سياسة عربية

كيف تفاعل المصريون مع مبادرة "اسأل السيسي"؟

ندرت الأسئلة التي تحمل انتقادات لسياسات النظام خلال الفترة الماضية- أ ف ب
ندرت الأسئلة التي تحمل انتقادات لسياسات النظام خلال الفترة الماضية- أ ف ب

بعد خمسة أيام من انطلاق مبادرة "اسأل الرئيس"، أعلنت الصفحة الرسمية لقائد الانقلاب في مصر، عبد الفتاح السيسي، على موقع "فيسبوك"، غلق باب تلقي أسئلة المواطنين.

وأضافت الصفحة، أمس الثلاثاء، أن السيسي سيجيب عن هذه الأسئلة خلال إحدى جلسات مؤتمر "حكاية وطن"، المقرر تنظيمه خلال الفترة من اليوم الأربعاء إلى الجمعة المقبلة.

ومن المتوقع أن يكون هذا المؤتمر بمثابة تجمع انتخابي غير مباشر للسيسي، ويشارك فيها خبراء من مجالات مختلفة ومسؤولون، للتحدث عن المشروعات التي تم تنفيذها في الفترة الأولى من حكمه.

تشكيك وسخرية

وتعود فكرة هذه المبادرة إلى شهر نيسان/ أبريل الماضي 2017، خلال فعاليات المؤتمر الوطني للشباب، حينما أعلن السيسي عن توفير وسيلة لتلقي أسئلة المواطنين؛ بهدف تعزيز الثقة والحوار بين المواطنين والقيادة السياسية، على حد قوله.

لكن تنفيذ هذه المبادرة استغرق أكثر من ثمانية أشهر لتنفيذه، وبعد كل هذه المدة خرجت المبادرة بشكل غريب، حيث ألزمت كل من يريد المشاركة أن يسجل اسمه الرباعي ورقم هاتفه وعنوانه ورابط حسابه على "فيسبوك"، قبل إلقاء سؤاله على السيسي!.

وأعلنت الصفحة تلقي أسئلة المواطنين بشأن كل ما يتعلق بفترة رئاسة السيسي الأولى، التي بدأت في حزيران/ يونيو 2014.

واستقبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه المبادرة بالسخرية من هذه الاشتراطات، التي تسهل لأجهزة الأمن تعقب واعتقال كل من يتناول أمورا غير مرغوب فيها من قبل النظام، فيما شكك آخرون في جدوى هذه المبادرة، حيث أكدوا أن المشكلات والأزمات التي تعاني من البلاد واضحة لكل ذي عينين، ولا تحتاج إلى مثل تلك المبادرات لإلقاء الضوء عليها.

الأسئلة للمؤيدين فقط

وبدا من الأسئلة التي اطلعت عليها "عربي21" أن أغلب السائلين من مؤيدي النظام، أو من أصحاب المظالم الذين يطالبون بحل مشكلاتهم، فيما ندرت الأسئلة التي تحمل انتقادات لسياسات النظام خلال الفترة الماضية.

ومن بين الأسئلة التي كتبها زوار صفحة السيسي على "فيسبوك" سؤال لشخص يدعى محمد عطا الله: "طالب فيه السيسي بإنشاء قناة تلفزيونية جديدة؛ لنشر الوعي والأمن القومي لزيادة فهم الشعب بالتحديات والمخاطر التي تواجه البلاد من الداخل الخارج، على حد قوله. 

فيما طالب "محمد راشد" بإنشاء منظومة إعلامية محترفة، تكون عونا وسندا للسيسي في الفترة المقبلة، لتحل محل من أسماهم "الهواة والخونة والمغيبين" من الإعلاميين الحاليين العاملين في مصر!. 

من جانبه، شارك النائب طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، في مبادرة "اسأل الرئيس" بطرح سؤال عن الدور المصري في التعامل مع تفاقم أزمة سد النهضة في إطار المماطلة الإثيوبية في التفاوض مع الجانب المصري.

أما النائب يحيى الكدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي، فوجه سؤالا للسيسي حول الجهود التي بذلتها الدولة لتشجيع الصناعات الصغيرة واليدوية، بحيث تكون جاهزة للتصدير للخارج.

بدوره، وجه النائب مصطفى بكري سؤالا للسيسي حول مستقبل العلاقات المصرية مع السودان في ضوء التحديات الواردة من الجنوب، والتوترات الأخيرة مع الخرطوم، خاصة حول مثلث حلايب وشلاتين، والتحالف السوداني مع تركيا.

الاقتصاد والمياه والصحة


بالإضافة لذلك، تنوعت أسئلة المواطنين حول ارتفاع الأسعار وتدهور التعليم والصحة وتفشي البطالة وتجاهل محافظات الصعيد، كما تناولت بعض الأسئلة مشكلات شخصية يعاني منها آخرون، مثل الحاجة لتوفير مسكن أو من يطالب برؤية أبنائه بعد تطليقه لأمهم، أو من يشتكي من فصله تعسفيا من عمله".

ومن بين هذه الأسئلة، قال المواطن "رامي يحيى" إنه "يطالب الرئيس بتوفير فرصة عمل له، لافتا إلى أن عمره 37 عاما، ولا يعمل، ولم يكوّن أسرة حتى الآن"، كما تساءل "بيومي المصري" عن دور الحكومة في مراقبة الأسعار في الأسواق بعد الانفلات الكبير والغلاء الذي ضرب كل السلع والخدمات".

وتساءلت "جنات الزيات" قائلة: "ماذا أنت فاعل لمحدودي الدخل تجاه الغلاء المستمر، علما بأن الطبقة الفقيرة هي أكثر طبقة مطحونة وصابرة؟!"، فيما تساءل "محمد صلاح": "إلى متى يستمر الصمت المصري في مواجهة المراوغة والتعنت الإثيوبي في ملف "سد النهضة" رغم كل التنازلات التي قدمتها مصر؟ ولماذا إلى الآن لا تتجه مصر إلى التحكيم الدولي لحل الأزمة؟".

وأسئلة هزلية أيضا


على الجانب الآخر، تعامل معارضون للنظام باستخفاف مع المبادرة، ووجهوا أسئلة هزلية للسيسي، حيث قال "ماريو": "ليه منعملش مشروع تاني زي قناة السويس؟ دي قناة "توكتوك" بتجيب إيرادات أعلى من قناة السويس".

وقال "شادي": "أنا مهندس في العاصمة الإدارية الجديدة، بنزل من بيتنا الساعة 6 صباحا وبرجع الساعة 6 مساء، وفي الآخر مش بكمل باقي الشهر سلف، العيب في أنا يا باشا؟" فيما وجه الناشط السياسي حازم عبد العظيم سؤالا للسيسي قائلا: "هل حصلت على موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على إعادة ترشحك هذه المرة؟ أم تنتظر المزيد من الضغوط من خلال الحملات التي ترعاها مخابراتك وبعلمك مثل "عشان تبنيها" ومن "أجل مصر"؟.

من جانبه قال "نديم": "السيسي عمل كل أنواع المؤتمرات وفي الآخر قالك هيعمل مؤتمر يرد فيه على أسئلة الشباب! طب ما كنت تعمل حساب على "أسك" وتوفر المصاريف؟!"

التعليقات (2)
ابن الجبل
الأربعاء، 17-01-2018 01:01 م
المصيبة بلحة لما بِنسإل بِسْتَهبل
مصري
الأربعاء، 17-01-2018 12:12 م
اسئلوا ابو جهل و الذي لا يعرف هذة الحقيقة او يعلمها و ينكرها فهو من اتباع ابو جهل ، خربها وقعد علي تلها و ليظل العميان في الطريق إلي الهاوية .