ملفات وتقارير

السيسي والسياسة الخارجية .. من القيادة إلى التبعية

السيسي ورئيسا اليونان وقبرص
السيسي ورئيسا اليونان وقبرص

تمثل السنوات الأربع التي قضاها رئيس الانقلاب بمصر عبد الفتاح السيسي في السلطة، انعكاسا واضحا لحالة التردي الذي وصلت إليه السياسة الخارجية المصرية، التي تحولت من الاحتواء والانفتاح إلى المماحكة والمناكفة، كما وصفها المراقبون لأداء الدبلوماسية المصرية.


وطبقا لورقة بحثية أعدها مركز الجزيرة للدراسات عن تقييم السياسة الخارجية لمصر خلال حكم السيسي، فإن دور الخارجية تقلص لدعم ذاتية السيسي، الذي لعب على دغدغة مشاعر المصريين بإطلاق شعارات وطنية فضفاضة غير واقعية، وأنه من أجل الحصول على شرعية دولية لنظامه عقد صفقات عسكرية وتجارية اقتربت من 40 مليار دولار بنهاية 2015، منها صفقة طائرات "رافال" مع فرنسا بـ5.2 مليار دولار، وأخرى غواصات مع ألمانيا بـ8.9 مليار دولار، وثالثة مع بريطانيا بـ12 مليار دولار، وصفقة عسكرية مع إيطاليا بـ100 مليون دولار، ودول الخليج بـ12.5 مليار دولار، وهو ما كان بمنزلة رشوة من أجل الاعتراف الدولي بشرعيته، عن طريق استقباله من رؤساء الدول والظهور والمشاركة في مؤتمرات وقمم رسمية مع قادة الدول وزعمائها. كما اتسم بعضها بالمناكفة السياسية؛ مثل زياراته لقبرص واليونان؛ التي كانت مجرَّد نكاية في تركيا، وليس وراءها أي هدف استراتيجي ملموس.


يقول الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ "عربي21" بأن هناك ثوابت محددة للسياسة الخارجية، ولكن ما جرى خلال السنوات الماضية يؤكد عكس ذلك، ولو قيمنا تعامل مصر مع أكثر الأزمات الخارجية التي واجهتها خلال حكم السيسي، يتضح لنا أن التعامل معها كان فاشلا، وبالتالي حققت مصر فيها خسائر خطيرة، فمثلا ما يتعلق بمياه النيل ورغم سياسة التليين التي اتبعها السيسي، إلا أن إثيوبيا وجهت لمصر أكثر من ضربة وفي النهاية وصلت في عملية بناء السد للنهاية، بينما مصر تتحدث عن معالجة مياه الصرف الصحي، كما توترت العلاقة مع السودان بشكل غير مبرر، رغم ما تمثله السودان من أهمية لمصر سواء من حيث العمق الاستراتيجي الأمني، أو من حيث مياه النيل، وبمقارنة تعامل نظام السيسي مع السودان بمعاملة مبارك، نجد أن الأخير رغم تورط ممولين سودانيين في عملية اغتياله عام 1996 إلا أنه رفض فرض عقوبات على السودان، في حين أن السيسي الذي بدأ عهده بعلاقة جيدة مع السودان، إلا أنه صوت في مجلس الأمن ضد رفع العقوبات، وهو ما يثير تساؤلات عديدة عن آلية اتخاذ القرارات المهمة والاستراتيجية.


وأضاف الأشعل أن هذا ينطبق أيضا على العلاقة مع ليبيا حيث دعم السيسي قوات خليفة حفتر، وشارك في عمليات عسكرية ليس لمصر فيها ناقة ولا جمل إلا لدعم حفتر في مواجهة التيارات الإسلامية هناك، وبالتالي أصبحت الحدود الغربية والجنوبية لمصر ملتهبة، أما في الشرق فقد قدم لإسرائيل كل ما يضمن لها أمنها القومي على حساب القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
 ويوضح الأشعل أن قمة الفشل للخارجية المصرية تمثل في قضية الشاب الإيطالي ريجيني، كما حقق فشلا آخر في التعامل مع النفوذ الإيراني بالمنطقة، الذي تمثل في سوريا ولبنان واليمن والعراق، وبدلا من أن تؤدي مصر دورا محوريا لوقف هذا النفوذ، تراجعت وانكمشت؛ وكأن هذه القضايا لا تعنينا طالما أنها لا تعني رئيس الانقلاب.

1
التعليقات (1)
مصري
الإثنين، 22-01-2018 08:06 ص
وماذا تنتظرون من عميل و جاسوس تعود منذ تجنيدة من قبل الموساد علي طاعة الأوامر وحفظها و تنفيذها دون أي تفكير حفاظا علي سلامته و ضمانا لتحقيق المهام و الأوامر كما هو مخطط لها .