مع باكستان وتحسين العلاقات مع الصين، يمكن أن يضر بالعلاقات بين الهند وإسرائيل".

وفي حديثه للصحفيين خلال الزيارة، أوضح نتنياهو، أنه "يفهم الحساسيات المحيطة ببناء العلاقات مع دلهي"، مضيفا: "إن تحسين العلاقات ليس مقصودا أن يكون ضد أي دولة بعينها".

وفي الغالب، "تتشابك التجارة والسياسة، كما ظهر من الرغبة في تدشين خط جوي مباشر بين دلهي وتل أبيب في سماء المملكة العربية السعودية، والتي أصبحت موضوعا رئيسيا للزيارة".

نجوم تقاطع نتنياهو


ونوه الموقع الإسرائيلي، إلى  أن "السياسية سقطت خلال محاولة إسرائيل تعزيز السياحة عبر جذب أفلام بوليوود، فقد ذكرت تقارير أن ثلاثة من كبار نجوم بوليوود المسلمين، أمير خان، سلمان خان، وشاه روخ خان المعروفين باسم "خانات بوليوود" قاطعوا حفلا أقيم في مومباي (خلال الزيارة) احتجاجا على نتنياهو".

وتابع: "الكلمات الحلوة، التي نطق بها مودي ونتنياهو حول العلاقة الهندية الإسرائيلية العظيمة، هي أحيانا أكثر تعقيدا مما تظهر عليه"، منوها ان "رجال أعمال هنود تحدثوا في العديد من اللقاءات التي استضافها نتنياهو، عن قوة العلاقة الاقتصادية، وحين الضغط عليهم، اعترفوا بأن إسرائيل لم تكن سوى وميض على خريطة العلاقات التجارية المحتملة".

وبعد كل هذه الأحاديث، "عن العلاقات التجارية بين الهند وإسرائيل، لم يذكر اسم "إسرائيل" سوى مرة واحدة في قسم الاقتصاد المكون من 12 صفحة في صحيفة "هيندوستان تايمز" يوم الجمعة 19 من الشهر الجاري، وهو اليوم الذي غادر فيه نتنياهو".

وأكد الموقع الإسرائيلي، أن "محادثات التجارة الحرة لا تزال محتضرة، على جميع أشكالها، رغم إعادة إحياء صفقة لشراء الهند صواريخ سبايك المضادة للدبابات من شركة رافائيل الإسرائيلية، بأقل من السعر الأصلي وهو 500 مليون دولار".

وتباع: "في الحقيقة هذا لا يفعل شيئا لتنويع العلاقة التجارية أو نموّها، لأن إسرائيل اعتقدت أن الصفقة كانت مضمونة حتى فترة متأخرة"، مضيفا: "ومع ذلك، فإن العلاقات تتزايد بشكل لا لبس فيه".

و "من المستحيل المبالغة في مدى ترحيب الهنود بنتنياهو، مع الروتين الغريب الذي يبدو في بعض الأحيان خبيثا بشكل محرج، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تركيز نتنياهو على توسيع العلاقات الدبلوماسية حول العالم"، بحسب "تايمز أوف إسرائيل"، الذي أشار إلى التحقيقات التي تجري مع نتنياهو في العديد من قضايا الفساد التي قد تؤثر على مستقبله السياسي.

التعليقات (0)